Friday 3 October 2025
رياضة

الانفصال بالتراضي.. عنوان جديد لطلاق مستعجل بين المسيرين والمدربين بالدوري الاحترافي

الانفصال بالتراضي.. عنوان جديد لطلاق مستعجل بين المسيرين والمدربين بالدوري الاحترافي لسعد‭ ‬جردة‭ ‬الشابي يتوسط رشيد الطاوسي (يمينا) ‬وروسمير‭ ‬سفيكو ‬(يسارا)
بعد‭ ‬مرور‭ ‬ثلاث‭ ‬جولات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية‭ ‬للموسم‭ ‬الكروي‭ ‬الجديد‭ ‬2025‭/‬2026،‭ ‬بدأت‭ ‬تتساقط‭ ‬أوراق‭ ‬المدربين‭ ‬تباعا،‭ ‬مما‭ ‬ينبئ‭ ‬بموسم‭ ‬كروي‭ ‬ترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاق‭ ‬بين‭ ‬رؤساء‭ ‬الفرق‭ ‬ومدربي‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لسعد‭ ‬جردة‭ ‬الشابي،‭ ‬مدرب‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬أول‭ ‬المغادرين‭ ‬لمنصبه‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬متبوعا‭ ‬برشيد‭ ‬الطاوسي‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬إشعارا‭ ‬بالانفصال‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي‭ ‬واللائحة‭ ‬مرشحة‭ ‬للارتفاع‭.‬
ولم‭ ‬يشهد‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭ ‬فقط،‭ ‬إشارات‭ ‬مبكرة‭ ‬حول‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإعفاءات‭ ‬المبكرة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المواسم‭ ‬السابقة‭ ‬شهدت‭ ‬حالات‭ ‬انفصال‭ ‬مشابهة،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬الذي‭ ‬يضرب‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بمبدأ‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬المدربين‭ ‬قربانا‭ ‬للجماهير‭ ‬الغاضبة،‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الرؤساء‭ ‬على‭ ‬كراسي‭ ‬المسؤولية‭.‬
جريدة
‭ "‬أنفاس بريس‭ "‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أسرع‭ ‬الإقالات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الدوري‭ ‬الاحترافي‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة

 ‬
كانت‭ ‬مباراتان‭ ‬رسميتان‭ ‬لفريق‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الاحترافية،‭ ‬تكفيان‭ ‬لإصدار‭ ‬قرار‭ ‬الانفصال‭ ‬عن‭ ‬المدرب‭ ‬التونسي‭ ‬لسعد‭ ‬جردة‭ ‬الشابي،‭ ‬ليكون‭ ‬بذلك‭ ‬أول‭ ‬مدرب‭ ‬يغادر‭ ‬منصبه‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الاحترافي‭ ‬للقسم‭ ‬الأول‭.‬

بدا‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬مجرد‭ ‬تكرار‭ ‬لسيناريو‭ ‬المدرب‭ ‬البوسني‭ ‬روسمير‭ ‬سفيكو،‭ ‬الذي‭ ‬خاض‭ ‬التحضيرات‭ ‬الصيفية‭ ‬مع‭ ‬الرجاء‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬أولى‭ ‬الجولتين‭ ‬أمام‭ ‬نهضة‭ ‬بركان‭ ‬واتحاد‭ ‬طنجة،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الإدارة‭ ‬إلى‭ ‬إقالته‭.
 
‬غير‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬الحالتين‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬النتائج،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الشابي‭ ‬أقيل‭ ‬وفي‭ ‬رصيده‭ ‬4‭ ‬نقط‭ ‬بينما‭ ‬أقيل‭ ‬روسمير‭ ‬وفي‭ ‬رصيده‭ ‬0‭ ‬نقطة‭.‬

وتعد‭ ‬هذه‭ ‬ثاني‭ ‬مرة‭ ‬يواجه‭ ‬فيها‭ ‬المدرب‭ ‬التونسي‭ ‬موقفا‭ ‬مشابها‭ ‬داخل‭ ‬الرجاء،‭ ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أقيل‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬انتخاب‭ ‬أنيس‭ ‬محفوظ‭ ‬رئيسا‭ ‬جديدا‭ ‬للنادي‭ ‬ليتكرر‭ ‬المشهد‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭.‬

