تفتتح أشغال المؤتمر بندوة علمية تستعد جمعية تكزيرت للثقافة والتنمية بالصويرة، لاحتضان الجمع العام العادي للكونغرس العالمي الأمازيغي، خلال أيام 24 و25 و26 أكتوبر2025 بالمركز الثقافي للصويرة.
وينتظر أن يشكل هذا الموعد الثقافي والفكري محطة متميزة تجمع باحثين وأكاديميين وفاعلين في الشأن الأمازيغي من مختلف مناطق شمال إفريقيا.
تفتتح أشغال المؤتمر يوم الجمعة 24 أكتوبر2025 بندوة علمية تحت عنوان “التراث المادي واللامادي بإيحاحان والهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا: بين الخصوصية المحلية والانتماء الجماعي لتمازغا”، يؤطرها عدد من الباحثين المتخصصين في قضايا التراث والهوية الأمازيغية.
ويتناول المشاركون محاور متنوعة تشمل التراث المادي والذاكرة التاريخية بإيحاحان (الدكتور محمد أوبيهي)، والتراث اللامادي والتعبيرات الثقافية المحلية (الدكتور ميلود أزرهون)، والهوية الأمازيغية لشمال إفريقيا بين الخصوصية المحلية والانتماء الجماعي لتمازغا (الدكتور عبد الله الحلوي).
كما يقدم الأستاذ مبارك أبلوش عرضا حول الإطار القانوني والمؤسساتي المؤطر للتراث بالمغرب، ويعالج الأستاذ حسن إدبلقاسم موضوع تدويل القضية الأمازيغية وآفاقها المستقبلية، فيما يتناول الأستاذ لونيس بلقاسم سبل الترافع الإقليمي والدولي لتحقيق التكامل الناجع.
ويختتم اليوم الأول بوصلة فنية تحتفي بروح الإبداع الأمازيغي، بمشاركة كل من Tabrat Band وفرقة Femmes Kebyles ومجموعة أحواش إحاحان، في أمسية تمزج بين الفن والتراث وتعكس غنى وتنوع الهوية الثقافية الأمازيغية.
وتنطلق صباح السبت 25 أكتوبر الأشغال الرسمية المغلقة الخاصة بالمؤتمرين، التي ستتناول القضايا التنظيمية والهيكلية للكونغرس العالمي الأمازيغي، على أن تختتم الجلسات صباح الأحد 26 أكتوبر2025 بإعلان التوصيات والنتائج التي ستتوج هذا الحدث الثقافي البارز.
من خلال تنظيم هذا اللقاء، تؤكد جمعية تكزيرت للثقافة والتنمية بالصويرة التزامها الراسخ بالمساهمة في إشعاع مدينة الصويرة كمنارة ثقافية وحاضنة للحوار والانفتاح، ومواصلة جهودها في صون التراث الأمازيغي المادي واللامادي وتعزيز الوعي بأهمية الهوية المشتركة التي توحد شعوب تمازغا.
وتعد جمعية تكزيرت للثقافة والتنمية من الفاعلين الجمعويين المميزين بإقليم الصويرة، تأسست في السابع اكتوبر من سنة 2007، بهدف النهوض بالثقافة المحلية وتعزيز قيم المواطنة والتنمية المستدامة عبر مبادرات تربط بين الهوية الأمازيغية والبعد الإنساني.
وتعمل الجمعية على تنظيم تظاهرات ثقافية وفكرية وفنية تسعى إلى حفظ التراث المادي واللامادي، وتشجيع الإبداع الشبابي، والمساهمة في ترسيخ ثقافة الحوار والتنوع داخل المجتمع.
ويؤكد يوسف أخرضيص، عضو الجمعية المنظمة، أن اختيار مدينة الصويرة لاحتضان هذا الحدث لم يكن صدفة، فهي المدينة التي صنفتها منظمة اليونسكو كمدينة مبدعة، وجعلت من الثقافة ركيزة أساسية في مسارها التنموي، لتؤكد بذلك ريادتها كفضاء يحتضن الحوار والتنوع والإبداع ويعزز مكانتها كجسر يربط بين الذاكرة والتجديد.
