اعتبرتها سابقة تاريخية، تتحدث وكالة الانباء التركية، عندما أصدر الملك محمد السادس أمراً بترسيم رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمي. مضيفة أن هذا يندرج في إطار إضفاء الطابع الرسمي على الهوية الأمازيغية للبلاد، واستجابة لسنوات من مطالبات الفاعلين المدنيين بهذا الترسيم.
وتؤشر الإشادة الواسعة التي عرفها قرار ترسيم رأس السنة الأمازيغية، على الرمزية الكبيرة لهذا اليوم بالنسبة للشعب المغربي الذي تمثل الأمازيغية أحد أهم مكوناته الهويتية، ورافداً أساسياً من روافد البلاد الثقافية جنباً إلى جنب مع اللغة العربية.
وهو ما يؤكده رئيس مختبر استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، الأستاذ يحيى عمارة. وقال عمارة، في تصريحاته لـوكالة الانباء التركية: "نعتقد بأننا كنا في حاجة إلى جعل السنة الأمازيغية، "إيض يناير"، احتفاءً وطنياً لإتمام الفرح الهوياتي المشترك، لأننا كنا نحس بوصفنا مغاربة بشيء ما يحتاج إلى شمولية هذا الاحتفاء بالوجود الأمازيغي ومن ثم نحتفي بكل ما يُرَكِّب أساس الوجود المغربي".
وتؤشر الإشادة الواسعة التي عرفها قرار ترسيم رأس السنة الأمازيغية، على الرمزية الكبيرة لهذا اليوم بالنسبة للشعب المغربي الذي تمثل الأمازيغية أحد أهم مكوناته الهويتية، ورافداً أساسياً من روافد البلاد الثقافية جنباً إلى جنب مع اللغة العربية.
وهو ما يؤكده رئيس مختبر استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، الأستاذ يحيى عمارة. وقال عمارة، في تصريحاته لـوكالة الانباء التركية: "نعتقد بأننا كنا في حاجة إلى جعل السنة الأمازيغية، "إيض يناير"، احتفاءً وطنياً لإتمام الفرح الهوياتي المشترك، لأننا كنا نحس بوصفنا مغاربة بشيء ما يحتاج إلى شمولية هذا الاحتفاء بالوجود الأمازيغي ومن ثم نحتفي بكل ما يُرَكِّب أساس الوجود المغربي".
أما عن ظرفية اتخاذ هذه الخطوة، يضيف المتحدث، أنها بمثابة "إعلان عن بلوغ مرحلة جديدة تُثَمِّن ما نصت عليه المراحل السابقة التي عرفتها المسألة الأمازيغية، حيث بدأت كل الفئات المجتمعية سياسياً واجتماعياً وثقافياً تستوعب حضور المكون الأمازيغي، إلى باقي المكونات الأخرى، في الذات المغربية. وهو ما لا يمكن التغاضي عنه أو التماطل في الاهتمام بقضاياه وعوالمه".
وبالتالي، حسب الأستاذ الجامعي المغربي، يعد هذا القرار "احتفاءً بالوجود الأمازيغي في الماضي والحاضر والمستقبل، كما هو قرار دستوري وطني حكيم يصب في سيرورة ولوج ثقافة الاعتراف بالهوية الثقافية المغربية المتعددة في إطار الوحدة الوطنية المتماسكة"، بالإضافة إلى "ما يحمله من بُعْد ديمقراطي، والتشبث بعنصر متميز من عناصر القوة الناعمة الذي يتجلى في الرفع من قيمة الرأسمال الثقافي الذي سيكون لا محالة درساً وطنياً مُهماً آخر داخل المغرب وخارجه".
ثمرة نضالات طويلة"
من جانبه، يرى الدكتور في التاريخ والفاعل الأمازيغي المغربي، عبد الله بوشطارت، بأن إقرار رأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية في المغرب تثمين لنضالات الحركة الأمازيغية في البلاد، والتي امتدت على مدار العقود الماضية.
وأوضح بوشطارت، أن قرار الترسيم: "حدث تاريخي مهم جداً بالنسبة إلينا داخل الحركة الأمازيغية، التي ناضلت وضحّت منذ عقود طويلة، وخاضت معارك فكرية وسياسية وثقافية مريرة في ظروف صعبة وقاسية جداً، من أجل الاعتراف بالهوية الأمازيغية في جميع تجلياتها لغة وثقافة وتاريخ وحضارة (...) والتي يشكل الاعتراف برأس السنة الأمازيغية إحدى مطالبها الجوهرية والأساسية بعد ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور".
ويضيف الفاعل الأمازيغي أن "هذا الإقرار الملكي له رمزية تاريخية وثقافية عميقة، لأنه يربط المغرب بجذوره الممتدة في التاريخ القديم، كما هو عيد مرتبط بالأرض، وبالتالي فإن المغرب تصالح مع تاريخه وتخلص من جميع العقد التاريخية (...) وهذا مهم للغاية في تماسك الهوية المغربية التي تستمد قوتها في التنوع والتعدد، وهو ما كانت تصبو إليه الحركة الأمازيغية برفعها شعار: الوحدة في التنوع".
ويختم بوشطارت حديثه، بأن القرار الأخير جاء "لتنبيه الحكومة وباقي الفاعلين السياسيين بضرورة تطبيق الدستور، وتحقيق جميع المطالب الأمازيغية وتمتيع اللغة والثقافة الأمازيغية بجميع حقوقها الدستورية والتاريخية"، في وقت يعيب فيه الفاعل الأمازيغي "الترجعات الخطيرة" التي شهدها إضفاء الطابع الرسمي للأمازيغي خلال السنوات الأخيرة.
ما رأس السنة الأمازيغية؟
يعد رأس السنة الأمازيغية احتفالاً شعبياً لقطاع واسع من سكان شمال إفريقيا، يقيمونه ليلة 11 يناير من كل عام. وتختلف تسمياته من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى داخل البلد نفسه، ما بين النَّاير أو إيض النَّاير أو الحاكوزا.
ويخلد سكان البلدان المغاربية هذا اليوم بلقاءات بين الأحباب والأقارب، ويتبادلون فيه التبريكات بلغتهم الأم الأمازيغية، قائلين: "أسكاس أمكاز" أو "أسكاس أماينو"، حسب اللهجات التي ينحدرون منها. وتحضر على المائدة مأكولات خاصة بهذه المناسبة، كطبق تاكلا في الجنوب المغربي، وهو عصيدة تتكون من دقيق الذرة الذي يطبخونه بالعسل والسمن أو زيت أركان.
ويتعدد التأصيل لهذا اليوم، ويأخذ طابعاً أسطورياً، ضمنه ما تسرده الحكاية الأمازيغية الشهيرة: أن راعية أغنام عجوزاً تأففت من حلول يناير، فغضب منها واستعار أياماً من فبراير ليمدد ساعات بردِه حتى قضى على كل قطيعها. هكذا يؤول الأمازيغ احتفالهم برأس السنة الأمازيغية، والتي تحل في ليلة 11 يناير من كل عام.
أما حساب السنوات الأمازيغية يأخذ مرجعية حدث تاريخي، هو حكم الملك الأمازيغي شيشنق الأول مصر سنة 950 ق.م، وتأسيسه الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين التي حكمت البلاد لقرنين متتاليين.