"عين الكبريت" عمل مغربي استثنائي، اشتغل بشكل جاد على موضوع تراثي من خلال مجموعة من الحكايات الشعبية المستنبطة من واقع مرحلة تاريخية متقدمة تعود بالضبط للقرن الثالث عشر، أي عصر الدولة المرينية، وحياة العلامة والولي الصالح مولاي يعقوب، ومعاناته مع داء الجرب الذي اخضعه لتجربة حياتية وروحانية فريدة كان من نتائجها ظهور حامة مولاي يعقوب، التي توجد ضواحي مدينة فاس، وهي حامة شهيرة مغربيا وعالميا كونها مقصد كل من يعاني من الأمراض الجلدية.
من خلال هذا العمل يؤكد عهد بنسودة على الوفاء للخط الفني والفكري الذي اختطه لنفسه، منذ بداياته في الإخراج السينمائي والتلفزي، اي خط الإنتصار للتراث والإشتغال الجاد على كل ما هو مغربي أصيل، برؤية تفهم وتعي معنى الإبداع للتلفزيون.
شكرا للتلاثي منصف القادري كاتبا والمفتاحي منتجا وعهد مخرجا، ومعهم كل الأسماء الفنية والتقنية المشاركة بشكل من الأشكال، هذا دون نسيان مدينة مولاي إدريس، فاس العالمة، التي منحت بكل سخاء فضاءاتها المضخمة بالزليج البلدي، والنقوش البهية، والألبسة المغربية الأصيلة، والروح الغامرة لساكنة منتصرة تاريخيا للمعرفة وكل ما هو جميل.