تعيش مدينة مرسيليا وضواحيها حالة تأهب قصوى منذ صباح الثلاثاء 8 يوليوز 2025، بعدما اندلع حريق غابات ضخم قرب بلدة Les Pennes-Mirabeau الواقعة شمال غرب المدينة، وسط رياح قوية وسرعة انتشار مقلقة للنيران.
ووفق ما أكدته مصادر إعلامية فرنسية ودولية، فقد امتد الحريق على مساحة تقارب 30 هكتارًا من الغابات، مدفوعًا برياح بلغت سرعتها نحو 70 كيلومترًا في الساعة، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ المحلية واتخاذ تدابير عاجلة للحيلولة دون وصول ألسنة اللهب إلى المناطق السكنية.
ومن بين الإجراءات الطارئة التي اتُّخذت، أعلنت السلطات الفرنسية إغلاق مطار مرسيليا بروفانس الدولي منتصف اليوم، وتحويل عدد من الرحلات الجوية إلى مطارات بديلة في مدينتي نيس وNîmes، بسبب تصاعد الدخان في محيط المدارج، مما يشكل خطرًا على سلامة الملاحة الجوية.
كما تم إغلاق أجزاء من الطريق السريع المجاور للمنطقة المتضررة، وتم تعليق حركة السير في بعض المحاور لتسهيل تدخل فرق الإطفاء ومنع المواطنين من الاقتراب من مناطق الخطر.
وفي ظل تصاعد الدخان بشكل كثيف، دعت السلطات المحلية سكان الأحياء المجاورة، خاصة في الدائرتين 15 و16 من المدينة، إلى التزام المنازل وإغلاق النوافذ والأبواب، مع التحذير من احتمال تنفيذ عمليات إجلاء إذا واصل الحريق تقدمه نحو المناطق السكنية.
وتعمل فرق الإطفاء الفرنسية على مدار الساعة لاحتواء الحريق، بمشاركة أكثر من 168 رجل إطفاء مدعومين بـ 68 آلية تدخل ميداني، إلى جانب طائرات مروحية متخصصة في إخماد الحرائق.
ورغم الجهود المبذولة، لا يزال الحريق خارج السيطرة حتى مساء الثلاثاء، بفعل الرياح الجافة ودرجات الحرارة المرتفعة التي تُعيق عمل فرق الإطفاء وتزيد من صعوبة التحكم في انتشار اللهب.
ورغم الأضرار البيئية والخطر المحدق بالأحياء السكنية، لم تُسجَّل أي إصابات أو خسائر في الأرواح حتى الآن، وفقًا للسلطات المحلية، التي أكدت استمرار حالة الطوارئ واليقظة القصوى إلى حين السيطرة الكاملة على الحريق.
ويأتي هذا الحريق في سياق موسم صيفي بدأ مبكرًا، وسط تحذيرات من موجات حرائق غير مسبوقة في عدد من المناطق الجنوبية لفرنسا، بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ما يضع السلطات المحلية أمام تحديات بيئية وأمنية متزايدة.