تنتظم قراءتي للديوان "تقاسيم على مقام فا" في ثالوث قرائي، أضلاعه الثلاثة هي الشعر/الموسيقى/ الأنثى…هي قراءة انطباعية عاشقة، بنغمات الشعر والموسيقى والكلام المرصع بنون النسوة، تلك النون التي نرى فيها سرَّ الوجود، هو ديوان شعر على نغمات الموسيقى باستحضار مقام "فا" بالأساس، هي مقامات ومراتب لها من الدلالات ما يستحق الوقوف عند رمزيتها ودلالتها لاستجلاء المشترك بين الموسيقى والشعر من حهة،وبينهما ووضعية المرأة في مجتمع ذكوري، من جهة ثانية.
أولا: في رحاب الديوان:
أ- يتكون الديوان من 25 قصيدة على مدى الصفحات من ص:11،الى ص:110.
الطبعة الأولى سنة 2023، عن "دار بصمة لصناعة الكتاب"،
ب - إهداء ص 03
ج- تقديم ص 05.
د- الفهرسة ص111/112
أ- يتكون الديوان من 25 قصيدة على مدى الصفحات من ص:11،الى ص:110.
الطبعة الأولى سنة 2023، عن "دار بصمة لصناعة الكتاب"،
ب - إهداء ص 03
ج- تقديم ص 05.
د- الفهرسة ص111/112
ثانيا: قراءة انطباعية عاشقة في الديوان وذلك من خلال العتبات النصية الأساسية التالية:
١)-العنوان:
حين التأمل في ترسيمة عنوان الديوان ونوعية الخط المعتمد فضلا عن بنط الكتابة،ندرك ان مفردات العنوان، تنتمي من حيث نوعية الرسم والدلالة للحقل الموسيقي ( التقاسيم/المقام/ فا,)، وذلك في نظري ليس نغمة نشاز، بل هي في صلب الموضوع ، على اعتبار المشترك ما بين مجال الشعر و مجال الموسيقى والفن من عناصر التآلف و التناغم …سوف يُعتمد نفس الخط بلون أسود على مسافة عناوين النصوص الشعرية كلها ، حيثما حضر الفاء أو الألف، يحيل الى الأنثى والذكر..
حين التأمل في هذه العتبة، بنوع من التركيز على مفردتي " تقاسيم" / "مقام فا"، وبتأمل دلالي للمفردتين من جهة، وتأسيسا على ربط العنوان بما رسمته ريشة الفنان على مدى لوحة الغلاف،من جهة ثانية، نستنتج أن حرف الألف الممدودة كالعصا، يرمز إلى الرجل وسلطته التي يمارسها على المرأة. في حين أن اختيار درجة المقامات " فا " كدرجة موسيقية ، نكاد نجزم بأنها ترمز للأنثى –على اختلاف مواقعها ومراتبها- وذلك بما يرمز إليه هذا المقام في مجال الحقل الموسيقي من التعبير عن أحاسيس ومشاعر المرأة عندما تجد نفسها في "مجتمع ذكوري" وجها لوجه أمام المنطق المتمثل في تفوق الذكر على الأنثى من حيث القوة والفكر،أو حين تأمل معادلة "مثنى وثٌلاث و رُباعَ "، وهو ما نستشفه من بعض القصائد في الديوان، والشاهد في اعتماد المقام "فا" وهو المقام الذي يحتل الدرجة الرابعة في سلم المقامات… أي سلم درجات الموسيقى…نستشف ذلك من خلال ما ورد في الصفحات التالية:
"ص:20،ويحَ فرحٍ غائب في جوف صدفاتي/طمْيٌ أنا أم رَمْلٌ أم تراب…/أم قطرات حلم تبخَّرَ…في سنواتي…؟…يتبين لنا بتمعن في دلالة المكتوب أنه تعبير دقيق لوضعية الكثير من النساء،كما تشير لذلك الشاعرة.
