Wednesday 1 October 2025
مجتمع

المجلس الاقتصادي يرصد عقبات إدماج الأشخاص المسنين ويدعو إلى تسريع وتيرة تنفيذ خطة العمل الوطنية

المجلس الاقتصادي يرصد عقبات إدماج الأشخاص المسنين ويدعو إلى تسريع وتيرة تنفيذ خطة العمل الوطنية شيخوخة السكان بالمغرب تتطلب إدماجاً فعالاً واستثماراً في الاقتصاد الفضي
رصدت مخرجات التقرير السنوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي برسم 2024 الخاص بـ:
" الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص المسنين بالمغرب: من أجل الاستعداد بشكل أفضل للتكيف مع تسارع وتيرة شيخوخة السكان" العديد من العقبات التي تعيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي الناجع للأشخاص المسنين في التنمية، من أبرزها العقبات الاقتصادية والمالية بحيث أن 52.4 في المائة من الأشخاص المسنين لا يتوفرون على دخل قار، ولا يستفيد من معاش للتقاعد سوى 49.2 في المائة، بالإضافة إلى العقبات المرتبطة بالهشاشة الاجتماعية وبالتهميش التي تهم أساسا الأمية والتي تمثل 71.6 في المائة من البالغين 60 سنة فما فوق، فئة تعاني من العزلة النفسية، والعنف، ونقص البنيات التحتية الملائمة، بالإضافة إلى غياب عرض ملائم لاحتياجات الأشخاص المسنين، وميولاتهم في مجال الثقافة والأنشطة الترفيهية والرياضية.

وكشف عبد القادر أعمارة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في اللقاء التواصلي الذي نظمته المؤسسة بالرباط لتقديم مخرجات التقرير اليوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 أيضا العقبات المرتبطة بمؤسسات الرعاية الاجتماعية والتي تتجلى بشكل خاص في قلة عدد هذه المؤسسات (72) مؤسسة فقط بالنظر إلى الحاجيات المتزايدة، واعتمادها بشكل كبير على التبرعات إزاء محدودية المساعدات العمومية، بالإضافة إلى ما تشهده من خصاص في الموارد البشرية المؤهلة تواجهها على مستوى الحكامة والتدبير، والعقبات المرتبطة بالولوج إلى العلاجات الصحية مشيرا إلى أنه من بين المؤسسات الاستشفائية العمومية الموزعة على التراب الوطني، لا توجد سوى بنيتين فقط مخصصتين للأشخاص المسنين تتوجدان معا بجهة الرباط سلا القنيطرة، فضلا عن الغياب شبه الكلي لخدمات الرعاية الصحية المنزلية المخصصة لهذه الفئة.

وأضاف المتحدث ذاته استنادا إلى جلسات الإنصات مع الفاعلين المعنيين والاستشارة المواطنة التي تم إطلاقها في هذا الشأن، إلى أن المجلس خلص إلى أن مقاربة أوضاع الأشخاص المسنين غالبا ما تركز على التبعية التي يعانون منها، وهي نظرة اختزالية تتجاهل مؤهلاتهم وكفاءاتهم، وتغفل تجاربهم، مما لا يُسعف على الاعتراف بالدور الفاعل الذي يمكن أن يضطلعوا به داخل المجتمع، ذلك أن هذه الفئة لها من الإمكانات والقدرات التي تؤهلها بأن تساهم بشكل فعلي وفاعل في الدينامية الاجتماعية، لا سيما من خلال نقل المهارات إلى باقي الأجيال، والتوجيه والإرشاد والعمل التطوعي، وتنشيط شبكات التضامن على الصعيد المحلي، كما أن قدرة الأشخاص المسنين على الادخار، وتنامي استهلاكهم تجعل منهم رافعة استراتيجية لتطوير الاقتصاد الفضي" (Silver Economy) ، الذي يعد قطاعا واعداً ومبتكراً، ومُنْتِجًا لفرص الشغل ومحفزاً لتنويع العرض الاقتصادي.
 
اعمارة أبرز أيضا أنه انطلاقا من هذا التشخيص الذي تتقاسمه مختلف الأطراف المعنية، دعا المجلس إلى تسريع وتيرة تنفيذ خطة العمل الوطنية للنهوض بالشيخوخة النشيطة 2023-2030، وتقوية الاندماجية بين محاورها وما تتضمنه من إجراءات وبرامج، كما أوصى باعتماد قانون إطار يحدد المعالم والأهداف والالتزامات الأساسية للفعل العمومي في مجال الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص المسنين.

وأكد المجلس أن الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الفئة ليس مجرد ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعية، بل يشكل أيضا فرصة استراتيجية لتعزيز دينامية التنمية في بلادنا.