أكد المشاركون في ملتقى "المدينة الذكية للدار البيضاء 2025"، على أهمية وضع الذكاء الحضري في صلب نماذج التنمية المجالية للاستجابة لتحديات مدن المستقبل.
ودعا المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى إلى ضرورة اعتماد مقاربة تعاونية وشاملة ومستدامة، وتعبئة التكنولوجيات والحكامة المبتكرة، ومشاركة المواطنين لبناء مدن كبرى حضرية مرنة ومركزة على الإنسان.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، إن تطوير المدينة الذكية يندرج في إطار التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الكبرى، مبرزا أن المدينة الذكية ينبغي أن ينظر إليها كاستجابة استراتيجية للتحديات المعاصرة، ضمن منطق يربط بين الماضي والمجال والمستقبل.
واعتبر أن المرونة الحضرية تعتمد على الحكامة القائمة على التعاون بين المجال، وبروز الذكاء الحضري يتطلب بيئة مفتوحة مواتية للتآزر والتعلم المشترك وتعاضد الخبرات.
من جهتها، أكدت رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أهمية التفكير في المدينة الذكية باعتبارها شبكة متصلة ومتفاعلة، مضيفة أن "مدن الجيل القادم لا تبنى بمعزل عن غيرها، بل تقام من خلال التعاون والتبادل".
ودعت إلى رؤية حضرية مندمجة تقوم على القرب والاستدامة والمشاركة، مسلطة الضوء على البعد البيئي باعتباره الأساس للرفاهية الحضرية.
كما أشادت بالمبادرة الملكية المتعلقة بإحداث منصات المخزون والاحتياطات الأولية الجهوية، والتي وصفتها بأنها مثال ملموس للمدينة الذكية و"الجاهزة، والمرنة، والإنسانية بعمق".
من جانبه، أبرز رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، الحسين أزدوك، على الدور المركزي للتعليم العالي في هذا التحول، مضيفا أنه "لا يجب أن تكون التكنولوجيا هدفا بحد ذاتها، بل وسيلة لخدمة المواطن، والرفاهية الجماعية، والديمقراطية التشاركية."
وأوضح، في كلمة تلاها بالنيابة عنه أنس الكتاني، نائب رئيس الجامعة، أن الجامعة تعتزم تكوين مهارات الغد وتصميم حلول مبتكرة والانخراط الكامل في منظومتها المحلية، والدفاع عن رؤية المدينة الذكية التي تركز على الإنسان.
بدوره، شدد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، في كلمة عبر تقنية الفيديو، على أهمية استثمار العلوم والمواهب والبحث التطبيقي من أجل ابتكار مدن ذكية ملائمة للخصوصيات المحلية.
ودعا إلى تقارب بين الجهات الفاعلة العامة والخاصة والأكاديمية من أجل نموذج حضري مستدام، مؤكدا أن الجامعات ينبغي أن تتحول إلى مختبرات حقيقية للابتكار المجالي، على غرار جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التي طورت من خلال حرمها النابض بالحياة وبرامجها متعددة التخصصات حلولا ملموسة لخدمة السياسات العمومية الحضرية.
يشار إلى أن ملتقى "المدينة الذكية للدار البيضاء 2025"، المنعقد تحت الرعاية الملكية، ينظم في دورته التاسعة تحت شعار "مدن ذكية من الجيل الجديد.. الابتكار من أجل حاضرة مستدامة وشاملة".
ويتضمن برنامج هذه الدورة، على مدى يومين، تنظيم ندوات دولية وموائد مستديرة وورشات عمل موضوعاتية، بالإضافة إلى فضاءات مخصصة للمقاولات الناشئة والابتكار المحلي.