ص:35.أنا سأخرج منكَ ومنًَي../سأرتًِقُ وألبس ما تفتًَقَ/من سوء ظنًِي…
أنتَ بلا ربيع ولا خريف ولا شتاء ولا صيف ولا زبدٍ/ولا رعد ولا خصبٍ ولا بردٍ..
ص:71 (جنازة ورقة):
آخر نُقطة دمٍ أزهقها اليراع شهادةً..
حدادا على ورقةٍ..
يا ويح شجرتها من حطاب..
غُصنٌ مكسُورٌ ما جبر خاطره..
صمتٌ/ولا اعتدار/ولا لوم/ولا عتاب…
١)-العنوان:
حين التأمل في ترسيمة عنوان الديوان ونوعية الخط المعتمد فضلا عن بنط الكتابة،ندرك ان مفردات العنوان، تنتمي من حيث نوعية الرسم والدلالة للحقل الموسيقي ( التقاسيم/المقام/ فا,)، وذلك في نظري ليس نغمة نشاز، بل هي في صلب الموضوع ، على اعتبار المشترك ما بين مجال الشعر و مجال الموسيقى والفن من عناصر التآلف و التناغم …سوف يُعتمد نفس الخط بلون أسود على مسافة عناوين النصوص الشعرية كلها ، حيثما حضر الفاء أو الألف، يحيل الى الأنثى والذكر..
حين التأمل في هذه العتبة، بنوع من التركيز على مفردتي " تقاسيم" / "مقام فا"، وبتأمل دلالي للمفردتين من جهة، وتأسيسا على ربط العنوان بما رسمته ريشة الفنان على مدى لوحة الغلاف،من جهة ثانية، نستنتج أن حرف الألف الممدودة كالعصا، يرمز إلى الرجل وسلطته التي يمارسها على المرأة. في حين أن اختيار درجة المقامات " فا " كدرجة موسيقية ، نكاد نجزم بأنها ترمز للأنثى –على اختلاف مواقعها ومراتبها- وذلك بما يرمز إليه هذا المقام في مجال الحقل الموسيقي من التعبير عن أحاسيس ومشاعر المرأة عندما تجد نفسها في "مجتمع ذكوري" وجها لوجه أمام المنطق المتمثل في تفوق الذكر على الأنثى من حيث القوة والفكر،أو حين تأمل معادلة "مثنى وثٌلاث و رُباعَ "، وهو ما نستشفه من بعض القصائد في الديوان، والشاهد في اعتماد المقام "فا" وهو المقام الذي يحتل الدرجة الرابعة في سلم المقامات… أي سلم درجات الموسيقى…نستشف ذلك من خلال ما ورد في الصفحات التالية:
"ص:20،ويحَ فرحٍ غائب في جوف صدفاتي/طمْيٌ أنا أم رَمْلٌ أم تراب…/أم قطرات حلم تبخَّرَ…في سنواتي…؟…يتبين لنا بتمعن في دلالة المكتوب أنه تعبير دقيق لوضعية الكثير من النساء،كما تشير لذلك الشاعرة.
ص:35.أنا سأخرج منكَ ومنًَي../سأرتًِقُ وألبس ما تفتًَقَ/من سوء ظنًِي…
أنتَ بلا ربيع ولا خريف ولا شتاء ولا صيف ولا زبدٍ/ولا رعد ولا خصبٍ ولا بردٍ..
ص:71 (جنازة ورقة):
آخر نُقطة دمٍ أزهقها اليراع شهادةً..
حدادا على ورقةٍ..
يا ويح شجرتها من حطاب..
غُصنٌ مكسُورٌ ما جبر خاطره..
