Friday 27 June 2025
اقتصاد

شواطئ مدن الشمال بين جاذبية المكان وغلاء الأسعار

شواطئ مدن الشمال بين جاذبية المكان وغلاء الأسعار تتوفر السواحل الأطلسية هي الأخرى على شواطئ جميلة، لكنها لا تحظى بحجم الإقبال الذي تحظى به شواطئ الشمال
تحظى السياحة الشاطئية بإقبال مكثف من طرف المغاربة داخل وخارج أرض الوطن خلال العطلة الصيفية، خاصة الشواطئ الشمالية.

وحسب الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة فإن السياحة الشاطئية تمثل نسبة 82 في المائة، إلا أن السؤال المثير للاهتمام كون أن السواحل المطلة على المحيط الأطلسي هي الأخرى تتوفر على شواطئ جميلة وممتدة، لكنها لا تحظى بحجم الإقبال الذي تحظى به الشواطئ الشمالية، حيث تعرف هذه الفترة من كل موسم اكتظاظا كبيرا، الأمر الذي يدفع الكثير من أرباب الوحدات الفندقية والشقق والمنازل المخصصة للإيواء والمطاعم والمقاهي الى الرفع من أثمنة الخدمات المقدمة للسياح، في الوقت الذي ترتفع فيه المطالب بضرورة تدخل السلطات المعنية لتنظيم ومراقبة الأسعار، مع ضرورة توسيع البنية التحتية لاستيعاب الأعداد الضخمة التي تتوافد على المنطقة كل صيف.

يوسف ابن مدينة فاس، اختار قضاء العطلة صيف هذا العام بواد لاو، مشيرا بأنه مكان مثالي للراحة والاسترخاء والاستمتاع بالشواطئ الجميلة على طول البحر الأبيض المتوسط مثل شواطئ الجبهة، والمضيق، والفنيدق وتطوان وطنجة، حيث تشهد هذه المناطق إقبالا كبيرا خلال فصل الصيف .

بدورها اختارت كريمة من خنيفرة قضاء العطلة الصيفية بطنجة، مضيفة في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " بأنها تفضل مدن الشمال لأن بنيتها التحتية و الإيوائية أفضل بكثير من مناطق أخرى مثل أكادير أو سيدي إفني، بالإضافة الى كون مدن الشمال تتميز بنظافة شواطئها وشوارعها ومرافقها العمومية .

من جهته يرى أحمد تاصفصافت ( صاحب مأوى سياحي بايموزار مرموشة ) أن البنية التحتية والإيوائية لمدن الشمال تفسر كل هذا الإقبال السياحي الى جانب موقعها الجغرافي المطل على مجموعة من الشواطئ الجميلة، دون إغفال الثقافة السياحية التي تتوفر لدى ساكنة مدن الشمال، مما يجعل شواطئ الرباط أو الدار البيضاء تبدو مختلفة عن شواطئ طنجة والمضيق والفنيدق الى جانب الحشمة واحترام القيم والثقافات واحترام الآخر وعدم استغلال الظرف كما نراه في الرباط أو الدار البيضاء ، وشخصيا – يضيف تاصفصافت أفضل أن أقضي رفقة أسرتي العطلة الصيفية في تطوان أو طنجة أو حتى الحسيمة والناظور رغم بعد المسافة.

في نفس السياق يرى عبد المالك بوغابة ( كاتب ومهتم بالشأن السياحي ) أن ظاهرة التهافت على الشواطئ الشمالية يمكن تفسيرها بالظروف المناخية التي تعيشها عدد من المناطق بالمملكة، فلا يعقل مثلا أن يقضي مواطن يقطن بفاس العطلة الصيفية بوزان، وفي نظري يصعب تحقيق العدالة المجالية بين المناطق الداخلية والمناطق الشمالية فيما يتعلق باستقطاب السياح اذا استحضرنا الظروف المناخية وارتفاع درجة الحرار بمدن الداخل، حيث يفضل الكثير من المواطنين الوجهات الشاطئية، وقد استطاعت السياحة الشاطئية فرض نفسها في الشمال مع العلم أن الصنف من السياحة أضحى متجاوزا حاليا.

وقال بوغابة إن الاكتظاظ الذي تشهده الوجهات السياحية بالشمال خلال فصل الصيف، يدعو الى التفكير في تطوير وجهة ثانية للسياحة الشاطئية وأقصد شواطئ الداخلة والعيون علما أن شواطئ أكادير والصويرة تستقطب هي الأخرى السياح خلال الفصل الصيف، من أجل التخلص من حالة الاكتظاظ بالوجهات الشمالية وما يتسبب فيه الأمر من مضاربات واستغلال للسياح برفع أسعار الخدمات السياحية بشكل صاروخي سواء تعلق الأمر بالإقامات السياحية أو الشقق أو الفنادق أو المطاعم أو المرافق الترفيهية..حيث تعرف مناطق الشمال شهرين في العام من الفوضى والاكتظاظ والارتفاع المهول للأسعار، وهو الأمر الذي يفرض تحرك المسؤولين والجهات المعنية لمراقبة الأسعار، خاصة في فصل الصيف، وتفعيل آليات المواكبة خاصة أن مجموعة من الأقاليم والولايات سبق لها أن أعلنت في وقت سابق عن انطلاق التحضير لموسم الاصطياف .