هناك من "البعض" من يخرجون بين الفينة والأخرى للحديث عن "موت" الاتحاد الاشتراكي، مستدلين بعقد مقارنات بين الماضي والحاضر..
إن لعبة المقارنات مع اختلاف السياقات لا يمكن أن تكون منطقية..
زمن صراع أحزاب الحركة الوطنية مع محيط القصر، انتهى بتنصيب حكومة التناوب.. ودخلنا مسارا آخر، حيث الهم الأساس هو بناء نموذج وطني للتنمية، بعد أن حسمت إشكالية النظام السياسي شكلا ومضمونا ورمزية واختيارات كبرى..
الالتزام الحزبي في الثمانينيات وما قبلها.. والمطبوع بهيمنة الإيديولوجي.. وتمثلات عن السياسة بوصفها معادلة صفرية (إما نحن أو هم).. ليس هو نفسه الانتماء الحزبي اليوم.. والذي يتأطر ضمن الرغبة في المساهمة في تدبير الشأن العام..
الحزبية في الماضي كانت غير منفصلة عن شرعية القائد/ الزعيم.. فلا حزب لكن لا قائد له بكاريزما استثنائية، في حين أن شرعية اليوم ترتكز على الإنجاز..
ولذلك فإن الاتحاد الاشتراكي اليوم يحاول أن يتكيف مع سياقات الحاضر.. التي تتطلب منه أن يكون حزبا برؤية واضحة لتدبير الشأن المحلي والجهوي والوطني.. وبكفاءات تدبيرية قادرة على أجرأة تلك التصورات… وبمنظمات موازية متخصصة، وبقدرة على التفاوض مع الدولة والمجتمع وباقي الفاعلين..
قد نَحِنُّ لزمن الاتحاد الاشتراكي الذي يصدر صحفا نارية.. والذي له أكبر عدد من المعتقلين والشهداء والمنفيين.. لكن سياق المغرب حاليا، يحتاج لأحزاب قادرة على تقديم أجوبة لأسئلة التنمية وتقوية الاقتصاد وخلق مناصب الشغل، وغيرها من تحديات تمس المعيش اليومي للناس، ومواكبة مطالب المواطنين والمواطنات واحتضان قضائهم.
وهذا الانتقال ليس سهلا.. وأعتقد أننا في الاتحاد الاشتراكي نعبره بنجاحات، أحيانا، وبإخفاقات نتعلم منها..
المهم ألا نغادر السفينة، ونسب الملة بعد الأكل من الغلة..
حنان رحاب/ عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية