Saturday 6 September 2025
مجتمع

مندوبية السجون تقود برنامج “مصالحة” ونزلاء التطرف والإرهاب يعلنون التوبة

مندوبية السجون تقود برنامج “مصالحة” ونزلاء التطرف والإرهاب يعلنون التوبة “مصالحة”‭ ‬برنامج‭ ‬أطلقته‭ ‬المندوبية‭ ‬العامة‭ ‬لإدارة‭ ‬السجون‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬بمعية‭ ‬شركائها‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات
3‭‬أشهر‭ ‬بمجموع‭ ‬180‭ ‬ساعة‭ ‬للتأطير‭ ‬الديني‭ ‬والفكري‭ ‬والحقوقي،‭ ‬ومثلها‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الموازية‭ ‬هي‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬20‭ ‬معتقلا‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬موزعين‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السجون،‭ ‬والنتيجة‭ ‬هي‭ ‬إعلان‭ ‬المستفيدين‭ ‬براءتهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬الضالة‭ ‬والفهم‭ ‬المعوج‭ ‬للدين‭..‬

الجمعة‭ ‬7‭ ‬يوليوز‭ ‬2023‭ ‬بالسجن‭ ‬المحلي‭ ‬لسلا،‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬12،‭ ‬كان‭ ‬التتويج،‭ ‬وكان‭ ‬إعلان‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬التكفيري‭ ‬إلى‭ ‬الفكر‭ ‬التسامحي،‭ ‬ومن‭ ‬ضيق‭ ‬الفهم‭ ‬إلى‭ ‬رحابته،‭ ‬مع‭ ‬تقبل‭ ‬الآخر‭. ‬الأمر‭ ‬لايتعلق‭ ‬ببرنامج‭ ‬مراجعات‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬سجون‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬مغربي‭ ‬خالص،‭ ‬أعطى‭ ‬«نتائج‭ ‬طيبة»‭ ‬لحد‭ ‬الساعة،‭ ‬حسب‭ ‬المندوبية‭ ‬العامة‭ ‬لإدارة‭ ‬السجون‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬والمعيار‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬تسجيل‭ ‬أية‭ ‬حالة‭ ‬عود‭ ‬بالنسبة‭ ‬المستفيدين‭; ‬الذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬279‭ ‬من‭ ‬بينهم‮ ‬10‭ ‬نزيلات‭ ‬استفدن‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الملكي،‭ ‬سواء‭ ‬بتخفيض‭ ‬العقوبة‭ ‬أو‭ ‬الإفراج،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬استمر‭ ‬بعضهن‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬دروس‭ ‬برنامج‭ ‬مصالحة‭ ‬رغم‭ ‬استفادتهن‭ ‬من‭ ‬الإفراج‭.‬
 

وبهما‭ ‬تعلن‭ ‬المندوبية‭ ‬إخلاء‭ ‬المؤسسات‭ ‬السجنية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬نزيلات‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬بعد‭ ‬مشاركتهن‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬مصالحة‭ ‬والإفراج‭ ‬عنهن‭.‬

3‭ ‬أشهر‭ ‬كان‭ ‬النقاش‭ ‬فيها‭ ‬الحجة‭ ‬بالحجة،‭ ‬تحصيل‭ ‬وتكوين‭ ‬وتفاعل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المحاضرات‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬التأهيلية‭ ‬بكل‭ ‬انضباط‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬أساتذة‭ ‬يمثلون‭ ‬مختلف‭ ‬الحقول،‭ ‬دينيا‭ ‬وفكريا‭ ‬وحقوقيا‭ ‬واقتصاديا،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬بصفر‭ ‬درهم،‭ ‬كما‭ ‬أسر‭ ‬مصدر‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مندوبية‭ ‬السجون،‭ ‬“ليست‭ ‬هناك‭ ‬ميزانية‭ ‬مخصصة‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬لهذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬إنما‭ ‬فقط‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬لمندوبية‭ ‬السجون،‭ ‬وهي‭ ‬فرصة‭ ‬لشكر‭ ‬كل‭ ‬الشركاء‭ ‬هلى‭ ‬روح‭ ‬التطوع”‭.‬
 

“مصالحة”‭ ‬برنامج‭ ‬أطلقته‭ ‬المندوبية‭ ‬العامة‭ ‬لإدارة‭ ‬السجون‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬بمعية‭ ‬شركائها‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬إذ‭ ‬نال‭ ‬استحسان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬والدوليين‭. ‬ويندرج‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الملكية،‭ ‬الخاصة‭ ‬بتدبير‭ ‬الحقل‭ ‬الديني‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬التعاليم‭ ‬الإسلامية‭ ‬الحقة‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتسامح‭ ‬ونبد‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التطرف‭ ‬والعنف‭.‬
كما‭ ‬يندرج‭ ‬برنامج‭ ‬“مصالحة”‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬المندوبية‭ ‬العامة،‭ ‬خطة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التأهيل‭ ‬لإعادة‭ ‬الإدماج‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تفريد‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬التأهيلية،‭ ‬فخصت‭ ‬فئة‭ ‬النزلاء‭ ‬المدانين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قضايا‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬ببرامج‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬برنامج‭ ‬“مصالحة”‭.‬

وحسب‭ ‬محمد‭ ‬صالح‭ ‬التامك،‭ ‬المندوب‭ ‬العام‭ ‬لإدارة‭ ‬السجون،‭ ‬فإن‭ ‬البرنامج‭ ‬يكرس‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬عليه‭ ‬تجربة‭ ‬هيئة‭ ‬الإنصاف‭ ‬والمصالحة‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬جديدة،‭ ‬تتميز‭ ‬بكون‭ ‬مفهوم‭ ‬“مصالحة”‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬البرنامج‭ ‬يجعله‭ ‬مبادرة‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬النزلاء‭ ‬الذين‭ ‬تحمل‭ ‬المجتمع‭ ‬أضرارا‭ ‬مادية‭ ‬ومعنوية‭ ‬بسبب‭ ‬أفكارهم‭ ‬المتطرفة‭ ‬أو‭ ‬أعمالهم‭ ‬الإرهابية،‭ ‬فالاستفادة‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬تقتضي‭ ‬من‭ ‬السجناء‭ ‬المعنيين‭ ‬إرادة‭ ‬واستعدادا‭ ‬لتصحيح‭ ‬مفاهيمهم‭ ‬وأفكارهم‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‮ ‬202‮ ‬من‭ ‬المستفيدين،‭ ‬بينهم‮ ‬150‮ ‬بموجب‭ ‬عفو‭ ‬ملكي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬العقوبة‭ ‬لفائدة‮ ‬23‮ ‬نزيلا‭ ‬آخرين‭ ‬لتصل‭ ‬نسبة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬66.79‮ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
 

ويتأسس‭ ‬برنامج‭ ‬“مصالحة”‭ ‬على‭ ‬أبعاد‭ ‬أساسية‭ ‬وهي:‮ ‬المصالحة‭ ‬مع‭ ‬الذات،‭ ‬والمصالحة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع،‮ ‬والمصالحة‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬الديني،‮ ‬والمصالحة‭ ‬مع‭ ‬النظم‭ ‬والمعايير‭ ‬المنظمة‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬بالفرد‭ ‬وبالمؤسسات‭ ‬الشرعية‭ ‬المؤطرة‭ ‬للحياة‭ ‬العامة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تمليه‭ ‬القوانين‭ ‬والمعايير‭ ‬الحقوقية‭ ‬والقانونية‭ ‬والأخلاقية‭.‬