وخلفا‭ ‬للمدرب‭ ‬التونسي‭ ‬لسعد‭ ‬جردة‭ ‬الشابي‭ ‬‮ ‬أعلن‭ ‬الرجاء‭ ‬عن‭ ‬تعاقده‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬فادلو‭ ‬ديفيدز،‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬نادي‭ ‬سيمبا‭ ‬التنزاني،‭ ‬والذي‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬كمساعد‭ ‬للمدرب‭ ‬الألماني‭ ‬جوزيف‭ ‬زينباور‭ ‬في‭ ‬الرجاء‭ ‬قبل‭ ‬موسمين‭.‬
‮ ‬
الرؤساء‭ ‬يقدمون‭ ‬المدرب‭ ‬قربانا‭ ‬للجمهور
‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭ ‬الماضي‭ ‬حطم‭ ‬الرجاء‭ ‬رقما‭ ‬قياسيا‭ ‬في‭ ‬إقالة‭ ‬المدربين،‭ ‬بعدما‭ ‬أنهى‭ ‬تعاقده‭ ‬مع‭ ‬الألماني‭ ‬زينباور‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬الفريق‭ ‬للتتويج‭ ‬بالثنائية‭ ‬«البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬كأس‭ ‬العرش»‭ ‬ليعوض‭ ‬بالبوسني‭ ‬روسمير‭ ‬سفيكو‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعمر‭ ‬سوى‭ ‬جولتين‭ ‬بعد‭ ‬تلقيه‭ ‬هزيمتين‭ ‬متتاليتين،‭ ‬ليعوض‭ ‬بالمدرب‭ ‬البرتغالي‭ ‬ريكاردو‭ ‬سابينتو،‭ ‬وبين‭ ‬البوسني‭ ‬والبرتغالي،‭ ‬استعانت‭ ‬إدارة‭ ‬الرجاء‭ ‬بالإطار‭ ‬الوطني‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬جيناني‭ ‬لتأمين‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬فحقق‭ ‬ثلاث‭ ‬انتصارات‭ ‬متتالية‭ ‬أحرجت‭ ‬مسؤولي‭ ‬النادي‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬متقدمة‭ ‬مع‭ ‬مدرب‭ ‬من‭ ‬البرتغال‭.‬

لكن‭ ‬جيناني‭ ‬غادر‭ ‬الفريق‭ ‬بمجرد‭ ‬تعاقد‭ ‬المسيرين‭ ‬مع‭ ‬سابينتو،‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬بدوره‭ ‬إشراك‭ ‬أي‭ ‬عنصر‭ ‬مغربي‭ ‬ضمن‭ ‬طاقمه،‭ ‬سيشرب‭ ‬سابينتو‭ ‬من‭ ‬الكأس‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬شرب‭ ‬منها‭ ‬سفيكو،‭ ‬إذ‭ ‬أُقيل‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬بسبب‭ ‬النتائج‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬ودوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وتم‭ ‬تعويضه‭ ‬بابن‭ ‬الدار‭ ‬حفيظ‭ ‬عبد‭ ‬الصادق،‭ ‬الذي‭ ‬غادر‭ ‬بدوره‭ ‬سريعا،‭ ‬ليعود‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬التونسي‭ ‬لسعد‭ ‬الشابي‭ ‬الذي‭ ‬أُقيل‭ ‬مجددا‭ ‬بعد‭ ‬جولتين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد‭.‬

