أقوى تفاعل تنموي مع الزيارة التاريخية للملك محمد السادس ( نهاية 2006) لوزان ، التي صنفها كل المتتبعين وعلى رأسهم أهلها ، نظرا للسياق الذي جرت فيه ، بأنها هدفت إلى جبر الضرر التنموي لمدينة كانت ضحية انتهاكات حقوقية ظالمة لعقود من زمن ورش الجهاد الأكبر،
الذي دعا له المغفور له محمد الخامس ، هو ركوب واحد من طيورها المهاجرة ، سفينة كل المؤشرات ، تشير بأنها ستواجه ابحارا محفوفا بشتى أنواع المخاطر ، لأن البيئة الحاضنة للاستثمار بها غير مشجعة ، ولأن قاعدة من قواعد الاستثمار تقول بأن " الرأسمال جبان".
الذي دعا له المغفور له محمد الخامس ، هو ركوب واحد من طيورها المهاجرة ، سفينة كل المؤشرات ، تشير بأنها ستواجه ابحارا محفوفا بشتى أنواع المخاطر ، لأن البيئة الحاضنة للاستثمار بها غير مشجعة ، ولأن قاعدة من قواعد الاستثمار تقول بأن " الرأسمال جبان".
الدكتور محسن البقالي أدار ظهره لكل ما هو مُحبط ، فاختار ركوب قطار المغامرة المحسوبة ، ولو أن وباء كورونا الذي تزامن مع تنزيل المشروع كاد يعصف بكل الحسابات ، فوسع من مشاوراته لينتهي به المطاف بإطلاق مشروع صحي كبير . لم تكن هذه المنشأة غير انجاز مصحة متعددة الاختصاصات دار الضمانة ، الأولى من نوعها بإقليم وزان وبالمدن المجاورة .
وتقريبا لساكنة الإقليم من المصحة وشبكة الخدمات الصحية التي تستعد لتقديم خدماتها المتعددة رسميا ، في الأسابيع القليلة القادمة بعد حفل التدشين ، كان لإدارتها في شخص الدكتور محسن البقالي لقاءا تواصليا ،انعقد برحاب المعهد العالي الخاص لتقنيات الصحة ، وذلك يوم السبت 6 شتنبر الجاري ، تابع فقراته ثلة من الفعاليات المدنية والحقوقية والاعلامية .
بعيدا عن كل ما هو تقني للمصحة والمعهد على السواء ( رفقته بيان صحفي عن ذلك ) كما قدمها الدكتور البقالي ، وهي معلومات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ،بأن المشروع من الجيل الجديد للمصحات المتعددة التخصصات ، ويحتكم للمعايير الدولية - هندسة وتجهيزات - ، لكن كيف لهذا العرض الصحي الأول من نوعه بالإقليم أن يضمن نجاحه ، ويقدم خدماته في شفافية مطلقة ، بينما الحاضنة القانونية تعتبر أكبر اكراه يواجهها لحد الساعة ؟
معلومة صادمة كشف عنها المتحدث أمام الحضور، تفيد بأن هناك قانون لا يسمح للأطباء بالتحرك في اتجاه هذه المنطقة أو تلك لتقديم خدماتهم بمصحات أخرى ؟ معلومة خطيرة قد تعصف بهذا المشروع الصحي الذي يجمع بين الاستثمار الخاص من أجل الربح وهذا حق مشروع ، والوجه الانساني/ الاجتماعي الذي يبرز واضحا في مبادرتي فرصة ووقاية المقدمة خدماتهما لفئات اجتماعية بعينها ، يضيف الدكتور محسن البقالي . هذا دون الحديث عن مناصب الشغل التي أحدثها المشروع ، والتقليل من كلفة متابعة طالبات وطلاب ، اختاروا مهنة التمريض التي كان سابقوهم يتابعونها خارج الإقليم ، والحركة الاقتصادية التي ستخلقها المصحة والمعهد العالي بالمدينة ( المطاعم ، الفنادق ، الكراء ....) .... إنها مكاسب لكي لا تضيع ، فإن وزارة الصحة ، و هيئة الأطباء مطالبين بالتعجيل بمعالجة هذا الاكراه الذي يتعارض مع الرسالة الانسانية والدستورية والأخلاقية للطبيب .
ومن جميل الصدف أن يتزامن افتتاح المصحة المتعددة الاختصاصات ، والمعهد العالي الخاص لتقنيات الصحة دار الضمانة ، مع الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش الذي تمحور حول العدالة المجالية " فلا مكان اليوم ولا غدا ، لمغرب يسير بسرعتين " .
توجيه ملكي تفعيله وجب تجسيده على مستوى تراب وزان برفع التحدي القانوني الذي تصطدم به المصحة الخاصة دار الضمانة . وفي انتظار ذلك ، فإنه من باب دمج مبدأي تكافؤ الفرص الدستوري والمصلحة الفضلى ، فإن اجراء اداريا استعجاليا من هيئة الأطباء والوزارة الوصية ، يفرض نفسه حتى تنطلق المصحة الخاصة في عملها وتمارسه " على عينك يا بن عدي " .
فهل سيشكل الدعم الواعي للمشروع الاستثماري مدخلا للقطع مع مقولة " مدينة وزان لا تتقن شيئا قدر اتقانها فن إضاعة الفرص " .