Sunday 8 June 2025
فن وثقافة

قراءة في ديوان: "لعبة الإحساس" للشاعرة المبدعة.. زينب منتصر

قراءة في ديوان: "لعبة الإحساس" للشاعرة المبدعة.. زينب منتصر زينب منتصر وغلاف الكتاب
صدر للشاعرة زينب منتصر ديوان شعري بعنوان : "لعبة الإحساس"، منشورات جامعة المبدعين المغاربة. وقد صمم غلاف هذا الإصدار، الفنان لحسن اليماني.
يضم الديوان إلى جانب الإهداء والفهرس تقديما للأستاذ زكرياء جبار أبان من خلاله عما يحفل به هذا الديوان من " حس شاعري رقيق يكشف الحجاب عن خوالج الذات الشاعرة المبدعة، وما يعترك في الجوى من مشاعر وعواطف، قد تبدو للبعض محض لعبة أو شيء تافه في زمن مادي يبخس كل ما هو جميل ونبيل من إنسانيتنا ".. مذكرا بمحتوى الديوان الذي جاء " زاخرا ومترفا، يكاد ينتظم في غرض واحد يجعل الشاعرة تتماهى مع الأماكن والمدن، وكأنها شجرة ممتدة في الزمان والمكان ".
كما يضم هذا الديوان سبعة عشر نصا شعريا بعناوين مختلفة .. وكلها نصوص تحمل في طياتها الكثير من الرموز والدلالات، نصوص تتغنى بكل القيم الجمالية والأحاسيس الرقيقة والعواطف النبيلة، تحدثت من خلالها الشاعرة المبدعة زينب منتصر عن وضوعات غنية وهادفة، كحديثها مثلا عن الوطن والهوية والكينونة والحب والجمال.
فلا شك أن هذا الشعر الذي كتبته الأستاذة زينب منتصر، يمتلك جوهرا إنسانيا واضح المعالم وبارز الاتجاهات .. إذ يلاحظ أن النصوص الشعرية المبثوثة في هذا الديوان، لا تجمعها جمعا ميكانيكيا حسابيا، بل توحدها في تفاعلية عضوية وظيفية حية. لذلك، تكاد تكون الصلة وثيقة بين هذه النصوص.. فالشاعرة منتصر تبدو ناجحة في تكثيف تجربتها الشعرية وإنجازها وكذا في اختيار الصورة الشعرية المناسبة، مما يوحي بتجربة شعرية عميقة وشاملة ذات إمكانية بنائية جيدة ، تبدو واضحة في غير قليل من نصوص هذا الديوان . نجد ذلك مثلا في القصائد التالية:
ألحان وأشجان ـ شوق وانتظار ـ حرية عابرة ـ تراتيل الحنين ـ عشق خالد ... فهذه القصائد ـ على حد ما نرى ـ تبوح بوحا وجدانيا ، ينتظمها خيط واحد . فالشاعرة لا تقدم مشهدا ضامرا جافا ، وإنما تسعى من أجل عاطفية المشهد الشعري، وأيضا من أجل روح تسكنها ، وشحنة وجدانية ونفسية تضفي عمقا إلى اللوحة العاطفية لغير قليل من قصائد الديوان.
إننا حين نحاول تحديد معالم تجربتها الشعرية في ديوان : " لعبة الإحساس " نجدها تجربة متشعبة ، طرقت الشاعرة خلالها أكثر من عالم على حد ما أشرنا سابقا . فهي لم تجعل القصائد في ضوء السنة والتاريخ الذي نظمت فيه ، بل قسمتها إلى موضوعات وجعلت كل قصيدة تنتمي إلى مناخ تجربة تتميز عن الأخرى من حيث الموضوع الذي ولجته ، مما يعزز مسار هذه التجربة ويعمقها .. وهي بلا شك تجربة حياتية غنية .
ويهمنا بعد قراءة هذا الديوان ، أن نسجل تفاؤلنا بشاعرية الأستاذة منتصر ، فهي تمتلك سعة أفق وإمكانية رائعة في تطويع الجملة الشعرية وتحميلها معاناتها ، مما رسخ قناعتنا بأن هذه الشاعرة من بين الشعراء الذين يعون مستلزمات فنهم الشعري .. وإننا لمؤمنون بقدرتها ودأبها الصادق على شق طريقها في مغامرة الشعر التي اختارتها .