صمتٌ/ولا اعتدار/ولا لوم/ولا عتاب…
2- صورة الغلاف؛
حين نتأمل صورة الغلاف في شكلها العام على مجمل الصفحة الأولى للديوان، يثير انتباه المشاهد كتابة العنوان بلون أحمر على أرضية بيضاء، بينما كتابة صنف الديوان "شعر" واسم الشاعرة " فاطمة الزهراء المعروفي" بلون أبيض على أرضية حمراء، تفوق مساحة ما خصص للون الأبيض ، مَرْجِعٌ ذلك في نظري هو ترك مسافة أمان بين دلالة اللون الأحمر المتميز بإثارة مشاعر العاطفة أو الحب أو الغضب فضلا عن كونه يرتبط باستشعار خطر وشيك – ، واعتماد اللون الأبيض الذي يرمز للسلام والنقاء والبراءة، والبداية والتجدد والحُيَاد. كلا اللونين استعملا هنا لتحديد العلاقة بين الأنثى والذكر في مجتمع ذكوري كما قلنا سابقا. – كما ستعكس ذلك بعض القصائد من الديوان. وذلك في شكل تناضر بين كلا اللوحتين.
أ- القراءة الكلية:
حين نتأمل صورة الغلاف بشكل عام، يثير انتباهنا وجود فضاءات متميزة شكلا ومضمونا، فضاء على اليمين تؤثثه صورة الأنثى بما حملت من معاني ودلالات عامة تنتظم في ألوان العتمة.وفضاء ثاني على يسار صورة الأنثى يغلب عليه اللون الأصفر ولون الأرض القاحلة بتشققات تربتها، مع حضور نتوءات لها أكثر من دلالة…
ص:51 (عباءة قمر).
قلمٌ قابع هناك فوق تَلَّةٍ..
ينتظر تساقط الأوراق..
خريفُ قلب وربيع عمر ..
داسته أقلام جَلاَّد..
وابتسامة منتصر على مُحياها..
……..
……..
حفَّار قبورِ يُحصي حَباتِ دمعها
……
بسم الله موتها..قيامها…
حان موعدها.
حين نتأمل صورة الغلاف في شكلها العام على مجمل الصفحة الأولى للديوان، يثير انتباه المشاهد كتابة العنوان بلون أحمر على أرضية بيضاء، بينما كتابة صنف الديوان "شعر" واسم الشاعرة " فاطمة الزهراء المعروفي" بلون أبيض على أرضية حمراء، تفوق مساحة ما خصص للون الأبيض ، مَرْجِعٌ ذلك في نظري هو ترك مسافة أمان بين دلالة اللون الأحمر المتميز بإثارة مشاعر العاطفة أو الحب أو الغضب فضلا عن كونه يرتبط باستشعار خطر وشيك – ، واعتماد اللون الأبيض الذي يرمز للسلام والنقاء والبراءة، والبداية والتجدد والحُيَاد. كلا اللونين استعملا هنا لتحديد العلاقة بين الأنثى والذكر في مجتمع ذكوري كما قلنا سابقا. – كما ستعكس ذلك بعض القصائد من الديوان. وذلك في شكل تناضر بين كلا اللوحتين.
أ- القراءة الكلية:
حين نتأمل صورة الغلاف بشكل عام، يثير انتباهنا وجود فضاءات متميزة شكلا ومضمونا، فضاء على اليمين تؤثثه صورة الأنثى بما حملت من معاني ودلالات عامة تنتظم في ألوان العتمة.وفضاء ثاني على يسار صورة الأنثى يغلب عليه اللون الأصفر ولون الأرض القاحلة بتشققات تربتها، مع حضور نتوءات لها أكثر من دلالة…
ص:51 (عباءة قمر).
قلمٌ قابع هناك فوق تَلَّةٍ..
ينتظر تساقط الأوراق..
خريفُ قلب وربيع عمر ..
داسته أقلام جَلاَّد..
وابتسامة منتصر على مُحياها..
……..
……..
حفَّار قبورِ يُحصي حَباتِ دمعها
……
بسم الله موتها..قيامها…
حان موعدها.
