تألق القفطان المغربي في أبهى حلله، يوم الجمعة 23 ماي 2025، خلال عرض أزياء نُظِّم في إطار فعاليات "معرض المغرب"، الذي يُقام في مدينة درو (جهة سانتر-فال دو لوار)، ما بين 21 و25 ماي 2025.
وخلال هذا العرض، الذي أُقيم تحت شعار "جهات المغرب"، كشفت المصممة المغربية فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي، مؤسسة دار الأزياء "Maison Fatim"، عن مجموعة فريدة من نوعها تحت عنوان "من الريف إلى الصحراء: روح القفطان المغربي"، أخذت من خلالها الحضور في رحلة إلى عالم من الأناقة والجمال والرقي.
ومن خلال هذه المجموعة، تحتفي المصممة بالغنى الثقافي والحرفي الذي تزخر به المملكة. فكل قفطان هو قطعة فريدة من نوعها، مطرزة يدويًا بعناية فائقة، ومزينة بالأحجار الكريمة، والخيوط الذهبية، والإكسسوارات الاستثنائية، تكريمًا للتقاليد المحلية التي أُعيد تصورها بلمسة عصرية.
وتتكوّن التشكيلة من جزأين:
-
الأول يقترح تصاميم عصرية تستلهم تنوع الجهات المغربية، حيث تعكس كل قطعة ألوانها ورموزها وهويتها العميقة.
-
أما الجزء الثاني، فيحتفي بالقفاطين التقليدية العريقة، التي تُعد قطعًا نادرة تنبض بروح التراث المغربي، وتحمل ذاكرة حرفية وطنية ثمينة، غنية بالتاريخ والعراقة والمشاعر.
وقالت الفيلالي الإدريسي: "إن هذه التشكيلة تمثل رحلة عبر ربوع المغرب، بين الموروث والإبداع. وهي تعكس ارتباطي العميق بثقافتنا وبأناقة القفطان المغربي".
وأوضحت المصممة أنه "تم عرض قفطانين يعود تاريخهما لأكثر من 80 سنة خلال هذا العرض"، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق "بقطعتين تراثيتين 100%، مصنوعتين بعناية استثنائية، وتحملان بصمة التاريخ المغربي، وقد تم تناقلهما من جيل إلى جيل، من الأم إلى الابنة، في تجسيد لذاكرة حية وإرث ثمين".
من جهتها، أكدت القنصل العام للمملكة في أورليان، رجاء بنشجيع، أن "معرض المغرب في درو"، المنظَّم في إطار "سنة المغرب" – وهي تظاهرة تحتفي بالعلاقات المغربية-الفرنسية من خلال برنامج متنوع يجمع بين الثقافة، والاقتصاد، والصناعة التقليدية، والرياضة – يُعد أكثر من مجرد حدث ثقافي، بل يتيح انغماسًا حيًا في روح المغرب.
وأضافت أن عرض الأزياء الخاص بالقفطان المغربي، والذي يُعتبر من أبرز لحظات المعرض المنظَّم من طرف قنصلية المملكة في أورليان ومدينة درو، "يجسد رمزًا قويًا لصون الإرث الحرفي المغربي، مع إبراز قدرته على التجدد والانفتاح على الحداثة".
كما أوضحت أن "سنة المغرب في درو" تحتفي بشكل مزدوج بالتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، من خلال فنون الطبخ في كل من فرنسا والمغرب، التي سبق أن صُنِّفت من قبل اليونسكو.
من جانبه، أكد إيريك موين، المستشار الخاص لعمدة مدينة درو، أن عرض الأزياء هذا "يجسد في الوقت ذاته الموروث التقليدي والحداثة التي يتميز بها القفطان المغربي"، مشيرًا إلى أن هذه التظاهرة تُعد "واجهة حية وغنية تعكس غنى التراث الثقافي للمملكة، الذي يتم الاحتفاء به بكل فخر في مدينة درو".
وشدد أيضًا على أهمية مشاريع التعاون الملموسة بين المملكة ومدينة درو، التي يُشكّل المواطنون من أصل مغربي حوالي 17% من ساكنتها، مشيرًا بشكل خاص إلى التعاون مع جهة الداخلة، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون اللامركزي، من خلال تقوية الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بين الجانبين.
بعد ذلك، دُعي الضيوف إلى حفل عشاء فاخر، تم إعداده بشكل مشترك من قبل الشيف المغربي خالد زاهر، وبطل العالم في فنون الحلويات أليكسيس بوفيلس، المنحدر من مدينة درو، في احتفاء بالخبرة الطهوية للبلدين.
ويدعو "معرض المغرب في درو"، الذي افتُتح يوم الأربعاء، الزوار إلى تجربة غامرة في قلب الصناعة التقليدية، والمطبخ، والتقاليد المغربية، مع احتفاء خاص بجهة الداخلة - وادي الذهب.
وتم إطلاق "سنة المغرب في درو" في يناير الماضي، بهدف إبراز الغنى الإنساني الذي يميز البلدين، في مدينة تُعد رمزًا للصداقة المغربية-الفرنسية. وخلال الأشهر المقبلة، ستواصل مدينة درو الفرنسية الاحتفاء بالمغرب من خلال برنامج غني ومتنوع يشمل الجوانب الاقتصادية، والرياضية، والثقافية، يعكس نبض وألوان المملكة.