يواصل رواق برج باب مراكش التابع للمديرية الإقليمية للثقافة بالصويرة، احتضان المعرض الفني «ترحال NOMADE» للفنانة المصرية مريم رضوان، إلى غاية 18 أكتوبر2025، في تجربة فنية متفرّدة تمزج بين الرسم والمشاريع الصوتية وفن الخرائط، ضمن بحث بصري وسمعي حول الذاكرة والحركة والهوية.
بين الرحلة والبحث عن الذات
تقدم مريم رضوان من خلال هذا المشروع رحلة تأملية في معنى الترحال، لا بوصفه انتقالا مكانيا فحسب، بل كحالة إنسانية ووجودية يعيشها الفرد في سعيه الدائم إلى اكتشاف الجذور وإعادة تعريف الذات.
الفنانة التي راكمت تجاربها بين مصر وفرنسا، تجعل من أعمالها جسورا رمزية بين الشرق والغرب، بين ما هو محسوس وما هو متخيل، مستلهمة من الصويرة روحها الموسيقية وانفتاحها الثقافي الفريد.
موسيقى اللون وخريطة الذاكرة
في لوحاتها، تتحول الألوان إلى موسيقى بصرية والسطوح إلى فضاءات صوتية نابضة بالحركة. توظف رضوان خامات متعددة ودرجات لونية تجمع بين الترابي والشفاف، لتشكل طبقات من الذاكرة تشبه شظايا حلم يتجدد في كل عمل. تبدو بعض اللوحات كخرائط عاطفية تسجل أثر الرحيل، بينما أخرى تعيد رسم نبض الأمكنة كما يستشعَر لا كما يرى.
فن الخرائط كجغرافيا روحية
يبرز فن الخرائط في المعرض كعنصر جوهري في بناء خطاب الفنانة، حيث تتحول الجغرافيا إلى شعر بصري والخطوط إلى مسارات روحية تتقاطع فيها الحدود بين المكان والذاكرة. إنها خرائط للروح أكثر من كونها خرائط للأرض، تفتح أمام المتلقي تأملات حول الانتماء والتحول والهوية.
تجربة حسية وفكرية
في «ترحال NOMADE»، تدمج مريم رضوان بين الصوت واللون، بين التجريب والتأمل، لتقدم تجربة فنية شاملة تتجاوز المشاهدة إلى الإصغاء لما وراء الصورة.
المعرض دعوة إلى العبور بين الأزمنة والثقافات، وإلى إعادة اكتشاف الفن كرحلة داخل الذات، حيث يتلاقى الإحساس بالانتماء مع شغف الاكتشاف في تناغم بصري وسمعي مدهش.
الصويرة.. مدينة الفنون والتنوع
تأتي هذه التظاهرة في سياق يرسخ مكانة مدينة الصويرة كإحدى الحواضر المغربية والعالمية البارزة في مجال الفنون التشكيلية، إذ تشتهر المدينة باحتضانها نخبة من الفنانين المغاربة والأجانب الذين حازوا جوائز مرموقة، وعرضت إبداعاتهم في أرقى المعارض بأوروبا وأمريكا. إنها مدينة تحتفي بالفن كما تحتفي بروحها، وتستمر في إشعاعها كفضاء مفتوح للحوار الجمالي والإبداع الإنساني.