ب- القراءة البؤرية:
حين نحاول التركيز على جزئيات بؤرية لصورة الغلاف، خاصة صورة "الأنثى" يفاجؤنا كون الصورة لم تأتي كما عودتنا الواجهات واللوحات الإشهارية في تقديم الأنثى في أبهى تجلياتها بآلاف الروتوشات ومختلف وسائل التجميل، وهدا في نضري عنصر مهم يحمل العديد من الدلالات، أهمها الابتعاد عن الصورة النمطية المستهلكة ، وتقديم الأنثى في صورتها بألوان العتمة( الرمادي/الأسود/الأصفر…)تلك الألوان حين الحضور مجتمعة تدل بقوة على نوعية ما تعيشه الأنثى من معاناة ، على اختلاف مواقع ومناطق تواجدها...نلاحظ طغيان اللون الأسود واللون الرمادي في شكل خطوط وأعمدة عمودية – مع غياب خطوط أفقية، وفي غيابها نستشف غياب الرأي والرأي الآخر حين التقاطع في غالب الأحيان....هي وضعية شبه مأساوية للأنثى في عرف قصائد ديوان" تقاسيم على مقام فا "، لا يخفف وطأتها سوى حضور صورة الحمامة الوديعة البيضاء، بجانب صورة الأنثى، وهي حَمَّالة لكثير من الدلالات،المرتبطة بالحمام من هدا الصنف، أهمها في اعتقادي "راية السلم" والهدنة المرغوب فيها، على مسافة ما تنسجه الأنثى مع الذكر من علاقات، كل ذلك يمكن اعتباره تعبيرا مبطنا على الرغبة اللاواعية للأنثى في الانفصال عن الذكر بسلام. ص: 62
" أُبْسُط جناحَيْكَ يا نَسْرُ…
إن الرُّبَى لولا الأرانب ما الحُسْنُ زانها…
والغيث متنسك في ثناياها…
للتخلص من سلطوية على الرغم مما تعبر عنه بعض القصائد في الديوان المعبرة عما تكنه الأنثى من مشاعر الحب والهيام والتقدير، والشاهد في ذلك الدموع الواضحة للعيان والبادية في الصورة.
ص:29.( لك ما لك.. ولي الصفاء..)
كبرياءُ الشمسِ كالجَرًَةِ
إذا تكسَّرَ
ضاع الماء..
ربيع العُمرِ كالغروبِ
اذا احمر الشفق
أتى المساء..
صورة الغلاف بكل صراحة تنم عن الاحترافية والتمكن من دلالة ما ورد في النصوص الشعرية.
3- الإهداء:
تميز الإهداء في مطلعه،بحضور "الشمس"و"القمر" و"الغصن الحاضن للعش"، ثلاث عناصر أساسية تحضر دوما في الجوانب العلائقية بين الذكر والأنثى، على مستوى التوصيف والعلاقات الوجدانية والعاطفية بين الأجناس…
يأتي في مرتبة ثانية الأهل والخلان والأصدقاء، لينتهي الإهداء بجملة دالة على عناصر الوجد والحب والهوى" أهدي سُلافَةَ الحسِّ…"،
والسلافة هنا مفردة مستعارة من مجال الخمريات،"الخمر المعتق"، الذي يتنافس الأحبة في إهدائه،و يرمز لمراتب قوية في مجال الوجد والحب.
