Friday 20 June 2025
سياسة

سعيد صدقي: كيف نقرأ الانقسام السّوسيولوجي فـي المواقف المغربية من الصّراع الإيراني الإسرائيلي؟

سعيد صدقي: كيف نقرأ الانقسام السّوسيولوجي فـي المواقف المغربية من الصّراع الإيراني الإسرائيلي؟ سعيد صدقي، دكتور مختص في علم الاجتماع
في‭ ‬ظل‭ ‬اشتداد‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬تعود‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬واجهة‭ ‬الأحداث‭ ‬بصفتها‭ ‬فضاءً‭ ‬دائم‭ ‬التوتر،‭ ‬حيث‭ ‬تتقاطع‭ ‬الحسابات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بالمخيّال‭ ‬الجمعي،‭ ‬وتتداخل‭ ‬المصلحة‭ ‬بالهوية،‭ ‬والبراغماتية‭ ‬بالوجدان‭. ‬المغرب،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬لا‭ ‬كفاعل‭ ‬مباشر‭ ‬بالضرورة،‭ ‬ولكن‭ ‬كجسم‭ ‬اجتماعي‭ ‬يتفاعل‭ ‬معه‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬كثيفة‭ ‬من‭ ‬الانفعالات‭ ‬والمواقف‭ ‬والانقسامات‭.‬
 
الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الصّراع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اختزاله‭ ‬في‭ ‬القرارات‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬اصطفافها‭ ‬الدبلوماسي‭. ‬فهناك‭ ‬انقسام‭ ‬واضح‭ ‬بين‭ ‬خطاب‭ ‬رسمي‭ ‬براغماتي‭ ‬يراعي‭ ‬موقع‭ ‬المغرب‭ ‬الإقليمي‭ ‬وسعيه‭ ‬لتثبيت‭ ‬سيادته‭ ‬على‭ ‬صحرائه،‭ ‬وبين‭ ‬وجدان‭ ‬شعبي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬مشدودًا‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بل‭ ‬ويجد‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬رغم‭ ‬التّباعد‭ ‬المذهبي،‭ ‬طرفًا‭ ‬“ممانعًا“‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬يعتبره‭ ‬“تحالفات‭ ‬التطبيع“‭.‬
 
