Monday 25 August 2025
فن وثقافة

فاطمة بوجو: على بعض الأصوات أن تفهم أن للمهرجانات الثقافية أدوارا اقتصادية واجتماعية وثقافية مهمة

 
فاطمة بوجو: على بعض الأصوات أن تفهم أن للمهرجانات الثقافية أدوارا اقتصادية واجتماعية وثقافية مهمة فاطمة بوجو
يسود نقاش ساخن في السنوات الأخيرة بشأن جدوى تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية، خصوصا في بعض الجماعات الترابية التي تعاني من خصاص في البنيات التحتية والخدمات الأساسية، حيث تعتبر ساكنة هذه المناطق أن المهرجانات ينبغي أن تعد مسألة ثانوية ضمن سلم الأولويات، إذ يحز في نفس هؤلاء أن يخصص مبلغ 10 مليون درهم مثلا لمهرجان في قرية لا تتوفر على أبسط مقومات الحياة الكريمة من طرق ومياه صالحة للشرب وسيارة إسعاف وإنارة عمومية..

في حين يرى البعض الآخر أن الثقافة ليست ترفا، فلا توجد أمة متحضرة دون ثقافة، ودون صناعة ثقافية، ودون تراكم ثقافي، والمهرجانات تعد جزء من قنوات النقاش الثقافي والإشعاع الثقافي والتمكين الثقافي والفني وطنيا ودوليا، كما تعد فرصة ثمينة للتنشيط الثقافي والسياحي، فضلا عن كونها تشكل نافذة لتعزيز الهوية الثقافية، وتشجيع الإبداع المحلي، وجذب السياحة.

في هذا الإطار، ترى الفنانة فاطمة بوجو أن البعض لا يفهم أن المال العام ،هو ميزانية محددة البنود ، اذ تحدد مثلا المبالغ التي ستصرف على البنيات التحتية، وأيضا الميزانية المخصصة لدعم الجمعيات ، والتظاهرات الثقافية والفنية الخ، داعية الى عدم استغلال مواقع التواصل الاجتماعي من طرف البعض لإسقاط غضبهم الشخصي أو عدم رضاهم على تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية، مشيرة بأن القنيطرة مثلا تشهد تنظيم مهرجان كبير ومنفتح على حي ولاد وجيه، حيث تنظم عروض الفروسية التي هي جزء من التراث الغرباوي، وأيضا أنشطة موجهة لزوار حديقة لوفلون، بالإضافة مسابقات سيستفيد منها أطفال وشباب المدينة وندوات فكرية، وأجمل ما في المهرجان هو الحفلات الغنائية المفتوحة العموم بأجمل ساحة بالقنيطرة.

وأضاف بوجو قائلة : " ساكنة القنيطرة تعيش الآن عرسا فنيا ضخما ، حقق دعاية كبيرة للمدينة بحكم أن القنيطرة بها شواطئ وغابات وبحيرة ومآثر تاريخية كقصبة المهدية، وحضور السياح من مختلف المدن المغربية، سيخلق رواجا اقتصاديا مهما للساكنة ذات الدخل المحدود ( حركة تجارية مهمة بالمتاجر والمحلات وشقق الإيواء، والمقاهي والمطاعم..) وحتى الباعة المتجولين خلال السهرات الليلية سيستفيدون من ترويج مبيعاتهم لدى الجمهور الغفير، دون إغفال أهميتها بالنسبة للتقنيين وحراس الأمن..على بعض الأصوات المحتجة ، أن تفهم أن نجاح المهرجان فيه خير وفائدة للساكنة ، إضافة إلى أنه يشكل متنفسا وفرصة لحضور عروض غنائية مجانية.."

وواصلت بوجو حديثها بالقول إن المواطن في حاجة ماسة الى بنية تحتية متكاملة، وفي حاجة ماسة كذلك الى الترفيه والفرح والتنشيط الثقافي والفني الذي يخفف التوتر النفسي، مضيفة بأن خلق فرصة لسماع الأغاني والموسيقى ومشاهدة عروض الرقص هي أكثر ما تحتاجه الساكنة ولو مرة في السنة، علما أن ساكنة منطقة الغرب تعودت على أجواء الفرح والنشاط ( موسم رݣراݣة ، موسم مولاي بوسلهام، موسم سيدي يحيى..)، حيث كانت دائما تستمتع بعروض فن الحلقة والفرق الموسيقية والغناء الشعبي ..متمنية في الأخير أن تتغير " العقلية العقيمة " التي تصفق دائما لنفسها مع تبخيس مبادرات الغير.