حين نحاول التركيز على جزئيات بؤرية لصورة الغلاف، خاصة صورة "الأنثى" يفاجؤنا كون الصورة لم تأتي كما عودتنا الواجهات واللوحات الإشهارية في تقديم الأنثى في أبهى تجلياتها بآلاف الروتوشات ومختلف وسائل التجميل، وهدا في نضري عنصر مهم يحمل العديد من الدلالات، أهمها الابتعاد عن الصورة النمطية المستهلكة ، وتقديم الأنثى في صورتها بألوان العتمة( الرمادي/الأسود/الأصفر…)تلك الألوان حين الحضور مجتمعة تدل بقوة على نوعية ما تعيشه الأنثى من معاناة ، على اختلاف مواقع ومناطق تواجدها...نلاحظ طغيان اللون الأسود واللون الرمادي في شكل خطوط وأعمدة عمودية – مع غياب خطوط أفقية، وفي غيابها نستشف غياب الرأي والرأي الآخر حين التقاطع في غالب الأحيان....هي وضعية شبه مأساوية للأنثى في عرف قصائد ديوان" تقاسيم على مقام فا "، لا يخفف وطأتها سوى حضور صورة الحمامة الوديعة البيضاء، بجانب صورة الأنثى، وهي حَمَّالة لكثير من الدلالات،المرتبطة بالحمام من هدا الصنف، أهمها في اعتقادي "راية السلم" والهدنة المرغوب فيها، على مسافة ما تنسجه الأنثى مع الذكر من علاقات، كل ذلك يمكن اعتباره تعبيرا مبطنا على الرغبة اللاواعية للأنثى في الانفصال عن الذكر بسلام. ص: 62
" أُبْسُط جناحَيْكَ يا نَسْرُ…
إن الرُّبَى لولا الأرانب ما الحُسْنُ زانها…
والغيث متنسك في ثناياها…
للتخلص من سلطوية على الرغم مما تعبر عنه بعض القصائد في الديوان المعبرة عما تكنه الأنثى من مشاعر الحب والهيام والتقدير، والشاهد في ذلك الدموع الواضحة للعيان والبادية في الصورة.
ص:29.( لك ما لك.. ولي الصفاء..)
كبرياءُ الشمسِ كالجَرًَةِ
إذا تكسَّرَ
ضاع الماء..
ربيع العُمرِ كالغروبِ
اذا احمر الشفق
أتى المساء..
صورة الغلاف بكل صراحة تنم عن الاحترافية والتمكن من دلالة ما ورد في النصوص الشعرية.
3- الإهداء:
تميز الإهداء في مطلعه،بحضور "الشمس"و"القمر" و"الغصن الحاضن للعش"، ثلاث عناصر أساسية تحضر دوما في الجوانب العلائقية بين الذكر والأنثى، على مستوى التوصيف والعلاقات الوجدانية والعاطفية بين الأجناس…
يأتي في مرتبة ثانية الأهل والخلان والأصدقاء، لينتهي الإهداء بجملة دالة على عناصر الوجد والحب والهوى" أهدي سُلافَةَ الحسِّ…"،
والسلافة هنا مفردة مستعارة من مجال الخمريات،"الخمر المعتق"، الذي يتنافس الأحبة في إهدائه،و يرمز لمراتب قوية في مجال الوجد والحب.
4- نص التأطير ظهر الغلاف؛
عادة ما يكون نص التأطير ظهر الغلاف، نصا مقتبسا من الديوان أو من التقديم والاستهلال، هنا تميز النص بكونه مقتبس من التقديم الذي وضعه الشاعر والناقد إبراهيم قهواجي، لهدا الديوان. باعتباره باكورة أعمال الأستاذة فاطمة الزهراء معروفي.ولن نقول هنا أكثر من الجملة المعبرة عن توجه الشاعرة،" ...لتنخرط في التجربة النسائية المغربية المعاصرة الطامحة إلى تحرير ذات المرأة ولغتها وعالمها..."
لا يسعني هنا بعد كلمة الشاعر والناقد إلا إضافة ما يلي: "...وطموحها القوي، في أن تُقدم الأنثى في شكلها الحقيقي ، الواقعي وبدون مساحيق –كما في الصورة – حتى ندرك هول نظرتنا للأنثى ونوعية العلاقات التي تحكمنا معها كرجال، حين الوعي بذلك لربما ستكون بداية التغيير...".
