Monday 15 September 2025
مجتمع

ندوة دولية بالصويرة تختتم أشغالها بالدعوة إلى جعل التعدد الثقافي رافعة للسلام

ندوة دولية بالصويرة تختتم أشغالها بالدعوة إلى جعل التعدد الثقافي رافعة للسلام رسخت الصويرة موقعها كفضاء حي لذاكرة المغرب المتعددة ووجهة دولية للحوار بين الأديان والثقافات
اختتمت يوم السبت ببيت الذاكرة بمدينة الصويرة، أشغال ندوة دولية خصصت لمناقشة موضوع “الهويات المتعددة الثقافات، ذاكرة في حركية”، حيث شدد المشاركون على أن التعددية الثقافية تمثل ركيزة أساسية للحوار والتسامح وبناء مستقبل مشترك.

اللقاء، الذي جمع خبراء وأكاديميين وفاعلين في المجتمع المدني على مدى يومين، تناول إشكاليات الهوية في ظل التحديات الجيوسياسية والدينية والاجتماعية التي يعرفها العالم المعاصر، مسلطا الضوء على الطابع المركب للهوية في عصر العولمة.

في مداخلة عبر تقنية الفيديو، أكد مستشار جلالة الملك ورئيس جمعية الصويرة موكادور أندري أزولاي، أن الذاكرة والمعرفة ليستا مجرد ارتباط بالماضي، بل محرك للحداثة وأداة أساسية لإعداد الأجيال المقبلة لمجتمعات منفتحة ومنسجمة، وأبرز أن التعايش التاريخي بين المكونات الإسلامية واليهودية والمسيحية في الصويرة يمثل نموذجا حيا للحوار والتعايش.

من جانبه، دعا عبد الله أوزيطان، الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، إلى تحمل الأجيال الحالية مسؤولية نقل قيم التسامح، مؤكدا أن الهوية إرث جماعي يتطلب الحماية والاستمرار، وأوضح أن التجربة المغربية في التنوع تجعل من المملكة نموذجا للتعايش السلمي.
أما فريد الباشا، الرئيس المؤسس لدار المغرب للسلام، فاعتبر أن التعليم هو السلاح الحقيقي لمواجهة الإقصاء والعنف، مشددا على ضرورة دمج ثقافة الحوار والسلام في البرامج التربوية.

وبدوره، وصف ممثل مؤسسة كونراد أديناور بالمغرب، ستيفان هوفنير، المغرب بفضاء نموذجي للحوار بين الثقافات، مؤكدا أن الهوية ليست ثابتة بل ديناميكية ومتعددة الأبعاد.

وقد توجت أعمال الندوة بإطلاق المرصد الأفرو أطلسي، وهو آلية جديدة تهدف إلى تحليل الديناميات المتعددة الثقافات والجيوسياسية في المنطقة الأفرو أطلسية، وتعزيز قيم التماسك والسلام. 

وأكد الأستاذان ميلود لوكيلي وزكرياء أبو الذهب أن المرصد يشكل توجها استراتيجيًا جديدا يروم تعزيز القيم المشتركة وإعطاء بعد جيوسياسي مندمج لإفريقيا.
وشهدت الندوة توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة كونراد أديناور ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، تروم تبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الحوار الثقافي.
 
 

واختتمت فعاليات الندوة بعرض الفيلم الوثائقي “رواد السلام” الذي أنجزه تلاميذ نوادي التسامح بثانويات الصويرة، كترجمة لالتزام الشباب بقيم التعايش والسلام.
وبتنظيم هذا الملتقى، رسخت الصويرة موقعها كفضاء حي لذاكرة المغرب المتعددة ووجهة دولية للحوار بين الأديان والثقافات، انسجاما مع الرؤية الملكية لبناء مجتمع منفتح يسوده السلام.
 وتؤكد المدينة من جديد مكانتها كـأيقونة للقيم الإنسانية على المستويين الوطني والدولي.