Wednesday 25 June 2025
مجتمع

البروفيسور "رومان تشوا" رئيسًا جديدًا للجمعية الإفريقية الفرنكوفونية لطب المستعجلات

البروفيسور "رومان تشوا" رئيسًا جديدًا للجمعية الإفريقية الفرنكوفونية لطب المستعجلات أنور الشرقاوي ورومان تشوا(يسارا)
 بقلم الدكتور أنور الشرقاوي، طبيب وخبير في التواصل الطبي والصحافة الصحية – المغرب
 
صفحة جديدة تُفتح في سجل الجمعية الإفريقية الفرنكوفونية لطب المستعجلات (SAFMU)، مع انتخاب البروفيسور رومان تشوا TCHOUA الطبيب الغابوني الخبير في طب الطوارئ والمتخصص في الانعاش والتخدير، رئيسًا جديدًا للجمعية لولاية تمتد من 2025 إلى 2027، وذلك خلال الجمع العام الأخير المنعقد على هامش ندوة علمية احتضنتها العاصمة السنغالية داكار.
البروفيسور تشوا، أستاذ طب المستعجلات ومدير أحد أبرز أقسام الطوارئ في العاصمة ليبرفيل، يجمع بين الرؤية الأكاديمية الصلبة والخبرة الميدانية العميقة.
يشتهر بدقته المهنية ورؤيته الشمولية لطب المستعجلات، كما يُعرف بمجهوداته الحثيثة لتقوية كفاءات الأطر الصحية في مختلف أرجاء القارة الإفريقية.
ولم يكن انتخابه محض صدفة، بل هو تتويج لمسار حافل وعربون ثقة في الحيوية التي يتميز بها قطاع الطوارئ في الغابون، كنموذج يُحتذى به في تدبير الحالات الحرجة والرد السريع على الأزمات الصحية في كل دول إفريقيا.
تأسست SAFMU قبل أكثر من عقد، وتضم في صفوفها نخبة من أطباء المستعجلات من إفريقيا الفرانكفونية، من بلدان المغرب العربي وإفريقيا الوسطى والغربية.
وقد وُلدت من رحم الحاجة الملحة إلى توحيد الجهود، وبناء هيكل قار لطب المستعجلات في قارة تواجه تحديات جسيمة: نقص التجهيزات، ضعف التكوين، قلة الأطر المتخصصة، وتعقيدات الواقع اللوجستي.
واليوم، مع قيادة البروفيسور تشوا، تتطلع الجمعية إلى مرحلة جديدة ترتكز على مهنية أكبر، تكوين نوعي للأجيال القادمة، دعم البحث التطبيقي، وقبل كل شيء، توحيد البروتوكولات وتكييف الممارسات مع واقع القارة المتنوع والمعقد.
أول تحدٍّ يُنتظر أن يرفعه الرئيس الجديد هو تنظيم المؤتمر الإفريقي الكبير لطب المستعجلات، المزمع عقده في يونيو 2026 بأبيدجان، عاصمة ساحل العاج.
ويُتوقّع أن يجمع هذا الحدث أزيد من 500 مشارك من أطباء، باحثين، مسؤولين حكوميين، وشركاء تقنيين.
الهدف؟ تحويل المؤتمر إلى ملتقى علمي وسياسي وعملي، لإعادة رسم ملامح طب المستعجلات في إفريقيا بشكل جذري وشامل.
في قارة تتوالى عليها الأوبئة، وتشهد أزمات إنسانية، حوادث جماعية، وكوارث طبيعية بوتيرة متسارعة، لم يعد الاستثمار في طب المستعجلات ترفًا، بل ضرورة وجودية.
ولهذا، يؤكد البروفيسور رومان تشوا TCHOUA أن أولويته هي بناء إفريقيا أكثر استعدادًا، أكثر تضامنًا، وأكثر طموحًا نحو التميز في تدبير الحالات الطارئة.
مع هذه الرئاسة الجديدة، تسعى الجمعية إلى الانتقال من مرحلة الترافع إلى التنفيذ، ومن الشبكات الافتراضية إلى العمل الميداني، متسلّحة ببوصلة واحدة لا تحيد عنها: إنقاذ مزيد من الأرواح، بسرعة أكبر، وبكفاءة أعلى.