عادة ما يكون نص التأطير ظهر الغلاف، نصا مقتبسا من الديوان أو من التقديم والاستهلال، هنا تميز النص بكونه مقتبس من التقديم الذي وضعه الشاعر والناقد إبراهيم قهواجي، لهدا الديوان. باعتباره باكورة أعمال الأستاذة فاطمة الزهراء معروفي.ولن نقول هنا أكثر من الجملة المعبرة عن توجه الشاعرة،" ...لتنخرط في التجربة النسائية المغربية المعاصرة الطامحة إلى تحرير ذات المرأة ولغتها وعالمها..."
لا يسعني هنا بعد كلمة الشاعر والناقد إلا إضافة ما يلي: "...وطموحها القوي، في أن تُقدم الأنثى في شكلها الحقيقي ، الواقعي وبدون مساحيق –كما في الصورة – حتى ندرك هول نظرتنا للأنثى ونوعية العلاقات التي تحكمنا معها كرجال، حين الوعي بذلك لربما ستكون بداية التغيير...".
5- الإستعارة والتناص في قصائد الديوان.
أ- الإستعارة:
تُستخدم الاستعارة كأسلوب بلاغي جمالي يمنح الكلام قوة ويعطيه رونقًا وصورة حسنة وجميلة ؛ حيث أنها تقدم المعنى مجسدًا وواضحًا ، مما يزيد من الصور الخيالية البديعة في النفس…أصل الإستعارة هو التشبيه البليغ، حين حذف أحد طرفيه، نفهم من هدا أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسيين وهنا ( المسبه والمشبع به)،فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيها بل يصبح استعارة، من هذا المنطلق وبتأملنا في قصائد الديوان، سنكتفي بالبعض مما ورد من استعارة فنية وفق ما يلي:
ص،١١:
"إن كنت طيفي فإن شمسي أفلت." وردت مفردة "الشمس" من جهة، و"أفلت" من جهة ثانية، كاستعارة موفقة وقوية لما بين "الشمس" وعاطفة "الحب" من إشعاع ولوعة وبريق وحرارة، كما أن مفردة "أفلت" كانت دقيقة، اذ حين تغيب أسباب النزول للحب والعشق، تتراجع وتيرة العناية تدريجيا، وهنا تم التركيز على مفردة"أفلت" للتذكير بقصة إبراهيم حين كان متدرجا في البحث عن المعبود، وكلما أفل المعبود المفترض، أعاد النظر في إيمانه به.
"إن كنتَ خِلِّي ومؤنسَ غُرْبتي/أمطِرْ عودةً فتُرْبي مُتَعطِّشٌ…لِرُواك…"…هنا أيضا جاءت مفردة"أمطر" لما لها من إحياء للتربة وسقي للنباتات من أهمية كبرى، وفي ذلك إشارة لعاطفة العشق والهيام مراتب قوية ليقي العواطف وروائها…
نلاحظ على مدى مجموعة من النصوص حضور مكون "الإستعارة" لما له من تقوية التعبير وحضور المبنى والمعنى في الدلالة.(قصيدتي عيسِيٌّ في الهوى/مرايتي أندلسِيَّة التنهيدة/أنا كالضوئ الأصفر في أعمدة الملتقيات/
ب- التناص:
هو تعالي النصوص بعضها بالبعض عند الكاتب أو الشاعر على حد سواء، ويتم ذلك طلبا لتقوية الأثر المنتظر من النص.
علاقة بمفهوم "التناص" بورد سعيد علوش في کتابه: «معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة بعض التعريفات لمصطلح التناص بدء من جوليا
کريستيفا وإنتهاء برولان بارت.» [6]
1. يعتبر التناص عند "کريستيفا" أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها معاصرة لها.
2. يرى "سوليرس" التناص في کل نص يتموضع في ملتقى نصوص کثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة تشديداً وتکثيفاً.
3. ويظهر "التناص" مع التحليلات التحويلية عند "کريستيفا " في النص الروائي.
