عند نهاية سنوات السبعينات اغلقت مخيمات فرعية في خرزوزة واهملت بناياتها لمدة عشر سنوات تقريبا حتى كادت أن تندثر، وقدمت حركة الطفولة الشعبية مشروعها الرامي إلى إعادة هيكلة وإصلاح المخيم، ضمن ما طرح كبدائل لازمة المخيمات في عقد الثمانينات من طرف الحركة الجمعوية المغربية.

خرزوزة بديل لأزمة تقادم البنيات وضعف الحمولة والاستقلال بفتح المخيم وتنظيمه للعمل التربوي البناء والمتميز والمشاركة المواطنة.. 

مشروعنا ينطلق من الاستقلال بمركز تخييم من أجل تطويره بتدبيره وبإصلاحه وتوسيعه لتطبيق برامجنا ومشاريعنا، بتعبئة امكانياتنا الذاتية والدعم المحصل عليه لهذا المشروع..

حققنا تأسيس مدرسة ورفعنا عدد المستفيدين من خرزوزة وأنشأنا بنيات بديلة، وزاوجنا بين الأوراش كعمل تطوعي لبناء منشئات وإصلاح وترميم وأوراش بناء الأجيال.

بدأت الحركة بإصلاح آليات التخييم وأدواته من اسرة وافرشة وخيام وترميم المنشئات القائمة من مطابخ ومطاعم ومرافق صحية..

وانتقلت إلى بناء قاعة مطعم كبرى ومطبخ في أول المخيمين المهجورين..

وانتقلت إلى بناء اكواخ بالبناء الصلب، وإصلاح اكواخ تاريخية (انشئت منذ1949) واعادة هيكلة حمام غير مستعمل وإنشاء حمام جديد ومرافق صحية.

وذلك بعد أن حلت مشكلة توصيل المياه التي قطعت من قبل عمدا عن تلك الجهة..

والنتيجة رفع حمولة المخيم..

وكررت الحركة التجربة في المخيم الثاني (الارنب) ببناء مطعم كبير ومطبخ وإنشاء اكواخ بالبناء الصلب..

وارتفعت الحمولة مرة اخرى..

وأنشأت الحركة بئرا وخزان ماء وربطته بشبكة توزيع المياه في كل أنحاء خرزوزة، دعما لمياه العين الأصلية.

ورممنا كل قواعد خيام المخيمات..

وقمنا بإعادة توزيع شبكة الكهرباء بعد ربط المخيم بالشبكة العمومية بفعل مساندتنا، زيادة على مبادرات توسيع المسالك، وحفر الازبال، ومبادرات بيئية أخرى.

وحولت الحركة مبنى كان يستعمل ك"مستوصف" واهمل لأكثر من عشرية، وأصبح مخبئا خاصا لأغراض خاصة ومأوى للحيوانات الاليفة...الى مركز استقبال حيث جهزته بمراحيض وحمامات ومطبخ جديد وخزانة للأطفال وأسرة وافرشة..

كانت حمولة المخيم عند نهاية الاستعمار حوالي الالف ونزلت إلى النصف في بداية الثمانينات! وارتفعت الحمولة بعد اوراش الحركة من جديد الى الالف قبل الجائحة.

وكان ذلك بتعبئة أطر الحركة وامكانياتها المالية، ومشاركة وزارة الشباب.

وتغيير وجه المخيم بإقامة منشئات قارة وبفتح مختلف فضاءاته بعدما طالها الإهمال والنسيان، وبعد أوراش البناء والإصلاح؛ أصبح المخيم يستقطب اليوم أكثر من 1000 طفل بعدما كان العدد لا يتجاوز 400 مستفيد، يقيم الآن ثلثهم تحت البناء الصلب، وهو مزود بمياه كافية من عينه الطبيعية والبئر والخزان الجديد الذي أقامتهما حركة الطفولة الشعبية.

وعند اغلاق المخيمات اثناء جائحة الكورونا قدمنا مقترح الاستمرار في اوراش محدودة لإتمام إعادة الهيكلة والترميم، واعدنا الكرة في السنوات اللاحقة كاستمرار لتنفيذ الاتفاقية المبرمة مع الحركة وتطبيق بنودها، وأوضحنا انه يمكن فتح جزئي للمخيم سواء تحت الاكواخ المبنية أو تحت الخيام، وأن التخوف من ندرة المياه غير وارد بالنظر لإمكانيات البئرين في المخيم. وأن تحضير المخيم يمكن أن يتم كما في المخيمات الأخرى، وان الإصلاحات ما هي الا مرحلة في انتظار إعادة الهيكلة بالبناء الصلب موازاة مع حل صيغ التدبير والتسيير والحراسة والتأطير وغير ذلك، الا أن اضاعة الوقت للتقرير قبل مواعيد فتح المخيمات لن تسمح باي تحضير، ولأن الوعد بدراسات التجديد في إطار مخيمات الجيل الجديد تتأخر من سنة أخرى بدون افق واضح، ويستمر تدهور وضعية المخيم في غياب حراسة رسمية ومنع الرعي العشوائي واهمال ترميم البنيات القائمة مثل اندثار إدارة المخيم التي كان يمكن أن تعتبر تراث تاريخي( والتي قدمت الحركة مقترحا خاصا لإنقاذه، ولم يلتفت لمقترحها أحد) والمرافق الصحية التي تترك لعوامل الزمن واستغلالات غير صحيحة كمراقد للأغنام والمواشي .

إن مشروع بديل حركة الطفولة الشعبية في المخيمات إنما جاء لتجاوز أزمة، تداخلت مظاهرها حتى أضحت محتاجة إلى حلول جذرية تهتم بالكل وليس بالترميم والترقيع، وإن شبكة المخيمات المغربية غنية ولا يجب التخلي عنها ولا تفويتها ونحن نطالب بتخصيصها لأصحاب الحق فيها أي الجمعيات التربوية. وحركتنا كانت واضحة وباستمرار فيما يخص اعتراضنا على تفويت أو خوصصة المنشئات العمومية المخصصة للطفولة والشباب أو التخلي عنها، ولذلك اقترحنا صيغة التخصيص AFFECTATION التي تحافظ على الملك العام وتخضع المستفيدين إلى شروط استغلال وتسيير في إطار عقدة / برنامج تبعا لدفتر تحملات قانوني يوضح التزامات وحقوق كل الأطراف، وقد تكون هذه الصيغة قريبة من التدبير المفوض المعمول به اليوم في بعض القطاعات الخدماتية.

هذه توضيحات لا بد منها، جاءت بناء على طلبات بعض القراء حول ما أنجز في خرزوزة؟

إضافة ل: لا للإجهاز على ما تبقى من مخيمات أبناء الشعب المغربي مصحوب بعدد من الصور

المنشور على موقع أنفاس يوم 8 يوليو 2025

 https://anfaspress.com/news/voir/154113-2025-07-08-02-55-04