الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الالاه حبيبي: حتى لا يوصف الطب بالكبرياء...

عبد الالاه حبيبي: حتى لا يوصف الطب بالكبرياء... عبد الالاه حبيبي
أمقت كبرياء بعض الأطباء أو حتى بعض الطبيبات حين يقف المريض المسن بين أيديهم، نظراتهم توحي بالتعالي، وبعض حركات أجسادهم  يشوبها الحذر والتأفف وكأنهم يملكون سر الحياة أو إكسير الموت، مفتونين أو مفتونات بألقابهم، لا يرون في المريض المسن الحكمة والتجربة والبقاء على قيد الحياة حتى هذا العمر دون حاجة لنصائحهم أو أدويتهم، بل فقط لأنه كان يعمل بصدق وينهض بمهامه مهما كان مريضا أو حزينا أو حتى في حالة حداد، ولعل هذا سبب حفاظه على صحته حتى بعد تقاعده وشروعه في زياراته الأولى لهذه الكائنات الغريبة عن كينونة الإنسانية السليمة وعن مفاهيمها المؤسسة من محبة ودفء وتواصل صادق، ورأفة بالجسد المتضور ألما، بتقبيل جباه الذين  قضوا زهرة أعمارهم بين المسؤوليات الأسرية والأبوية والمجتمعية حتى اضمحلت ملامحهم وطار عنهم سحر الشباب واستحالوا أجسادا يقرضها الموت في سرية تامة...
 لن يشفى مريض في حضن مشفى يقيم فيه طبيب لا يملك شعرية الحياة والموت وهي تتراقص في أجساد تحكمها بلاغة هذا الجدل الفريد...