4. ويرى "فوکو" بأنه لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيراً آخر ولا وجود لما يتولد من ذاته بل من تواجد أحداث متسلسلة ومتتابعة ومن توزيع وظائف الادوار.
أ- الإستعارة:
تُستخدم الاستعارة كأسلوب بلاغي جمالي يمنح الكلام قوة ويعطيه رونقًا وصورة حسنة وجميلة ؛ حيث أنها تقدم المعنى مجسدًا وواضحًا ، مما يزيد من الصور الخيالية البديعة في النفس…أصل الإستعارة هو التشبيه البليغ، حين حذف أحد طرفيه، نفهم من هدا أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسيين وهنا ( المسبه والمشبع به)،فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيها بل يصبح استعارة، من هذا المنطلق وبتأملنا في قصائد الديوان، سنكتفي بالبعض مما ورد من استعارة فنية وفق ما يلي:
ص،١١:
"إن كنت طيفي فإن شمسي أفلت." وردت مفردة "الشمس" من جهة، و"أفلت" من جهة ثانية، كاستعارة موفقة وقوية لما بين "الشمس" وعاطفة "الحب" من إشعاع ولوعة وبريق وحرارة، كما أن مفردة "أفلت" كانت دقيقة، اذ حين تغيب أسباب النزول للحب والعشق، تتراجع وتيرة العناية تدريجيا، وهنا تم التركيز على مفردة"أفلت" للتذكير بقصة إبراهيم حين كان متدرجا في البحث عن المعبود، وكلما أفل المعبود المفترض، أعاد النظر في إيمانه به.
"إن كنتَ خِلِّي ومؤنسَ غُرْبتي/أمطِرْ عودةً فتُرْبي مُتَعطِّشٌ…لِرُواك…"…هنا أيضا جاءت مفردة"أمطر" لما لها من إحياء للتربة وسقي للنباتات من أهمية كبرى، وفي ذلك إشارة لعاطفة العشق والهيام مراتب قوية ليقي العواطف وروائها…
نلاحظ على مدى مجموعة من النصوص حضور مكون "الإستعارة" لما له من تقوية التعبير وحضور المبنى والمعنى في الدلالة.(قصيدتي عيسِيٌّ في الهوى/مرايتي أندلسِيَّة التنهيدة/أنا كالضوئ الأصفر في أعمدة الملتقيات/
ب- التناص:
هو تعالي النصوص بعضها بالبعض عند الكاتب أو الشاعر على حد سواء، ويتم ذلك طلبا لتقوية الأثر المنتظر من النص.
علاقة بمفهوم "التناص" بورد سعيد علوش في کتابه: «معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة بعض التعريفات لمصطلح التناص بدء من جوليا
کريستيفا وإنتهاء برولان بارت.» [6]
1. يعتبر التناص عند "کريستيفا" أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص أخرى سابقة عنها معاصرة لها.
2. يرى "سوليرس" التناص في کل نص يتموضع في ملتقى نصوص کثيرة بحيث يعتبر قراءة جديدة تشديداً وتکثيفاً.
3. ويظهر "التناص" مع التحليلات التحويلية عند "کريستيفا " في النص الروائي.
4. ويرى "فوکو" بأنه لا وجود لتعبير لا يفترض تعبيراً آخر ولا وجود لما يتولد من ذاته بل من تواجد أحداث متسلسلة ومتتابعة ومن توزيع وظائف الادوار.
5. التناص عملية وراثية للنصوص والنص المتناص يکاد يحمل بعض صفات الأصول "ولقد عاني مصطلح التناص في النقد العربي الحديث من تعدديه في الصياغة والتشکيل.
