انطلقت، الثلاثاء 12 غشت 2025 بمدينة طنجة فعاليات النسخة السادسة عشرة من المخيم الصيفي المخصص لأطفال مدينة القدس، الذي تنظمه وكالة بيت مال القدس الشريف، تحت رعاية الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس. وتحمل هذه الدورة اسم "حارة المغاربة".

يستمر المخيم حتى 26 غشت الجاري، ويستضيف 50 طفلاً وطفلة من القدس تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة. وقد افتتحت الفعاليات بـ"المدرسة الصيفية"، التي تنظمها الوكالة لفائدة أطفال مغاربة وفلسطينيين، تحت شعار: "لنجعل الألعاب الإلكترونية وسيلة للتربية والتعليم والترفيه"، وذلك في المركز الثقافي أحمد بوكماخ بقلب المدينة.

ويشرف على تأطير هذه المدرسة نخبة من الخبراء في مجالات حماية الأطفال، والذكاء الاصطناعي، والترفيه الرقمي المسؤول، من خلال ورشات تطبيقية وتفاعلية. ويحضر هذه الفعاليات عدد من الشخصيات، من بينهم محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير الوكالة، وجمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمغرب، إلى جانب مسؤولين محليين.

ويشارك في هذه الأنشطة 100 طفل (50 من القدس و50 من المغرب)، موزعين على ورشات تتناول موضوعات متعددة، مثل "التربية على وسائل الحماية"، و"فرص الذكاء الاصطناعي في تطوير المعارف"، و"أخلاقيات استخدام الألعاب الإلكترونية".

وفي كلمته بالمناسبة، أوضح سالم الشرقاوي أن اختيار موضوع الألعاب الإلكترونية يعكس وعي الوكالة بضرورة التوجيه والتأطير لحماية النشء من المخاطر الرقمية، تماشياً مع استراتيجيتها الرقمية الجديدة (2024–2027). وتشمل هذه الاستراتيجية منصات رقمية مثل "بيت المغرب"، و"دلالة"، ومنصة التعليم عن بُعد، وعيادة الدعم النفسي، إضافة إلى تطبيق "هيا" الموجه للأطفال واليافعين.

وأشار إلى أن دورة "حارة المغاربة" ستكون مناسبة تجمع بين الترفيه والتثقيف، وتعكس عمق الروابط الأخوية التي تجمع المغاربة بأهل القدس، وقيم العيش المشترك والمودة التي يقوم عليها المجتمع المغربي.

من جهته، نوه السفير الفلسطيني جمال الشوبكي بالدور الكبير للملك محمد السادس في دعم القضية الفلسطينية، معتبراً أن هذا المخيم يعكس عمق الشراكة المغربية الفلسطينية. ولفت إلى أن اختيار اسم "حارة المغاربة" يؤكد البعد التاريخي لهذه العلاقة المتجذرة.

كما أشاد السفير بالجهود المستمرة التي تبذلها وكالة بيت مال القدس لدعم صمود المقدسيين، خاصة من خلال المبادرات الإنسانية، مثل إرسال مساعدات عاجلة لسكان غزة بتعليمات من الملك.

ويتضمن برنامج هذه الدورة أنشطة متنوعة، تشمل مسابقات فنية ورياضات ترفيهية، إضافة إلى جولات سياحية في مدن الدار البيضاء، الرباط، طنجة، تطوان، المضيق وشفشاون، لتمكين الأطفال من التعرف على التراث الثقافي والمعالم التاريخية للمملكة، إلى جانب الاطلاع على مشاريع تنموية بارزة.