Tuesday 6 May 2025
كتاب الرأي

محمد شفيق: بنكيران وفاطمة ورشيد والآخرون

محمد شفيق: بنكيران وفاطمة ورشيد والآخرون محمد شفيق
بدأت الحكاية ككل الحكايات إساءة في القول وسوء في الاستيعاب على منصة يفترض أن تكون لها حرمتها وقدسيتها واحترامها لخصوصية المناسبة، تحدث السيد بنكيران عن كل شي إلا عن ما جاء من أجله وما تقتضيه مناسبة فاتح ماي.
 
تحدت بنكيران وأساء الحديث ولم يتردد أن يؤثث خطابه من معجم غريب عن لغة السياسة والسياسيين،  نعت المغاربة وحتى لا نظلم الرجل أكثر مما ظلم نفسه عن بعض المغاربة الذين يختلفون معه في  التقدير ولا يقتسمون معه وجهة النظر، ويؤمنون بنسبية الحقيقة وتفلتها.
كل هذا الضجيج من أجل قضية محسومة لدى المغاربة ولها مكانتها التي تليق بها.
رشيد واحد من المغاربة الذي لم يخفي ما أحدثه خطاب بنكيران من ألم رمزي وربما صادم من رجل كان ذات زمن غير بعيد رئيسا لحكومتنا، فعبر بتدوينة عن هذا الألم والإزعاج وهو لعمري أحد حقوقه البسيطة
 كتب تدوينة بحسه المرهف وربما بعفوية وبصدق فنان.
فاطمة خير اعتلت منصة خطابية في مناسبة حزبية تخصها وعبرت عن قناعتها وتقييمها الشخصي لتجربتها السياسية والحزبية منتشية بما اعتبرته إنجازات لحزبها وهو يقود تجربة حكومية وهو أيضا أحد حقوقها البسيطة.
 
ما يجمع بين هده الأسماء في وقائع متباينة وما تلته من ردود أفعال ماكان في نظري ما يبررها تثير الكتير من القلق والإنشغال.
ما يجمع بينها هو إرهاصات أزمة للرأي ومؤشرات عن ضيق هوامش الإختلاف والسعي نحو تنميط التفكير وصيغ التعبير عن القناعات.
ما يجمع بينها هو محنة في الأفق وأزمة ممكنة لتدبير اختلافاتنا وتناقضاتنا. فالقضية أكبر من إساءة في القول أو سوء في الاستيعاب.