الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: محمد مصطفى الإبراهيمي ... ستذهب بعيدا فوق التراب

عبد السلام المساوي: محمد مصطفى الإبراهيمي ... ستذهب بعيدا فوق التراب عبد السلام المساوي
لقد حدث ما كان حتما سيحدث... وما كان مأمولا أن يتأخر حدوثه... حدث أن جسد محمد مصطفى الإبراهيمي افرغ آخر ما استطاع من نفس، ليسلم انفاس الإنسان العزيز لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل، تولد الشمس في مستقبل التاريخ ...

اليوم وأنت ترحل، نتذكر ونذكر، أنك مناضل إتحادي صادق ووفي، كفاءة أكاديمية، مناضل حقوقي وسياسي، منتخب نزيه، إنك إتحادي خدمت الدار البيضاء وخدمت الوطن .... منك تعلمنا معنى ان تكون مناضلا ...أن تكون إتحاديا ...وتعلمنا أن مبدأ الانتماء الى الوطن يبدأ من الانتماء إلى الحزب والمؤسسة ...لما أبنك أخونا إبراهيم الراشدي تعلمنا معنى الحب والصدق والوفاء...
كنت مناضلا في تأجيج التطلع الى وطن مغاير ...كنت  حياة مفعمة بجدل الحياة، لا تكل في سعيها لتوليد الفرح ...حياة مستعرة بالحياة...

وأنت اليوم لم تفعل إلا أن تحلق الى مثواك في البراري المزهرة لذاكرة الوطن، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثالك من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات ...ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه...

محمد مصطفى الإبراهيمي ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا...
محمد مصطفى الإبراهيمي... سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة وطنية ومواطنة ... لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب ...

محمد مصطفى الإبراهيمي....ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه...
محمد مصطفى الإبراهيمي...كنت معنا دوما وستظل معنا دائما....
كنت معنا دومًا وستظل معنا دائمًا. 
لن نتركك تغادر، فأنت في بؤرة وجودنا. 
لا أريد أن أتذكر،
لأنني لا أريد أن أنسى
ولا أريد أن أنسى
لأن الوجود أبقى
حتى في الغياب
محمد مصطفى الإبراهيمي صنو وجود متعدد 
وجود في الأعماق
وجود في الأماكن
وجود في الساحات
الضيقة والفسيحة
محمد مصطفى الإبراهيمي المبادرات التي كثيرًا ما أثارت فضول تساؤلات عميقة
هو وحده يملك كيمياء الربط بين الواقع
 كما يراه
كما يتمناه
كما يعمل من أجله
بكل قواه
وبين جراح الأتحاديات، ودموع الإتحاديين  
الكثيرة في لحظات 
الفراق والرحيل
لن أقول وداعًا محمد مصطفى الإبراهيمي
لأنك لا تودع 
عائلة الإتحاد  لا تودع
أسرتك  لا تودع
أنت ترحب دومًا 
أنت لا تودع أبدًا
أنت باق هنا محمد مصطفى الإبراهيمي
أنت في بؤرة وجودنا
جميعًا
في قلب كل مناضل
في قلب كل صديق
وفي قلب كل حبيب 
في قلب كل العائلة الإتحادية 
أنت محمد مصطفى الإبراهيمي
كبيرًا
كما كنت كبيرًا
شهما كما كنت
مخلصًا كما كنت 
ولم تبرح
أنت هنا 
أنت هنا