بالتأمل والقراءة المتأنية في قصائد الديوان" تقاسيم على مقام فا"، رصدنا العديد من الأبيات التي تحمل بين مفرداتها تناصَّا يضفي عمقا على المعنى المراد إبرازه، بشكل دقيق يقوي من البنى والمعنى المنشوذ ، سنكتفي بذكر البعض منها فقط:
ص:٥٤: " النطيحة وما عفَّ الضَّبُع/ والمنخنقة بحبل الغِلِّ". الجميل في التناص هنا، ورود "الضبع" عوض "السبع"، في اعتقادي الأمر لم يأتي صدفة، بل هو تمثل قدحي يشير بأنامل الإتهام لنوع من "الذكور"…كما أن "المنخنقة" ترمز ل"الموؤدة"، بدون حق ، في عصر الجهالة…
ص: ٦٣ سيزيف ونملة/كلاهما يدحرج صخره../حبة قمح أنبتت سبع سنابل/في كل سنبلة مئة دَمعَة/ والصخرة أنبتت سبع حكايات/في كل حكاية سبع منادل."
في اعتقادي تحول التعبير في هدا التناص الدقيق، من الأصل،الى الحالة الفريدة للأنثى، وما نجم عنها من ألم وحسرة ودمع دافق ، تحول من حبات قمح لواقح الى دموع متناثرة لهول المشهد ونوعية العلاقة المتدنية سلبا بين الأنثى والذكر، في مجتمع ذكوري بامتياز…حضرت سبع منادل هنا لعلها تتمكن من تنشيف سبعمئة دمعة؟.
خلاصة القول، الديوان "تقاسيم على مقام فا"، ورد بنون النسوة، على اختلاف مواقعها ومراتبها، موضحا معاناة شريحة مهمة من نسوتنا، في مجتمع ذكوري، توفقت الشاعرة في الوصف والتعبير عنه على مسافة احتراق روما بمباركة "نيهرو "، وتحليق النسر في الأعالي ، متربصا بالأرنب أسفل المنحدرات…وتتبع سيزيف والنملة على مسافة إعادة واستعادة المحاولات…
بالتأمل والقراءة المتأنية في قصائد الديوان" تقاسيم على مقام فا"، رصدنا العديد من الأبيات التي تحمل بين مفرداتها تناصَّا يضفي عمقا على المعنى المراد إبرازه، بشكل دقيق يقوي من البنى والمعنى المنشوذ ، سنكتفي بذكر البعض منها فقط:
ص:٥٤: " النطيحة وما عفَّ الضَّبُع/ والمنخنقة بحبل الغِلِّ". الجميل في التناص هنا، ورود "الضبع" عوض "السبع"، في اعتقادي الأمر لم يأتي صدفة، بل هو تمثل قدحي يشير بأنامل الإتهام لنوع من "الذكور"…كما أن "المنخنقة" ترمز ل"الموؤدة"، بدون حق ، في عصر الجهالة…
ص: ٦٣ سيزيف ونملة/كلاهما يدحرج صخره../حبة قمح أنبتت سبع سنابل/في كل سنبلة مئة دَمعَة/ والصخرة أنبتت سبع حكايات/في كل حكاية سبع منادل."
في اعتقادي تحول التعبير في هدا التناص الدقيق، من الأصل،الى الحالة الفريدة للأنثى، وما نجم عنها من ألم وحسرة ودمع دافق ، تحول من حبات قمح لواقح الى دموع متناثرة لهول المشهد ونوعية العلاقة المتدنية سلبا بين الأنثى والذكر، في مجتمع ذكوري بامتياز…حضرت سبع منادل هنا لعلها تتمكن من تنشيف سبعمئة دمعة؟.
خلاصة القول، الديوان "تقاسيم على مقام فا"، ورد بنون النسوة، على اختلاف مواقعها ومراتبها، موضحا معاناة شريحة مهمة من نسوتنا، في مجتمع ذكوري، توفقت الشاعرة في الوصف والتعبير عنه على مسافة احتراق روما بمباركة "نيهرو "، وتحليق النسر في الأعالي ، متربصا بالأرنب أسفل المنحدرات…وتتبع سيزيف والنملة على مسافة إعادة واستعادة المحاولات…