Sunday 5 October 2025
كتاب الرأي

محمد الأسعد: حراك جيل Z بالمغرب وموقع الجغرافيا مابعد الحداثية منه

محمد الأسعد: حراك جيل Z بالمغرب وموقع الجغرافيا مابعد الحداثية منه محمد الأسعد
ثلاث أبعاد  تؤطر الحراك: 
 
البُعد الأول: تحوّل فكري كوني
وهو الانتقال التدريجي من الحداثة إلى ما بعد الحداثة منذ ثمانينيات القرن العشرين، ويعني تفكيك البُنى الجماعية (مثل الأحزاب، التقاليد، المجتمعات، النقابات...) وبروز الفردانية، أي أولوية الموقف الفردي الحُر على الموقف الجماعي. ومن ثم، تبرز أهمية التمثّلات والإدراكات، وتأثير شبكات التواصل.
البُعد الثاني: جغرافي
وهو أولوية المكان على الزمن، أي ظهور حركات واحتجاجات محلية لا تُؤطَّر ضمن البُنى التقليدية الجماعية. وقد كانت الجغرافيا سبّاقة في تأطير هذا التحوّل، حيث أصبحت "المجالية" مفهوماً مفسراً للتحولات. وقد أكّد الجغرافي الأمريكي إدوارد سوجا، في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، على هذا "التحوّل المجالي" في تجلياته الثلاثة: المجال المُدرَك، المجال المُتصوَّر، والمجال المُعاش. واعتبر المجال المُعاش، أو ما يُعرف بـ"المجال الثالث"، ذا أهمية بالغة.
البُعد الثالث: اجتماعي
أي أن أهداف الاحتجاجات تتمثل في تلبية مطالب اجتماعية، مثل الحاجات الأساسية: الصحة، التعليم، العدالة... أي تحقيق العدالة الاجتماعية في إشباع الحاجات الأساسية للسكان. وقد كتب عدد من الجغرافيين العالميين عن موضوع العدالة المجالية في المدينة، مثل ديفيد هارفي في الولايات المتحدة خلال تسعينيات القرن العشرين.
والله أعلم.