الصديق معنينو المحاضرة
في قاعة واسعة اكتظت بالطلبة استعرضت مراحل وأسباب احتلال المغرب من طرف قوتين أوروبيتين فرنسا وإسبانيا، بدعم وتأمر من الدول الأوروبية الأخرى... هذه الازدواجية ستعقد استرجاع المغرب لوحدته الترابية... وتدريجيا استعادت بلادنا التحكم في الأراضي التي ظلت تحت الحماية الأجنبية وآخرها الصحراء المعروفة بالصحراء المغربية..... وقلت إني أفضل تسميتها بالصحراء الأطلسية.... واستعرضت بعد ذلك الجهود المغربية سواء في أروقة الأمم المتحدة أو محكمة العدل الدولية أو منظمة الوحدة الإفريقية... وانتهيت بالحديث حول المسيرة الخضراء وظروف تنظيمها وما تميزت به من إعداد في أجواء من السرية حتى يكون للإعلان عنها وقع سياسي وإعلامي... ونوهت بالإعداد اللوجستيكي لضمان نقل وإيواء وتغذية ثلاثمائة وخمسين ألفاً من المتطوعين والمتطوعات... ثم واصلت الحديث عما واجهه المغرب من الجيران من عداء واضح لوحدتنا الترابية حيث استجمعت الجزائر كامل إمكانياتها السياسية والعسكرية والإعلامية المعاكسة عودة الصحراء إلى المغرب.
أسئلة
وبعد ذلك طرحت مجموعة من الأسئلة، وتميز اللقاء بحضور بارز للأساتذة... عكست الأسئلة علنت الاهتمام الذي حظيت به المحاضرة ... وفي الأخير تقدم العشرات من الطلبة والطالبات لأخذ صور تذكارية مع المحاضر. قمت باستغلال المناسبة لمعرفة أصول الطلبة، وفوجئت بأن الأغلبية قادمة من مدن صغيرة ومن عائلات متواضعة مما زاد من اعتزازي بهذه المبادرة الملكية الرائدة.
جوائز عالمية
في عشاء المساء الذي حضره بعض المسؤولين والأساتذة حدثني أحدهم عن مشاركة الجامعة في المعرض العالمي الخامس عشر للاختراعات والابتكار في الكويت... خلال هذا اللقاء العلمي حاز الفريق المغربي القادم من جامعة محمد السادس على الجائزة الذهبية ... بعد أن قدم اختراعاً ثورياً يتجلى في ضمانة رقمية للوثائق... هذا الابتكار ساهم في حماية وتأمين 800 مليون وثيقة وضمان مصداقياتها... هذا الاختراع وغيره في ميادين علمية مختلفة، اعتماداً على المواهب المغربية، يستجيب للتحديات التكنولوجية فيما يتعلق بالأمن الرقمي وتحديث الإدارة.
حاز هذا الفريق كذلك على الجائزة الكبرى للمنظمة العربية للعمل على أفضل الاختراعات التي تساهم في تطوير المجالات التكنولوجية والإدارية.
ثانوية الامتياز
ولابد من الإشارة إلى وجود ثانوية الامتياز لإعداد الطلبة لاجتياز الامتحانات في أكبر المدارس وخاصة في فرنسا... وقد اندهشت النسبة نجاح المرشحين من جامعة محمد السادس في البوليكنيك ومدرسة القناطر والطرق في فرنسا ... لقد استطاع المرشحون من الجامعة، بعد دراسة في ثانوية الامتياز من التفوق وولوج عدد كبير منهم لتلك القلاع العلمية التي يصعب الانتساب إليها والدراسة فيها.
الثقافة كذلك
سأكون مقصراً إذا لم أشر إلى أن أنشطة ثقافية مكثفة تعيشها الجامعة عبر محاضرات وندوات ولقاءات علمية ومعارض وما إلى ذلك... رغبة في الانفتاح على المحيط والجمع بين العلوم التقنية والعلوم الإنسانية والعلوم السياسية... ذلك أن التكوين الثقافي المنفتح على العالم من الأولويات التي تسعى الحفاظ على الذاكرة الوطنية والعمق التاريخي للمملكة.
سأعود للزيارة
وأخيرا أعترف أن زيارتي كانت قصيرة وأني سأسعى إلى زيارة أطول، أزور فيها كل المرافق وأجلس في المطاعم والمقاهي وألج الأسواق وقاعات الرياضة والملاعب والمساحات المخصصة للحوار وتبادل الرأي.... جامعة محمد السادس هي شبكة كليات ومعاهد.... هي جامعات في جامعة واحدة... هي في نهاية الأمر مزرعة للبحث والاجتهاد وأمل محمد السادس يتحقق في هذه المزرعة للابتكار والامتياز.
