Thursday 10 July 2025
اقتصاد

جمال المكانسي: فوضى الأسعار وغلائها لم تترك للمواطن المغربي كيف يمكن أن يبرمج صيفا لأبنائه

جمال المكانسي: فوضى الأسعار وغلائها لم تترك للمواطن المغربي كيف يمكن أن يبرمج صيفا لأبنائه جمال المكانسي، كاتب عام جمعية حماية المستهلكين بأكادير الكبير
الحديث‭ ‬عن‭ ‬غلاء‭ ‬أسعار‭ ‬الكراء‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬وجب‭ ‬الفصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مقنن‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬مهيكل‭. ‬فالمغربي‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬مغربي‭ ‬يحب‭ ‬العيش‭ ‬ويحب‭ ‬التمتع‭ ‬بالحياة،‭ ‬حيث‭ ‬حبانا‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بسياحة‭ ‬البحر‭ ‬والجبل‭ ‬والصحراء‭.‬

المغاربة‭ ‬يريدون‭ ‬قضاء‭ ‬عطلة‭ ‬الصيف‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بدت‭ ‬تظهر‭ ‬أشياء‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون،‭ ‬من‭ ‬شقق‭ ‬مفروشة‭ ‬وإقامات‭ ‬،‭ ‬تظهر‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬مراقبة‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الفترة،‭ ‬وكذا‭ ‬وجود‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي،‭ ‬وفترة‭ ‬الصيف‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬محدودة،‭ ‬خاصة‭ ‬بين‭ ‬يونيو‭ ‬ويوليوز‭ ‬وغشت‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬عام‭.‬

المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬يعيش‭ ‬ضغطا‭ ‬في‭ ‬عيشه،‭ ‬وغلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬وفوضاها‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬للمواطن‭ ‬المغربي‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبرمج‭ ‬صيفا‭ ‬لأبنائه،‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬تراكمات‭ ‬عدة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬والزيادات‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬وفي‭ ‬مناسبات‭ ‬عدة‭ ‬تبتدئ‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬إلى‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬فصارت‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬والإدخارية‭ ‬محدودة‭ ‬لدى‭ ‬الأسر‭ ‬المغربية‭.‬

‬اليوم‭ ‬صارت‭ ‬الفنادق‭ ‬والإقامات‭ ‬المنظمة‭ ‬تخلق‭ ‬فوضى‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬لأن‭ ‬المراقبة‭ ‬محدودة،‭ ‬والشقق‭ ‬المفروشة‭ ‬إلى‭ ‬جانبها‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬قانون‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬ينظمها‭ ‬ويرتب‭ ‬عنها‭ ‬آثارا‭ ‬قانونية‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قلة‭ ‬من‭ ‬المغاربة‭ ‬منتظمون‭ ‬منظمون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭. ‬وبخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬تجد‭ ‬الشقق‭ ‬المفروشة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬العادية‭ ‬تكترى بسعر‭ ‬200‭ ‬درهم‭ ‬لترتفع‭ ‬إلى‭ ‬1000‭‬درهم لليوم‭ ‬الواحد‮ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬بل‭ ‬يتزاحم‭ ‬المواطنون‭ ‬وأسرهم‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬هاته‭ ‬الخدمة‭ ‬بشكل‭ ‬غريب‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬وعجيب‭. ‬ليطرح‭ ‬السؤال:‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يحصل‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬أضحى‭ ‬العام‭ ‬الماضي؟

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬مخطط‭ ‬المغرب‭ ‬الأزرق‭ ‬لجعل‭ ‬المغرب‭ ‬طموحا‭ ‬وجهة‭ ‬سياحية‭ ‬لعشرة‭ ‬ملايين‭ ‬سائح‭ ‬بامتياز‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬السائح‭ ‬الأجنبي‭ ‬لا‭ ‬المغربي‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فاشلا،‭ ‬لأنه‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬السائح‭ ‬الأجنبي‭ ‬فقط،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬تقهقرت‭ ‬صارت‭ ‬مغلوبا‭ ‬على‭ ‬أمرها‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬منتوج‭ ‬في‭ ‬متناولها،‭ ‬وصارت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الشقق‭ ‬المفروشة‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أيّ‭ ‬مراقبة‭ ‬لجودة‭ ‬خدماتها‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬برامج‭ ‬سابقة‭ ‬منها‭ ‬"كنوز"،‭ ‬بينما‭ ‬الإقامات‭ ‬والفنادق‭ ‬صارت‭ ‬خدمات‭ ‬استفادة‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬محدودا‭ ‬وضعيفا،‭ ‬وهو‭ ‬يئن‭ ‬من‭ ‬ديون‭ ‬وقروض‭ ‬تحاصره‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جانب‭.‬

هاته‭ ‬الفوضى‭ ‬يجب‭ ‬تقنينها‭ ‬واستغلال‭ ‬المنتوج‭ ‬السياحي‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المواطن‭ ‬وفي‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن،‭ ‬كما‭ ‬يتعين‭ ‬التحسيس‭ ‬لاستفادة‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬يعشق‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالحياة‭ ‬وبطبيعة‭ ‬وجمال‭ ‬بلده،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يدفعه‭ ‬للتوجه‭ ‬نحو‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬إسبانيا‭ ‬بسعر‭ ‬أرخص‭ ‬وجودة‭ ‬أفضل،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬خبزة‭ ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬درهما‭ ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬معقول‭. ‬لذا‭ ‬وجب‭ ‬تقنين‭ ‬الشقق‭ ‬المفروشة‭ ‬والقطاع‭ ‬برمته‭ ‬وتنظيمه‭ ‬ومراقبة‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬فوضى‭.‬

كجمعية‭ ‬حماية‭ ‬المستهلكين‭ ‬أطلقنا‭ ‬بيانا‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬حول‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬وراسلنا‭ ‬المسؤولين‭ ‬وقدمنا‭ ‬مقترحات‭ ‬وباشرنا‭ ‬حملنا‭ ‬تحسيس،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬انخراط‭ ‬المكتب‭ ‬الوطني‭ ‬للسياحة‭ ‬والفاعلين‭ ‬والمتدخلين،‭ ‬فالحلول‭ ‬متوفرة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ننظم‭ ‬المجال‭ ‬لأن‭ ‬تمت‭ ‬قوانين،‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬المستهلك‭ ‬راض،‭ ‬ويستفيد‭ ‬الجميع‭ ‬سياح‭ ‬مغاربة‭ ‬ومستثمرين‭ ‬مما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الجبل‭ ‬والبحر‭ ‬والصحراء‭.