ما‭ ‬يبدو‭ ‬كاختلاف‭ ‬سياسي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬اختلاف‭ ‬سوسيولوجي‭ ‬مركّب،‭ ‬تحكمه‭ ‬محدّدات‭ ‬الهوية‭ ‬والانفعال‭ ‬والمصلحة‭.‬
فالذي‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة،‭ ‬فرغم‭ ‬التّباين‭ ‬العقائدي‭ ‬بينهما‭ ‬فإن‭ ‬كليهما‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬مصالحه‭ ‬الوطنية‭ ‬بواقعية‭ ‬سياسية‭ ‬صرفة‭. ‬إسرائيل‭ ‬تسعى‭ ‬لتعزيز‭ ‬وجودها‭ ‬الجغرافي‭ ‬والسّياسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بينما‭ ‬تعمل‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نفوذها‭ ‬عبر‭ ‬دعم‭ ‬حلفاء‭ ‬استراتيجيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭.‬
‮ ‬
من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬تتحرك‭ ‬الدولتان‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬“عقلانية‭ ‬الغاية“‭ ‬التي‭ ‬حدّدها‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬ماكس‭ ‬فيبر،‭ ‬حيث‭ ‬تُقدّم‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬فوق‭ ‬أي‭ ‬اعتبارات‭ ‬إيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬دينية‭.‬
‮ ‬
أيّ‭ ‬مصلحة‭ ‬وأيّ‭ ‬انقسام‭ ‬وما‭ ‬مآل‭ ‬الهوية؟
منطق‭ ‬المصلحة‭ ‬الذي‭ ‬يحكمهما،‭ ‬يظهر‭ ‬تعقيدات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الهوية‭ ‬السّياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬داخل‭ ‬المغرب‭. ‬فالخوف‭ ‬من‭ ‬النّفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬يرتبط‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلي،‭ ‬بينما‭ ‬تُطرح‭ ‬مسألة‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضمن‭ ‬نقاشات‭ ‬متّصلة‭ ‬بالذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتراث‭ ‬الثّقافي‭ ‬اليهودي‭ ‬المغربي،‭ ‬دون‭ ‬نسيان‭ ‬التّخوف‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬المدّ‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬خلّفه‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬افعال‭ ‬انفعالية‭. ‬فالهويات‭ ‬المركبة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬جعلت‭ ‬المواقف‭ ‬المغربية‭ ‬تتوزع‭ ‬بين‭ ‬العاطفة‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الآخر‭.‬
‮ ‬
هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الهوية‭ ‬المركّبة‭ ‬كما‭ ‬يشرحها‭ ‬عالم‭ ‬الاجتماع‭ ‬ستيوارت‭ ‬هول،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬رؤية‭ ‬متداخلة‭ ‬للهويات‭ ‬الدينية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والثقافية‭.‬
‮ ‬
فوفق‭ ‬ستيوارت‭ ‬هول،‭ ‬الهوية‭ ‬ليست‭ ‬جوهرًا‭ ‬ثابتًا،‭ ‬بل‭ ‬سيرورة‭ ‬تتشكل‭ ‬عبر‭ ‬تفاعل‭ ‬الذّات‭ ‬مع‭ ‬سياقاتها‭ ‬الثقافية‭ ‬والسّياسية‭. ‬المغاربة‭ ‬اليوم‭ ‬يعيشون‭ ‬تمزّقًا‭ ‬بين‭ ‬انتمائهم‭ ‬إلى‭ ‬“أمّة‭ ‬متخيّلة”‭ ‬إسلامية‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬يصفها‭ ‬بنديكت‭ ‬أندرسون‭ ‬–‭ ‬وولائهم‭ ‬لدولة‭ ‬وطنية‭ ‬ذات‭ ‬أولويات‭ ‬واقعية‭. ‬هذا‭ ‬التّمزق‭ ‬لا‭ ‬ينتج‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬تصدعات‭ ‬داخل‭ ‬الذات‭ ‬الفردية،‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬ممزقة‭ ‬بين‭ ‬مرجعيّتين،‭ ‬كلّ‭ ‬واحدة‭ ‬تطالب‭ ‬بولاء‭ ‬مطلق‭.‬
‮ ‬
هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬يُعاد‭ ‬إنتاجه‭ ‬داخل‭ ‬الفضاءات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المتنوّعة‭. ‬فحسب‭ ‬بيير‭ ‬بورديو،‭ ‬الفعل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬محكوم‭ ‬بـ‭ ‬“الهابيتوس“،‭ ‬أي‭ ‬تلك‭ ‬البنى‭ ‬الذهنية‭ ‬والوجدانية‭ ‬المتجذّرة‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والطبقة‭ ‬والخبرة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السّياق،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الإيرانية-الإسرائيلية‭ ‬تتفاوت‭ ‬بتفاوت‭ ‬الرّأسمال‭ ‬الثّقافي‭ ‬والديني‭ ‬للفرد‭. ‬فالفئات‭ ‬الحضرية‭ ‬المتعلّمة‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬تفهّم‭ ‬منطق‭ ‬الدولة‭ ‬الواقعي،‭ ‬بينما‭ ‬تتمسك‭ ‬الفئات‭ ‬الشّعبية‭ ‬والمحافظة‭ ‬بسرديات‭ ‬المقاومة‭ ‬والولاء‭ ‬الديني‭.‬
‮ ‬
