
3أشهر بمجموع 180 ساعة للتأطير الديني والفكري والحقوقي، ومثلها في الأنشطة الموازية هي الفترة التي قضاها 20 معتقلا في قضايا الإرهاب والتطرف موزعين على عدد من السجون، والنتيجة هي إعلان المستفيدين براءتهم من كل الأفكار الضالة والفهم المعوج للدين..
الجمعة 7 يوليوز 2023 بالسجن المحلي لسلا، في دورته 12، كان التتويج، وكان إعلان الخروج من الفكر التكفيري إلى الفكر التسامحي، ومن ضيق الفهم إلى رحابته، مع تقبل الآخر. الأمر لايتعلق ببرنامج مراجعات الذي تعرفه سجون بعض الدول العربية، من قبيل مصر والسعودية، بل هو برنامج مغربي خالص، أعطى «نتائج طيبة» لحد الساعة، حسب المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والمعيار هو عدم تسجيل أية حالة عود بالنسبة المستفيدين; الذين بلغ عددهم من سنة 2016، ما مجموعه 279 من بينهم 10 نزيلات استفدن جميعا من العفو الملكي، سواء بتخفيض العقوبة أو الإفراج، ومع ذلك استمر بعضهن في تلقي دروس برنامج مصالحة رغم استفادتهن من الإفراج.

وبهما تعلن المندوبية إخلاء المؤسسات السجنية من فئة نزيلات التطرف والإرهاب بعد مشاركتهن جميعا في برنامج مصالحة والإفراج عنهن.
3 أشهر كان النقاش فيها الحجة بالحجة، تحصيل وتكوين وتفاعل مع جميع المحاضرات والانخراط في جميع الأنشطة التأهيلية بكل انضباط ومسؤولية، تحت إشراف أساتذة يمثلون مختلف الحقول، دينيا وفكريا وحقوقيا واقتصاديا، كل هذا بصفر درهم، كما أسر مصدر من داخل مندوبية السجون، “ليست هناك ميزانية مخصصة من رئاسة الحكومة لهذا البرنامج، إنما فقط يندرج ضمن الميزانية العامة لمندوبية السجون، وهي فرصة لشكر كل الشركاء هلى روح التطوع”.

“مصالحة” برنامج أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بمعية شركائها منذ 6 سنوات، وهو برنامج فريد من نوعه على المستوى العالمي، إذ نال استحسان العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين. ويندرج ضمن الاستراتيجية العامة التي وضعتها المملكة المغربية تحت القيادة الملكية، الخاصة بتدبير الحقل الديني والقائمة على التعاليم الإسلامية الحقة المبنية على الوسطية والاعتدال والانفتاح والتسامح ونبد كل أشكال التطرف والعنف.
كما يندرج برنامج “مصالحة” ضمن الاستراتيجية التي تبنتها المندوبية العامة، خطة جديدة في مجال التأهيل لإعادة الإدماج تقوم على تفريد البرامج والأنشطة التأهيلية، فخصت فئة النزلاء المدانين في إطار قضايا التطرف والإرهاب ببرامج خاصة على رأسها برنامج “مصالحة”.
وحسب محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، فإن البرنامج يكرس المبدأ الذي قامت عليه تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة في صيغة جديدة، تتميز بكون مفهوم “مصالحة” الذي يقوم عليه البرنامج يجعله مبادرة صادرة عن النزلاء الذين تحمل المجتمع أضرارا مادية ومعنوية بسبب أفكارهم المتطرفة أو أعمالهم الإرهابية، فالاستفادة من البرنامج تقتضي من السجناء المعنيين إرادة واستعدادا لتصحيح مفاهيمهم وأفكارهم.
وقد تم الإفراج عن 202 من المستفيدين، بينهم 150 بموجب عفو ملكي، إضافة إلى تخفيض العقوبة لفائدة 23 نزيلا آخرين لتصل نسبة الاستفادة من العفو الملكي 66.79 في المائة.

ويتأسس برنامج “مصالحة” على أبعاد أساسية وهي: المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع النظم والمعايير المنظمة للمجتمع في علاقته بالفرد وبالمؤسسات الشرعية المؤطرة للحياة العامة، وفق ما تمليه القوانين والمعايير الحقوقية والقانونية والأخلاقية.