حل الشاعر السنغالي أمادو لامين صال ضيفا على الدورة الأولى لمهرجان الفيلم الوثائقي الذي نظم بالرباط من 25 إلى 29 أبريل 2023.
عبر في الحين عن إعجابه أمام المشاركين في المهرجان عن انبهاره بما شاهده في المغرب من تقدم على عدة مستويات..
الشاعر أمادو لامين الفائز بالجائزة الأفريقية الكبرى للشعر 2023، نشر اليوم الخميس 10 ماي 2023 مقالا يؤكد فيه إعجابه بما حققه المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس.
جريدة "أنفاس بريس" تعيد نشر المقال نظرا لما تضمن من رؤية للمغرب الذي يتقدم من زاوية خارجية وموضوعية.
نص المقال بتصرف:
المغرب: دائما سحر ومتعة لا تضاهى، شعب مسالم وتراث معماري رائع عمره ألف عام، إبداع فني معدي وإبهار ثقافي ديناميكي وفريد في إفريقيا..
هو المغرب.. ملك صديق وخادم للفنون والآداب! فما الذي يمكن أن يحلم به الشعب بأكثر من هذا؟
هو المغرب.. ملك صديق وخادم للفنون والآداب! فما الذي يمكن أن يحلم به الشعب بأكثر من هذا؟
عندما اختيرت الرباط عاصمة للثقافة الأفريقية لعام 2022، حطم المغرب جميع الأرقام القياسية في التنشيط والإبداع والتمثيلية الفنية والأدبية.
فلم يتم نسيان أي فن! جميع الأوراش والمتاحف والمكتبات ومحطات القطار والمدارس والجامعات والشوارع والجسور والطرق السريعة انخرطت في الغليان الإبداعي. كانت هذه تعليمات جلالة الملك محمد السادس. فبالثقافة يبدأ كل شيء. هذا ليس شعارا، ولكنه حقيقة. إن المغرب حلم لكن هذا الحلم يعاش ويرى. وأنا رأيته وعشته.
لهذا السبب، بصفتي ضيفا على الدورة الأولى لمهرجان الفيلم الوثائقي، أعربت أمام العديد من أشقائي الأفارقة الحاضرين، عن إعجابي وإيماني بهذا المغرب الذي يحتذى به. قلت هذا لرئيس المهرجان عز العرب العلوي وأمام كل أفريقيا الحاضرة. لقد طلبت أن يتم انتخاب المملكة الشريفة كعاصمة للثقافة الأفريقية لمدة 100 عام!
لقد ذكّرت الشعب المغربي بأن المغرب لم يعد ملكًا للمغاربة بل لكل الأفارقة. قلب هذا البلد كبير مثل الكعبة! ملكها يحب أفريقيا وأفريقيا تحبه. أتذكر دائما دون أن أتعب أبدا أن إقامته في السنغال منتظرة من قبل فناني قرية الفنون للسنغال Village des Arts du Sénégal. إنه يرتب جدول أعماله قدر الإمكان للذهاب إلى هناك كعارف جيد، كصديق للفنون، كمعجب وكمقتن.
هذا يستحق أن يكتب ويقال.
سأظل متأثراً بالعلاقات التي نسجت بين الرئيس السنغالي سنغور و الملك محمد الخامس، و التي توطدت مع الحسن الثاني، وكنت الشاهد المنبهر عليها.. ثم جاء محمد السادس. السنغال من سنغور إلى ماكي سال، بنى للمغرب في قلبه بيتا من ذهب.
سأظل متأثراً بالعلاقات التي نسجت بين الرئيس السنغالي سنغور و الملك محمد الخامس، و التي توطدت مع الحسن الثاني، وكنت الشاهد المنبهر عليها.. ثم جاء محمد السادس. السنغال من سنغور إلى ماكي سال، بنى للمغرب في قلبه بيتا من ذهب.
أعود من المغرب ويستمر الوهج بلا نهاية! فقد اختير أحد أبناء السنغال من بين المبدعين والشعراء الملهمين للفوز بجائزة الجائزة الكبرى للشعر الأفريقي التي تمنحها المملكة الشريفة من خلال بيت الشعر الذي يديره الشاعر الكريم مراد القادري.
والوزير محمد مهدي بن سعيد المكلف بالشباب والثقافة والاتصال يقوم بعمل لا مثيل له في إفريقيا تحت العين الساهرة الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد الخامس الذي أطلق عليه اسم "الساحر"..لكي أقول كل شيء!
جلالة الملك أشكركم من أعماق قلبي على إصراركم لتطوير الفنون والآداب. فقبل بضع سنوات، في خطاب أرسلته إليكم، أخبرتكم عن فخر الشاعر الذي اكتشف في الرباط ورش بيت الكتاب الذي كنتم بصدد بنائه. وبعد عودتي إلى المغرب، سارعت للذهاب بسرعة لمعرفة أين وصل الورش..فوجدت بناء مكتملا وفخما، بيت الكتاب الذي قدمتموه لمبدعيكم مع وسائل الراحة النادرة في العالم أجمع. يبقى أن تدشنوه شخصيا ياجلالة الملك! ثم هناك مفاجأة أخرى لطيفة..إكتشفت ورشا آخر لكم قيد الإنجاز بمراكش: "مدينة الفنون والإبداع"! عجب بين العجائب! فقدت لساني وأنا عاجز عن الكلام !
