في أمسية أدبية تنبض بعبق الحروف وسحر السرد، احتضنت حديقة ابن زيدون بأكادير مساء الأربعاء 13 غشت 2025، ضمن فعاليات الملتقى الوطني لليافعين الذي تنظمه جمعية الشعلة للتربية والثقافة احتفاء بذكرى تأسيسها الخمسين، لقاء أدبيا استثنائيا مع الكاتب والروائي المغربي عبد العزيز الراشدي، أحد الأسماء البارزة في المشهد السردي المغربي المعاصر.
افتتح اللقاء بكلمات ترحيبية أشادت بالحضور الثقافي الملهم لجمعية الشعلة، التي أرست على مدى نصف قرن تقاليد راسخة في تنظيم أنشطة ثقافية متميزة، من قبيل الملتقيات الوطنية ورمضان الشعلة الثقافي، ومبادراتها الهادفة إلى جعل الثقافة جزءا أصيلا من الحياة اليومية للشباب واليافعين.
في كلمته، عبر الراشدي عن سعادته بالعودة إلى فضاءات الشعلة، مذكرا بحضوره في العديد من لقاءاتها السابقة التي جمعته برواد الفكر والأدب من مختلف جهات المغرب، ومعتبرا أن هذه الجمعية شكلت، ولا تزال، منبرا فاعلا لخلق جسور بين الأجيال وتعزيز الوعي النقدي والجمالي لدى الناشئة.
استعرض الضيف مسيرته الأدبية، منذ بداياته مع القصة القصيرة وصولا إلى أعماله الروائية التي نالت جوائز عربية ودولية، مثل "طفولة ضفدع" الفائزة بجائزة اتحاد كتّاب المغرب و"بدو على الحافة" و"مطبخ الحب" بالإضافة إلى تجربته في أدب الرحلة التي حصد بها جائزة الشارقة للرواية وجائزة ارتياد الآفاق. كما تحدث عن هواجسه الإبداعية، ورؤيته للعلاقة بين الكاتب وبيئته الثقافية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية ... ، ودور السرد في حفظ الذاكرة الجماعية ومساءلة التحولات الاجتماعية..
وفي ختام اللقاء تفاعل الحاضرون، من يافعين وشباب ومهتمين بالشأن الثقافي مع الضيف بأسئلتهم ونقاشاتهم و تفاعلهم المتميز ، في أجواء حميمية جعلت من المقهى الأدبي مساحة حرة للتعبير وتبادل الأفكار و تأكيد جلي على تعطش الشباب للفعل الثقافي و الابداعي الجميل...واختتم اللقاء بتوقيع بعض من أعماله، لتظل الأمسية علامة مضيئة في سجل الملتقى، ودليلا جديدا على قدرة الأدب على مد الجسور بين الأجيال وإحياء الشغف بسخر وجمال الكلمة و اثر الوعي الثقافي على سيرورة التنمية المحتمعية ببلادنا.
