الأحد 5 مايو 2024
فن وثقافة

اختار نصه الإعلامي والشاعر عبد العزيز كوكاس.. "قالت عصافيري" مولود جديد للكاتب محمد يسين

اختار نصه الإعلامي والشاعر عبد العزيز كوكاس.. "قالت عصافيري" مولود جديد للكاتب محمد يسين الكاتب محمد يسين وغلاف الكتاب
ستصدر قريبا المجموعة القصصية الجديدة، الموسومة بـ"قالت عصافيري"، للكاتب محمد يسين.
الغلاف من ريشة الفنان، المصطفى الغيلان، فيما كان اختيار نص التأطير ظهر الغلاف، مع الصورة، تم التوضيب، والتدقيق من طرف الصحفي، والكاتب، والشاعر عبد العزيز كوكاس.
جريدة
"أنفاس بريس" تنشر توطئة لمجموعة محمد يسين القصصية الجديدة. 
توطئة:

وأنا أحتسي فنجان قهوتي، على مقربة من عصافيري ذات صباح، كثرت زقزقتها، خلتها توشوش بصوت عالي قائلة: اقرأ يا رجل.
قلت: ما عاد في القلب رغبة في القراءة.
رفرفت بأجنحتها مستغربة مُوَشْوِشَة: ما عرفنا عنك البتة صدا للكتاب، يا عجوز.
قلت: لم يعد في العقل متسع للتفكير...ما أرى للقراءة نفعا مع تقدم المسير نحو المجهول، في جغرافية كثرت نذوبها، وتغير مفهوم الثقافة فيها، وأصبحت عصية على الفهم.
على حين غرة حط هُدْهُدٌ صديق لعصافيري، على مقربة من شرفتي.
اقتربَ طائر الكروان منه يستشيره: هلا أفتيتنا يا هُدهُد سليمان الحكيم في أهمية القراءة والكتابة في حياة الأمم، فصاحبنا العجوز ابيض شعره وغير موقفه من تصريف الفعل القرائي.
حوَّل الهدهد عينيه اتجاهي هَدْهدَ:
يا عجوز، اقرأ واكتب ودَوِّنْ فبفعل الكتابة والقراءة انت موجود...إ قرأ، وابتعد عن الارتياب، وافتح نوافذ شرفتك لنسمات مهجتك، فبقدرة القراءة وحدها ستسبح في عوالم بعيدة عن الزهايمر وما جاوره، بالقراءة لن تتقلص مناطق بدماغك تاركة عتمة هنا وهناك...
نط الهدهد من على الشباك بشرفتي، ولما يبتعد، وجدتني أفتح حاسوبي على ملف جديد على الوورد، لأسطر فيه ما جادت القريحة به من وقائع فريدة، حُفِرت حفرا في مخيلتي. تحذوني في ذلك، الرغبة في أن أنتزع من "عصافيري" حكما وخيوطا دقيقة متشابكة، كرَجْعِ صدى أو وَجَعِ أصوات ونداءات وتساؤلات على مسافة المسير... 
استحضرت الطفل فِيَّ بكل ما حمل في جرابه على مسافة المسير، فإذا بالطفل فِيَّ يُلح إصرارا على استحضار الرجل فيه، لتتكاثر وتتعدد المناوشات بين الطفل القروي المشاغب والرجل العجوز-المسكون بالسياسة وشأنها العام- ، لنرقص بين الطرافة والسخرية على مسافة التذكر والذكرى، في جغرافية منيعة، عصية على الفهم...على حين غرة صاحت "أَنَايْ"، يا عجوز أخالك محتارا في أي "حَكْي" ستبدأ به مجموعتك القصصية، عقبت على أناي مبتسما، والله أنت تقرئي دوما أفكاري، ستتشرفين أنت باقتراح البداية...
عقبت أناي فرحة، إذن ما دامت النكتة البليغة والسخرية الملتزمة ملازمة لنا نحن الصنوين وما دامت عصافيرك تحثك على القراءة والكتابة والتدوين، لتكن البداية قصة " ثورة معشر الطير" حين انتفضت ذوات الريش على الساعة المضافة للتوقيت على مساحة الوطن، عِلما بأن مِسْكُ الختام أتركه لك يا رجل.
استهواني المقترح قلت مبتسما، ليكن حُسْن الختام إذن قصة..." الجَحْشِ" لما بين معشر الطير واالحيوان من نباهة وحدس لشتى الأمور.  وما يتمتع به الجحش من خفة الركل والهروب.