مرة أخرى يا جلالة الملك، اكتشفت مواقع بناء أخرى تثلج القلب وتقوي الروح: برج محمد السادس الذي يبلغ ارتفاعه 250 مترًا ، والذي تم بناؤه في وادي أبي رقراق، ومسرح الرباط الكبير بهندسته المعمارية الأخاذة، التي صممها المهندس المعماري العراقي البريطاني الذي لا ينسى زها محمد حديد، ناهيك عن محيط ضريح محمد الخامس القريب، مما يمنح الرباط، العاصمة المغربية الرائعة، وجها مشرقا من التراث الثقافي والفني العالمي الذي يسحر العالم.
لا بد أن اليونسكو ستصاب بالحيرة..ليست مدينة أو اثنتين ، لكن المغرب كله هو الذي يجب رفعه إلى مرتبة التراث العالمي للإنسانية!
وماذا عن مدنكم المذهلة والمعدية مثل مدينة الصويرة التي أحبها كثيرًا! ترسم طيور النورس بانوراما كل يوم لا يمكن لأي زائر في العالم أن ينساها!
وماذا عن مدنكم المذهلة والمعدية مثل مدينة الصويرة التي أحبها كثيرًا! ترسم طيور النورس بانوراما كل يوم لا يمكن لأي زائر في العالم أن ينساها!
مرة أخرى، جلالة الملك، أشكركم على اهتمامكم بالبيئة..في الرباط هنا تحكم الطبيعة..غاباتكم وحدائقكم وشوارعكم الحديثة المليئة بالأشجار والنباتات والزهور، مما يمنح الرباط صورة كامرأة أنيقة خترجة من صالون لتصفيف الشعر والأظافر بوجه ملون ومزين..وجه هادئ وأخضر ومغذى بحليب جوز الهند..تمر طازج منثور بالورد..
نشكركم على كفاحكم من أجل البيئة منذ خطابكم التاريخي، الذي ما يزال في ذاكرة الجميع، في قمة الأرض الثانية التي عقدت في جوهانسبرغ في عام 2001.. ما يزال كل شيء حاضرا ويشكل جزءًا من واقعكم ومهماتكم في التنمية وحماية أرضنا المهددة بالانقراض.
نشكركم على كفاحكم من أجل البيئة منذ خطابكم التاريخي، الذي ما يزال في ذاكرة الجميع، في قمة الأرض الثانية التي عقدت في جوهانسبرغ في عام 2001.. ما يزال كل شيء حاضرا ويشكل جزءًا من واقعكم ومهماتكم في التنمية وحماية أرضنا المهددة بالانقراض.
فالمملكة الشريفة تملك الأكسجين لتخضير رئتي العالم!
أعود إلى بلدي الأصلي السنغال وأنا مسحور ومحب لمملكتكم..
فلا توجد دول متخلفة.. إنه اختراع للبيض المستعمرين الكبار. هناك فقط نساء ورجال متخلفون، بدون تكوين ولاثقافة.
أعود إلى بلدي الأصلي السنغال وأنا مسحور ومحب لمملكتكم..
فلا توجد دول متخلفة.. إنه اختراع للبيض المستعمرين الكبار. هناك فقط نساء ورجال متخلفون، بدون تكوين ولاثقافة.
لأنكم فهمتم هذا في وقت مبكر، يا جلالة الملك، أقمتم أسوارًا ضد الأمية، وأضفتم الفنون والآداب إلى ذلك البهاء الذي ينير ويهدئ. عروبة وعالمية: هذا هو المغرب تحت قيادتكم. لقد فهمتم في وقت مبكر جدًا أنه من الخاص نتجه نحو الكوني.
أعطوا الامتياز لشعرائكم وأدبائكم وكتابكم المسرحيين في الكتب المدرسية! قوموا بتدريس تاريخ بلدكم الألفي حتى يعرف الشباب المغربي من هم وأنهم ينتمون لبلد عظيم!
أرفضوا التبعية للآخر ولمن يقول: "هذا بالزاك المغرب!" هنا نقول له: "إنه محمد شفيق، ولدينا حكيم الغيساسي، لدينا سعيد ملوكي وثريا الوليهري، لدينا محمد برادة واللطيف لعبي والطاهر بن جلون"
أرفضوا التبعية للآخر ولمن يقول: "هذا بالزاك المغرب!" هنا نقول له: "إنه محمد شفيق، ولدينا حكيم الغيساسي، لدينا سعيد ملوكي وثريا الوليهري، لدينا محمد برادة واللطيف لعبي والطاهر بن جلون"
لكن يجب أن تظل القاعدة هي التسامح والانفتاح على العالم. نفتهر بمعرفتنا ونعترف بجهلنا أيضا!
جلالة الملك، إن المغرب الذي أراه يرتقي من الأرض تحت قيادتكم الرفيعة، بلد متقدم للغاية.
في إفريقيا هذه القارة العزيزة عليكم والتي تهمكم، تمكنت المملكة الشريفة من الابتعاد عن المصباح الكيروسين إلى الكهرباء. هذه هي الفجوة الكبيرة التي تفصل بينكم وبين الدول الإفريقية الصديقة التي تعيش في تخلف مقلق ومأساوي!
جلالة الملك، لقد رأيت طرقكم السريعة ومحطاتكم ومطاراتكم وقطاركم السريع TGV، وخطوط الترام. إن إفريقيا توجه أنظارها نحو هذه القاطرة الثقافية والاقتصادية القوية، المغرب في عهد محمد السادس!
جلالة الملك، المغرب ليس بلداً.. إنه قارة.. قارة القلب والعقل!