الاثنين 22 ديسمبر 2025
كتاب الرأي

جواد مامون: تجديد شامل لمركز إشعاع ليصبح مركز إشعاع للدراسات الاستراتيجية والأمنية وتحليل الأزمات

جواد مامون:  تجديد شامل لمركز إشعاع ليصبح مركز إشعاع للدراسات الاستراتيجية والأمنية وتحليل الأزمات جواد مامون
شهد مقر دار الشباب الوفاق بتمارة، يوم السبت 20 دجنبر 2025، انعقاد الجمع العام الاستثنائي لمركز إشعاع للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، في خطوة تحولية تهدف إلى إعادة هيكلة المركز وتوسيع نطاق عمله لمواكبة التحديات الإقليمية والدولية المعقدة.
 
تحول نوعي في المهام والاسم
في بداية الاجتماع، أقر الأعضاء بالإجماع تغيير الاسم الاستراتيجي للمركز ليصبح "مركز إشعاع للدراسات الاستراتيجية والأمنية وتحليل الأزمات". يعكس هذا التحول توجه المركز نحو تعميق مقاربته للقضايا الأمنية المعاصرة وتحليل الأزمات وإدارتها، إلى جانب دراساته الاستراتيجية التقليدية، مما يجعله مركز تفكير أكثر شمولية وتخصصا.
 
هيكلة تنفيذية جديدة وأقطاب بحثية
تم خلال الجمع العام انتخاب المكتب التنفيذي الجديد، حيث أعيد انتخاب محمد الكيحل رئيسا للمركز، مع انتخاب عبد الغني السرار نائبا للرئيس، وكريمة بلش كاتبة عامة. وشهدت التشكيلة ضخ دماء جديدة من الكفاءات الأكاديمية والباحثين المتخصصين في المناصب القيادية.
في هذا السياق، أوضح د.جواد مامون، باحث في القانون العام والعلوم السياسية، "أنه لتفعيل الإنتاج الفكري المنظم، أحدث المركز مجموعة من "الأقطاب البحثية" المتخصصة التي تغطي مجالات دقيقة، وتم تعيين رؤساء لها. وتشمل هذه الأقطاب مجالات حيوية مثل: الرصد الجيواستراتيجي، الدبلوماسية الموازية، الدراسات الدستورية، السياسات الأمنية وإدارة الأزمات، الدراسات المجتمعية، قضايا النوع الاجتماعي والعدالة، الفضاء الأطلسي والساحل، العلوم الجنائية، البيئة والهجرة، إضافة إلى قطب متميز مخصص للدراسات التربوية والرقمنة والذكاء الاصطناعي".
كما حرص المركز على ترسيخ حضوره المحلي، فتم تعيين منسقين له في عدة جهات بالمملكة، تشمل جهات الداخلة – وادي الذهب، العيون – الساقية الحمراء، كلميم – واد نون، الشرق، طنجة – تطوان – الحسيمة، والرباط – سلا – القنيطرة، على أن يتم استكمال تعيين منسقي بقية الجهات لاحقا.
 
رؤية استشرافية وبرنامج عمل طموح
يؤكد المركز على طابعه كـمركز أبحاث أكاديمي مستقل، يهدف إلى جمع الكفاءات العلمية متعددة التخصصات. وجاء في بيان للمركز أن عملية التجديد هذه تستجيب "للحظة تاريخية تستوجب إعادة الاعتبار لدور مراكز الفكر والأبحاث الوطنية"، ساعياً لأن يكون رافدا علميا يساهم في إغناء المشهد الفكري بالمملكة.
ومن أبرز أولويات المرحلة المقبلة، وضع برنامج عمل مفصّل لعام 2026، وإطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للمركز بشكل كامل ومحدث بلغات ثلاث (العربية، الإنجليزية، الفرنسية) مع مطلع شهر يناير 2026.
 
إسهام في الدفاع عن الثوابت الوطنية
لا يختصر المركز رسالته في النتاج الأكاديمي المجرد، بل يطمح إلى لعب دور فاعل في "الدبلوماسية الأكاديمية" كأحد أركان الدبلوماسية الموازية. واختتم البيان بتأكيد المساهمة في الدفاع عن القضايا الاستراتيجية العليا للمملكة، وفي صدارتها قضية الوحدة الترابية، وذلك انسجاما مع التوجيهات الملكية للملك محمد السادس، ومن خلال تقديم قراءات تحليلية رصينة تساهم في تنوير الرأي العام وخدمة متخذ القرار.
ويتوقع المراقبون أن تؤدي هذه النقلة التنظيمية والموضوعاتية إلى تعزيز دور المركز كفاعل رئيسي في حقل الدراسات الاستراتيجية، قادر على تقديم التحليلات العلمية والبدائل السياسية في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة.
جواد مامون، باحث في القانون والعلوم السياسية