Thursday 2 October 2025
مجتمع

الطيار يحذر: احتجاجات سلمية تحولت إلى فوضى منظمة تهدد أمن المغرب

الطيار يحذر: احتجاجات سلمية تحولت إلى فوضى منظمة تهدد أمن المغرب محمد الطيار رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية ومشاهد من أعمال التخريب
حذّر محمد الطيار رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية من خطورة الانزلاق السريع للاحتجاجات من طابعها السلمي إلى أعمال عنف وتخريب، مؤكداً أن ما يجري لا يمكن اعتباره مجرد رد فعل عفوي، بل يعكس ـ وفق تقديره ـ محاولات منظّمة لركوب موجة التوتر الاجتماعي وتحويلها إلى تهديد مباشر للأمن الداخلي.  

وأوضح الطيار، أن المؤشرات الميدانية، مثل الاستهداف المتكرر للممتلكات العامة والخاصة وانتشار السلوك العنيف في وقت وجيز، تدعو إلى الاعتقاد بوجود عناصر مدسوسة أو مجموعات منظمة تستثمر في الحراك الشعبي بما يخدم أجندات خفية.  

وأشار رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية إلى أن الفضاء الرقمي ضاعف من حدة هذا الانزلاق، سواء من خلال نشر الشائعات أو تضخيم صور العنف، مضيفاً أن هذا المشهد يتقاطع مع ما عرفه المغرب في الأشهر الأخيرة من حملات تضليل وهجمات سيبرانية هدفت إلى إشاعة التوتر وضرب الثقة داخل المجتمع.  

كما نبّه محمد الطيار إلى أن المخاطر الأساسية لهذا الوضع تكمن في "تهديد الاستقرار الداخلي، وإضعاف جسور الثقة بين المواطن والدولة، فضلاً عن احتمالية استغلاله من طرف شبكات إجرامية أو قوى خارجية معادية". وحذّر من أن استمرار التصعيد دون معالجة عاجلة قد يفضي إلى مواجهات مباشرة مع الأجهزة الأمنية، بما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على المجتمع والاقتصاد.  

وفي هذا السياق شدّد الخبير الاستراتيجي على ضرورة تبنّي مقاربة مزدوجة تجمع بين الحزم الأمني في مواجهة المحرّضين وحماية النقاط الحساسة، وبين الانفتاح الاجتماعي والتواصلي للاستماع إلى الشباب، الاستجابة للمطالب المشروعة، ومواجهة الإشاعات بخطاب واضح وشفاف. واعتبر أن "الدمج بين البعدين الأمني والاجتماعي هو السبيل الوحيد لتفادي الانزلاق نحو فوضى أوسع، وضمان إعادة بناء الثقة في قدرة الدولة والمجتمع على إدارة الأزمات".