ويزداد‭ ‬هذا‭ ‬التّعقيد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬زيغمونت‭ ‬باومان‭ ‬بـ‭ ‬“الحداثة‭ ‬السّائلة“،‭ ‬حيث‭ ‬تتحوّل‭ ‬المواقف‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬آنية‭ ‬تتشكل‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الصّورة‭ ‬والعاطفة،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تتأسّس‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬عقلاني‭. ‬فالفرد‭ ‬المغربي،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرّقمي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬متلقّيًا‭ ‬للمعلومة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬إنتاج‭ ‬الانفعال،‭ ‬عبر‭ ‬مشاركته‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬الرّمزية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التّواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬هنا‭ ‬يصبح‭ ‬الطّفل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬التّحليلات‭ ‬السّياسية،‭ ‬وتتحوّل‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬مشهد‭ ‬وجداني‭ ‬يحدد‭ ‬المواقف‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬لحظة‭ ‬تأثير‭ ‬واحدة‭.‬
‮ ‬
ليست‭ ‬المسألة‭ ‬إذن‭ ‬خلافًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مرآة‭ ‬لتحولات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الوعي‭ ‬الجمعي‭. ‬فالمواقف‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الصّراع‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬مواقف‭ ‬خارجية،‭ ‬بل‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طيّاتها‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬داخلي:‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬الانتماء،‭ ‬من‭ ‬انفراط‭ ‬المرجعيات،‭ ‬ومن‭ ‬هيمنة‭ ‬منطق‭ ‬المصلحة‭ ‬الباردة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الذّاكرة‭ ‬الوجدانية‭ ‬والدينية‭.‬
‮ ‬
ما‭ ‬يكشفه‭ ‬هذا‭ ‬الانقسام‭ ‬المغربي،‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬التّأطير‭ ‬السّياسي‭ ‬والفكري‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الانفعال‭ ‬الشّعبي‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬نقدية‭ ‬بناءة‭. ‬فبدل‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬نقاشًا‭ ‬عموميًا‭ ‬ناضجًا،‭ ‬نرى‭ ‬انزياحًا‭ ‬نحو‭ ‬الشّعبوية،‭ ‬حيث‭ ‬تختزل‭ ‬المواقف‭ ‬في‭ ‬ثنائيات‭ ‬الخير‭ ‬والشرّ،‭ ‬والخيانة‭ ‬والولاء،‭ ‬دون‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬عتبة‭ ‬التّحليل‭ ‬المعقّد‭ ‬الذي‭ ‬يسائل‭ ‬المنظّمات‭ ‬الدولية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان‭.‬
‮ ‬
كيف‭ ‬نفهم‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي؟‮ ‬
‮ ‬في‭ ‬المحصّلة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهم‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الإيرانية-الإسرائيلية‭ ‬دون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البنية‭ ‬الداخلية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسكنه‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬هوياتية،‭ ‬ومخاوف‭ ‬سياسية،‭ ‬وتمزّقات‭ ‬وجدانية،‭ ‬وصراعات‭ ‬مصالح‭ ‬لا‭ ‬تُقال‭ ‬دائمًا‭ ‬بصيغة‭ ‬مباشرة‭. ‬إنها‭ ‬لحظة‭ ‬كاشفة‭ ‬لما‭ ‬يسكن‭ ‬الذّات‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬صامتة،‭ ‬ولما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬إصغاء‭ ‬فكري‭ ‬حقيقي،‭ ‬يعيد‭ ‬ربط‭ ‬السّياسة‭ ‬بالعاطفة،‭ ‬والواقعية‭ ‬بالقيم،‭ ‬والانتماء‭ ‬بالنّقد‭.‬
‮ ‬
لعلّ‭ ‬فهم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬المصلحة‭ ‬والتّنافس‭ ‬الإقليمي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬تعقيدات‭ ‬المشهد‭ ‬المغربي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التّعاطي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مبنيًا‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬سياسي‭ ‬عميق‭ ‬وتحليل‭ ‬موضوعي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الانفعالات‭ ‬العاطفية‮ ‬‭ ‬أو‭ ‬الخطابات‭ ‬المبسّطة‭ ‬التي‭ ‬تراعي‭ ‬المصلحة‭ ‬المادية‭ ‬دون‭ ‬الجانب‭ ‬الانساني‭.‬
 
في‭ ‬النّهاية،‭ ‬يبقى‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬تُعزّز‭ ‬وحدته‭ ‬وتوازن‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأبعاد‭ ‬الدينية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والسّياسية‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا،‭ ‬لكي‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬النّفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬بفعالية‭.‬