بين جبال الأطلس وعلى مقربة من الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين أكادير شمالا في اتجاه الصويرة، يمتدّ مشروع الطريق الجهوية الجديدة رقم 113، التي من المرتقب أن يعزز الربط بين مركز تامري والدواوير الشرقية، في خطوة تبدو واعدة على الورق، لكنها أثارت في الميدان جراحاً بيئية واجتماعية لم تندمل بعد.
في قلب هذا المشهد، تقع دواوير أفلا واسيف: سيدي عبد الرحمان، وأيت توكا، وإمزوغن، حيث تعيش ساكنة أمازيغية متجذّرة، يربطها بالأرض أكثر من مجرد الانتماء الجغرافي. إنها علاقة حياة وقيم وتاريخ، يشهد عليه شجر الأركان الممتد منذ قرون، والذي وجد نفسه اليوم محاصرا بالأتربة وبالجرافات، مهددا بالاقتلاع أو الاندثار الصامت.
أشغال الشطر الطريق الجهوية، التي تمر عبر أراضي هذه الدواوير، خلفت وراءها ركاما هائلا من الأتربة والحجارة، جُرف من المرتفعات ليُكوّن جدرانا صامتة تقطع أوصال الطبيعة، وتعزل الإنسان عن مصدر رزقه. الأضرار لم تقف عند تشويه المعالم الطبيعية، بل طالت أشجار الأركان التي تمثل الرّئة البيئية والاقتصادية للمنطقة.
يتحدث علي، أحد سكان الدوار ، وعيناه تلاحقان حفرة عميقة التهمت شجرة أركان عمرها يتجاوز 150 سنة: "لم نستشر في الأمر. هذه الأشجار ليست فقط ملكا لنا، بل هي إرث أجدادنا. من دونها، لا زيوت، لا ظل، ولا حياة".
وموازاة مع أشغال الطريق، انطلقت التحضيرات لمشروع المركب المائي في لسد تامري، وهو مشروع ضخم يُفترض أن يُعزز البنية التحتية المائية للمنطقة، لكنّه هو الآخر أثار مخاوف الساكنة من تأثيراته على النظام الإيكولوجي المحلي، خصوصا في ظل غياب مقاربة تشاركية واضحة.
تقول فضنة، من سكان المنطقة، "نحن لسنا ضد التنمية، لكن التنمية لا تعني الدوس على حقوق الإنسان والبيئة. مشاريع كبرى تُقرَّر في المكاتب، وتُنفَّذ على حساب الإنسان القروي البسيط".
ويرى فاعلون مدنيون أن أسئة كثيرة تطرحها الساكنة والمهتمون بالشأن البيئي: هل أُنجزت فعلا دراسات لتأثير الأشغال على البيئة؟ هل أُخذ بعين الاعتبار توازن النظام الإيكولوجي المحلي، خاصة مع التواجد المكثف لشجر الأركان المصنف ضمن التراث الإنساني العالمي من طرف اليونسكو؟
الواقع على الأرض يقول غير ذلك، مع تسجيل غياب ملحوظ لمخططات تشجير تعويضية أو محاور للتوعية البيئية في محيط الورش، فضلا عن غياب فرص شغل ملموسة لسكان الدواوير من خلال هذه المشاريع.
ورغم كل شيء، لا تزال ساكنة دواوير أفلا واسيف تترقب بعيون الحذر والأمل معاً. الأمل في أن تأتي الطريق والمركب المائي بخير للمنطقة، شريطة أن تُحترم خصوصيتها البيئية والاجتماعية، وأن يُستمع لصوت الإنسان القروي لا أن يُقصى.
وفي رسالة قوية يوجهها الحسن، يقول: نحن هنا قبل الطريق، وقبل المشروع. لسنا ضد التطور، لكننا نرفض أن نكون أول ضحاياه."
في دواوير أفلا واسيف بتامري، حيث يمتزج عبق الأركان بصوت الشكوى الذي وصل إلى قائد تامري دونما تجاوب، يحتاج صوت الإنسان البسيط لأن يُسمع. فالتنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد الكيلومترات المعبدة، بل بمدى ما تُضيفه من عدالة وكرامة بيئية لشجرة أركان، رمز الحياة والتاريخ لمن يسكن هذه الأرض.
في قلب هذا المشهد، تقع دواوير أفلا واسيف: سيدي عبد الرحمان، وأيت توكا، وإمزوغن، حيث تعيش ساكنة أمازيغية متجذّرة، يربطها بالأرض أكثر من مجرد الانتماء الجغرافي. إنها علاقة حياة وقيم وتاريخ، يشهد عليه شجر الأركان الممتد منذ قرون، والذي وجد نفسه اليوم محاصرا بالأتربة وبالجرافات، مهددا بالاقتلاع أو الاندثار الصامت.
أشغال الشطر الطريق الجهوية، التي تمر عبر أراضي هذه الدواوير، خلفت وراءها ركاما هائلا من الأتربة والحجارة، جُرف من المرتفعات ليُكوّن جدرانا صامتة تقطع أوصال الطبيعة، وتعزل الإنسان عن مصدر رزقه. الأضرار لم تقف عند تشويه المعالم الطبيعية، بل طالت أشجار الأركان التي تمثل الرّئة البيئية والاقتصادية للمنطقة.
يتحدث علي، أحد سكان الدوار ، وعيناه تلاحقان حفرة عميقة التهمت شجرة أركان عمرها يتجاوز 150 سنة: "لم نستشر في الأمر. هذه الأشجار ليست فقط ملكا لنا، بل هي إرث أجدادنا. من دونها، لا زيوت، لا ظل، ولا حياة".
وموازاة مع أشغال الطريق، انطلقت التحضيرات لمشروع المركب المائي في لسد تامري، وهو مشروع ضخم يُفترض أن يُعزز البنية التحتية المائية للمنطقة، لكنّه هو الآخر أثار مخاوف الساكنة من تأثيراته على النظام الإيكولوجي المحلي، خصوصا في ظل غياب مقاربة تشاركية واضحة.
تقول فضنة، من سكان المنطقة، "نحن لسنا ضد التنمية، لكن التنمية لا تعني الدوس على حقوق الإنسان والبيئة. مشاريع كبرى تُقرَّر في المكاتب، وتُنفَّذ على حساب الإنسان القروي البسيط".
ويرى فاعلون مدنيون أن أسئة كثيرة تطرحها الساكنة والمهتمون بالشأن البيئي: هل أُنجزت فعلا دراسات لتأثير الأشغال على البيئة؟ هل أُخذ بعين الاعتبار توازن النظام الإيكولوجي المحلي، خاصة مع التواجد المكثف لشجر الأركان المصنف ضمن التراث الإنساني العالمي من طرف اليونسكو؟
الواقع على الأرض يقول غير ذلك، مع تسجيل غياب ملحوظ لمخططات تشجير تعويضية أو محاور للتوعية البيئية في محيط الورش، فضلا عن غياب فرص شغل ملموسة لسكان الدواوير من خلال هذه المشاريع.
ورغم كل شيء، لا تزال ساكنة دواوير أفلا واسيف تترقب بعيون الحذر والأمل معاً. الأمل في أن تأتي الطريق والمركب المائي بخير للمنطقة، شريطة أن تُحترم خصوصيتها البيئية والاجتماعية، وأن يُستمع لصوت الإنسان القروي لا أن يُقصى.
وفي رسالة قوية يوجهها الحسن، يقول: نحن هنا قبل الطريق، وقبل المشروع. لسنا ضد التطور، لكننا نرفض أن نكون أول ضحاياه."
في دواوير أفلا واسيف بتامري، حيث يمتزج عبق الأركان بصوت الشكوى الذي وصل إلى قائد تامري دونما تجاوب، يحتاج صوت الإنسان البسيط لأن يُسمع. فالتنمية الحقيقية لا تُقاس بعدد الكيلومترات المعبدة، بل بمدى ما تُضيفه من عدالة وكرامة بيئية لشجرة أركان، رمز الحياة والتاريخ لمن يسكن هذه الأرض.