Friday 3 October 2025
مجتمع

تعرف على موقف جمعية الشعلة للتربية والثقافة من حراك جيل "زِّدْ"

تعرف على موقف جمعية الشعلة للتربية والثقافة من حراك جيل "زِّدْ" جانب من الوقفة الاحتجاجية لجيل Z
في سياق الحراك الاجتماعي الموسوم بـ "جيل ـ زِّدْ" أكد بيان جمعية الشعلة للتربية والثقافة توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة منه، على أن هذه اللحظة تكشف من جديد عمق الأزمة التي يواجهها هذا الجيل، وما يحمله من أسئلة مشروعة حول المستقبل ومكانته في المشروع الوطني.
 
وسجلت جمعية الشعلة موقفها الواضح انطلاقا من التحولات الاجتماعية والسياسية الدقيقة التي يمر بها وطننا، تابعت جمعية الشعلة للتربية والثقافة، بوعي مسؤول واهتمام بالغ، خروج عدد من شباب المغرب إلى الشارع للتعبير السلمي عن مطالب اجتماعية واقتصادية ملحّة." حسب تعبير البيان نفسه
 
في سياق متصل أعلن بيان الشعلة عن تضامنها المطلق مع الوقفات الشبابية السلمية والمطالب العادلة والمشروعة في التعليم الجيد، والشغل الكريم، والكرامة، والحرية.
 
وأدان البيان كل أشكال العنف والتخريب للممتلكات العامة والخاصة، مؤكدة أن سلمية الاحتجاج هي الضامن لمشروعيته. داعيا في نفس الوقت إلى تغليب صوت الحكمة وتجنيب بلادنا كل أشكال التوتر والانزلاق.
 
وشدد بيان رفاق سعيد العزوزي على دعوة مؤسسات الدولة إلى احتضان هذه الحركة الشبابية بما يليق من حكمة وتبصر، بدل الردود العنيفة أو المقاربات الأمنية الضيقة. مؤكدا على أن الإنصات للمطالب المدنية للشباب عبر حوار وطني جاد ومسؤول ـ هو الخيار استراتيجي الوحيد حيث لا بديل عنه لبناء مواطنة راسخة وتعزيز الثقة في المستقبل.
 
وطالبت جمعية الشعلة من خلال بيانها بالإسراع في إرساء إطار مؤسساتي للحوار مع المنظمات الشبابية الوطنية الجادة يضمن الحق في المشاركة والتعبير والتأطير. حيث ناشدت الحكومة القطع مع السياسات الظرفية والبرامج الاستعراضية، والانتقال إلى سياسات عمومية مدمجة تستجيب للأسئلة الحقيقية الإنتظارات المشروعة لهذا الجيل.
 
وأكد بيان جمعية الشعلة للتربية والثقافة، وهي ترفع صوتها تضامناً مع الشباب المغربي المسالم، على أن هذا الجيل ليس عبئاً على الوطن، بل هو ثروته الأكبر، وأن الرهان عليه هو رهان على مستقبل آمن وديمقراطي ومزدهر.
 
وجدد بيان الجمعية باعتبارها صرح مدني وطني راكم خمسين سنة من التجربة في مجالات التربية والتأطير والعمل مع الطفولة والشباب، ـ جدد التأكيد ـ على أن هذه الاحتجاجات ليست خروجاً عن روح المواطنة، بل هي ممارسة راقية لحق أصيل يكفله الدستور، وتجسيد لمفهوم المواطنة الفاعلة. موضحة أن الاحتجاج السلمي هو رسالة سياسية واجتماعية مفتوحة، تدعو إلى إعادة صياغة عقد اجتماعي جديد يقوم على العدالة والكرامة والحرية، ويعيد بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها.
وعبر البيان عن تضامنه الكامل مع المطالب الشبابية المشروعة، مسجلا إدانته بكل وضوح كل أشكال العنف والتخريب للممتلكات العامة والخاصة، باعتبارها ممارسات تسيء إلى سلمية الحركات الاحتجاجية وتفقدها مشروعيتها الأخلاقية والقانونية. حيث دعت الجمعية جميع القوى الحية، دولة ومجتمعا، إلى تغليب صوت الحكمة، وتحكيم العقل، وتجنب كل ما من شأنه أن يزج ببلادنا في دوامات التوتر أو يهدد استقرارها وأمنها الجماعي.
 
هذا وحذرت الجمعية من أن الخطر الأكبر الذي يتهدد مجتمعنا اليوم ليس فقط البطالة والفقر، بل بالأساس تآكل الأمل وفقدان الثقة لدى الأجيال الصاعدة، حينما يشعر الشباب بأن مستقبلهم ضبابي وأن أصواتهم لا تجد صدى في السياسات العمومية. على اعتبار إن قتل الحلم داخل النفوس أخطر من أي أزمة اقتصادية. يقول البيان
 
وسجلت الجمعية، بأسف كبير غياب رؤية استراتيجية متكاملة تعطي الأولوية لهذه الطاقات، إذ يجرى استبدالها ببرامج ظرفية وانتخابوية مشوهة وعابرة، لا يمكنها أن تحل محل سياسة عمومية جادة تجعل الشباب في قلب المشروع التنموي والديمقراطي للمغرب.
 
في سياق متصل استحضرت جمعية الشعلة التراكمات الحقوقية والديمقراطية وخاصة اللحظة المفصلية التي عاشها المغرب سنة 2011، حين انتصر صوت الحكمة، وتجاوبت الدولة مع مطالب الشعب والشباب عبر إصلاحات سياسية ودستورية ومؤسساتية عميقة. وتأسيسا على ذلك أكدت الجمعية على أن الإصغاء للشباب ليس ضعفاً في الدولة، بل هو دليل قوة لمشروعها الجماعي، وضمانة لاستقرارها المستقبلي.