وقّعت فرقة مسرح الحال يومي السبت والجمعة 3 و 4 فبراير 2023، على عرضين ماتعين، لمسرحيتها الكوميدية الاجتماعية "حفيد مبروك"، وذلك بكل من سيدي رحال القلعة، وآيت أورير بإقليم الحوز، وهي من تأليف الفنان الكبير الراحل عزيز موهوب، وإخراج الفنان عبد الكبير الركاكنة.
ويندرج تقديم العرضين الفكاهيين في إطار جولة وطنية لفرقة مسرح الحالي، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وبشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس وبتعاون مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة مراكش آسفي والمركب السوسيو ـ ثقاقي أبي القناديل.
العرض الثاني لمسرحية "حفيد مبروك" قدم يوم السبت 4 فبراير 2023 بقاعة دار الثقافة بمدينة سيدي رحال ـ القلعة، حيث عرف متابعة كبيرة من قبل الجمهور، الذي حج بكثافة رغم برودة الطقس، معبرا عن سعادته الغامرة بالاستمتاع بهذا العرض الفكاهي والممتع. اما العرض الأول لنفس المسرحية، فقدم بمناسبة افتتاح المركز الثقافي لمدينة أيت أورير، كمعلمة ثقافية وفنية كبيرة في المنطقة، فقد عرف هو الآخر تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور الغفير، الذي وجد في هذه المسرحية دفئا وحميمية قل نظيرها.
وقد امتلأت قاعة مسرح المركز الثقافي الذي يضم أزيد من 770 مقعد عن آخره، بحضور عدد من ممثلي المؤسسات المنتخبة والإدارة الترابية وفعاليات ثقافية وفنية وجمعوية، ما يبرز تعطش الجمهور للمسرح في هذه المدينة والمناطق المجاورة.
في سياق متصل أكد مخرج المسرحية الفنان عبد الكبير الركاكنة في تصريح "أن هذا العرض قد أبرز قيمة المسرح، ودوره في التواصل وزرع ورود الفرجة والمتعة في نفوس الجمهور، سواء في أيت أورير آو سيدي رحال" واعتبر في تصريحه بأن "الجمهور له ذوقه المحترم، حيث صفق كثيرا عند نهاية العرض، ووقف احتراما للفرقة وتقديرا لفقيد المسرح المغربي الفنان عزيز موهوب."
وقال في مخرج العرض المسرحي "أن الجمهور في هذين العرضين الممتعين، عاش أمسية فنية رائعة لا تنسى، وكان مثالا للجمهور العاشق للمسرح والمحب للفنون، وهو ما أسعد الفرقة، وحفزها على مواصلة عملها لتقديم الأحسن والأجمل".
وأثنى الركاكنة على كل الداعمين والشركاء، وعلى الجمهور، الذي فاق التوقعات، مندهشا من التجاوب الكبير مع المسرحية، التي تقدم بالفعل مشاهد حية من الواقع، وذلك في قالب فكاهي عائلي، محبوب، وهو ما أسعد الجمهور بشكل كبير.
مسرحية "حفيد مبروك" عرضت، إهداء وتكريما لروح الفقيد الفنان الكبير عزيز موهوب، وهي من تشخيص، عبد الكبير الركاكنة، وبوشعيب العمراني، وكنزة فريدو، ثم هند ضافر إلى جانب خالد المغاري، ومريم الركاكنة، ونوفل حمامي، ثم خالد الركاكنة.
وتحكي المسرحية، التي أبدع سينوغرافيتها عبد الصمد الكوكبي، قصة عن مسار شخصية بورجوازية "علي بوشفرة" الذي يريد أن يشتري كل شيء بالمال، فأصبح يخطط لمسار حياة ابنه سعيد لكي يصبح دكتورا رغما عنه، وينفذ جميع مخططاته أخ زوجته الطاهر(الصهر).
سعيد الإبن الوحيد، فشل في الدراسة و "يقيم الليل"، ورغم ذلك يحمل لقب دكتور التي أهداها له العربي الفقير والمتعلم الذي درس واجتاز جميع الامتحانات بالنيابة عن سعيد في بلاد الغربة فرنسا بأموال "علي بوشفرة"، الذي كان همه الوحيد هو (اسم سعيد يسبقها لقب دكتور) ويزوجه بابنة إحدى الشخصيات البارزة لكي ينضما إلى المجتمعات الراقية. ولكن بحضور "كلارا" زوجة العربي وابنها الحامل للجنسية الفرنسية التي هي في الأصل زوجة سعيد قانونا وشرعا بالوثائق الرسمية دون علمه، يصبح "علي بوشفرة" جدّا، فتتعقد الأحداث وتنكشف الخطة وينقلب السحر على الساحر.