وبإقالته‭ ‬للمدرب‭ ‬التونسي‭ ‬لسعد‭ ‬الشابي‭ ‬واستقدامه‭ ‬للجنوب‭ ‬إفريقي‭ ‬ديفيدز،‭ ‬يكون‭ ‬الرجاء‭ ‬قد‭ ‬كرر‭ ‬رقما‭ ‬سلبيا‭ ‬للموسم‭ ‬الثاني‭ ‬تواليا،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬إقالة‭ ‬وتغيير‭ ‬مدرب‭ ‬بعد‭ ‬جولتين‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬البطولة‮ ‬
‮ ‬
عدوى‭ ‬المغادرة‭ ‬المبكرة‭ ‬تضرب‭ ‬المدربين
‬ليس‭ ‬الشابي‭ ‬هو‭ ‬المدرب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬صلاحيته‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الدوري،‭ ‬فقد‭ ‬تلاه‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الثالثة‭ ‬رشيد‭ ‬الطاوسي،‭ ‬الذي‭ ‬تلقى‭ ‬إشعارا‭ ‬بالانفصال‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الكوكب‭ ‬المراكشي‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬دورات‭ ‬إذ‭ ‬‮ ‬لم‭ ‬يحالفه‭ ‬الحظ‭ ‬في‭ ‬اقتناص‭ ‬ولو‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة،‭ ‬فكانت‭ ‬الخسارة‭ ‬أمام‭ ‬الصاعد‭ ‬أولمبيك‭ ‬الدشيرة‭ ‬بمثابة‭ ‬النقطة‭ ‬التي‭ ‬أفاضت‭ ‬الكأس‭.‬

وقبل‭ ‬انطلاق‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬للقسم‭ ‬الثاني،‭ ‬أعلنت‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬شباب‭ ‬المحمدية‭ ‬عن‭ ‬فسخ‭ ‬عقدها‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬بوشعيب‭ ‬المباركي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬توقيعه‭ ‬الرسمي‭ ‬مع‭ ‬الفريق‭.‬

وقبل‭ ‬انطلاقة‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬الحالي‭ ‬أعلنت‭ ‬إدارة‭ ‬الرشاد‭ ‬البرنوصي‭ ‬انفصالها‭ ‬عن‭ ‬المدرب‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬البختي،‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬أسبوعين‭ ‬فقط‭ ‬كمدرب‭ ‬للفريق‭ ‬ليفاجأ‭ ‬بإقالته،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يتكرر‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬البرنوصي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬هشام‭ ‬العمراني‭ ‬وسعيد‭ ‬الصديقي‭.‬
وتعاقد‭ ‬الرشاد‭ ‬مع‭ ‬مدرب‭ ‬مغربي‭ ‬جديد‭ ‬اسمه‭ ‬بدر‭ ‬هوداني،‭ ‬خلفا‭ ‬للبختي‭ ‬المقال‭.‬

نفس‭ ‬المصير‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬المدرب‭ ‬عبد‭ ‬الحق‭ ‬أيت‭ ‬العريف،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬تعاقده‭ ‬مع‭ ‬اتحاد‭ ‬أيت‭ ‬ملول‭ ‬سوى‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة،‭ ‬لتتم‭ ‬إقالته‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفريق‭ ‬السوسي‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬ضمن‭ ‬بطولة‭ ‬القسم‭ ‬الوطني‭ ‬الأول‭ ‬هواة‭ ‬شطر‭ ‬الجنوب،‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬الموسم‭ ‬الكروي‭ ‬الجديد‭ ‬.2025/2026‬

كما‭ ‬سبق‭ ‬لنادي‭ ‬الاتفاق‭ ‬الرياضي‭ ‬المراكشي،‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالمدرب‭ ‬عادل‭ ‬كوار،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬العقد‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬ليصبح‭ ‬هذا‭ ‬الانفصال‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أسرع‭ ‬القرارات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البطولة‭ ‬الوطنية‭ ‬هواة‭.‬

أمام‭ ‬تنامي‭ ‬ظاهرة‭ ‬الانفصال‭ ‬السريع،‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬الودادية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬أو‭ ‬نقابة‭ ‬المدربين‭ ‬أو‭ ‬الهيئات‭ ‬الجمعوية‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمدربين‭ ‬المغاربة،‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬ضد‭ ‬موجة‭ ‬الإقالات‭ ‬«بالتراضي»،‭ ‬واكتفت‭ ‬بمتابعة‭ ‬تساقط‭ ‬أوراق‭ ‬المدربين‭ ‬تباعا،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬إقالة‭ ‬مدرب‭ ‬تحصد‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬أربعة‭ ‬مؤطرين‭ ‬ضمن‭ ‬طاقم‭ ‬المدرب‭ ‬المقال‭.‬