Friday 1 August 2025
فن وثقافة

مخيم الشعلة بأكادير.. حين تتحول الطفولة إلى برلمان حي ينبض بالديمقراطية

 
مخيم الشعلة بأكادير.. حين تتحول الطفولة إلى برلمان حي ينبض بالديمقراطية مشاهد من المخيم
في خطوة تربوية رائدة، اختار مخيم جمعية الشعلة للتربية والثقافة بأكادير أن يجعل من فضائه التربوي مختبرا حقيقيًا لممارسة القيم الديمقراطية، حيث نُظمت تجربة فريدة من نوعها تمثلت في  برلمان الطفل، كآلية تجسد حق الأطفال في المشاركة، والتعبير عن الرأي، والترافع حول قضاياهم ومطالبهم داخل المخيم.
 
فمنذ الإعلان عن إطلاق هذه المبادرة، دخل أطفال المخيم في غمار حملة انتخابية حقيقية، حملت بين طياتها شعارات، وبرامج، ونقاشات حاول من خلالها المرشحون إقناع زملائهم بأحقية تمثيلهم في مجلس الطفل، الذي وُكلت له مهمة إيصال صوت الطفولة والدفاع عن مصالحها داخل المخيم، في انسجام تام مع روح اتفاقية حقوق الطفل، خاصة المادة 12 التي تكفل للطفل الحق في التعبير والمشاركة في القرارات التي تمس حياته.
 
وقد جرت العملية الانتخابية في أجواء اتسمت بالنزاهة، والشفافية، وتكافؤ الفرص، تحت إشراف إدارة المخيم والأطر التربوية، التي أدت دور المراقبين ورؤساء مكاتب التصويت، مؤمنة بأن الديمقراطية تبنى بالتربية والممارسة، لا بالشعارات الجوفاء.
 
ولأن الإقبال كان عنوانا للمواطنة، فقد بلغت نسبة التصويت 100%، دون تسجيل أي ورقة ملغاة، ما يعكس جدية الأطفال وانخراطهم الواعي في هذا التمرين الديمقراطي البهي.
 
وعقب إعلان النتائج، ألقى الأطفال الفائزون كلماتهم أمام الجميع، شكروا فيها زملاءهم على الثقة، وجددوا التزامهم بتفعيل مضامين برامجهم الانتخابية، والانصات الدائم لانشغالات الطفولة داخل المخيم. من جهتها، عبرت إدارة المخيم عن انخراطها الإيجابي في هذا المسار، مؤكدة التفاعل المسؤول مع ممثلي الأطفال، والحرص على الاستماع لمقترحاتهم ومطالبهم بكل احترام واهتمام.
 
إنها  تجربة متفردة تعيد الاعتبار لطفولة فاعلة ومبادرة، تعرف حقوقها، وتدافع عنها بوعي، وتمارس المواطنة منذ البدايات... إنها الشعلة حين تضيء دروب المستقبل بثقافة الحوار، والاختيار، والمسؤولية.