الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الدرويش في لقاء مع الوزير الميراوي: لنشدد على ضرورة جعل التعليم العالي قاطرة للتنمية

الدرويش في لقاء مع الوزير الميراوي: لنشدد على ضرورة جعل التعليم العالي قاطرة للتنمية جانب من اللقاء

عقد وزير التعليم العالي عبد اللطيف الميراوي اجتماعاً مساء يوم الاثنين 30 ماي 2022، مع  المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين  ممثلًا برئيسه محمد الدرويش ونواب الرئيس؛ فؤاد عمور وبنيونس المرزوقي ومعروف البكاي ومحمد السيدي و إحسان المسكيني .

في بداية الاجتماع نوه الوزير بالمبادرات المدنية مذكرًا بالصدى الجيد والطيب الذي تركته ندوة "الواحات والتحولات المجتمعية" بمدينة الريصاني، والتي شارك في افتتاحها، مؤكدًا على أهمية هاته المبادرة توقيتًا، وموضوعاً، ومكانًا، ومشاركين من مؤسسات وأساتذة باحثين وطلاب، مرحبًا بالمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين في هذا الاجتماع .

وتناول الكلمة محمد الدرويش، رئيس المرصد، بتقديم الشكر للوزير على تجاوبه مع المجتمع المدني،  ومتابعته لأنشطته، ولعقد هذا اللقاء الذي تأجل ثلاث مرات لأسباب موضوعية، ثم قدم الأعضاء الحاضرين، والمعتذرين بأسمائهم، ومهامهم، وتخصصاتهم، كما قدم نبذة عن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، وسياق تأسيسه باعتباره أول مرصد مدني يعنى بقضايا المنظومة من الأولي إلى العالي في تاريخ المغرب التربوي، مؤكدًا على أنه تنظيم مدني مستقل، ليس بنقابة، وأنه يشتغل في إطار ظهير الحريات العامة لسنة 1958 كما تم تتميمه، وتعديله ، ويستند في عمله  إلى مبادئ الموضوعية، والحرفية، والحياد في رصد قضايا المنظومة، كما ذكر بمبادراته الفكرية والتقارير التي أصدرها حول مجموعة من القضايا التربوية، و كذا الوساطة التي قام بها  بخصوص مجموعة من الملفات، سواء في التربية الوطنية أم التعليم العالي أم التكوين المهني...

وكان هذا اللقاء فرصة للطرفين  لتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني بخصوص واقع وآفاق منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والإصلاحات المرتقبة منهجيةً ومبادئ عامة، وما سجله المرصد من تفاوت ملحوظ بين خطاب الوزير في موضوع المناظرات الجهوية و بين تفعيل ذلك من قبل مجموعة من رؤساء الجامعات ، إذ سجل المرصد الوطني غياب إشراك المكونات الجامعية في عمليات التهييء والإنجاز لهاته المناظرات، بل عدم إشراك حتى مجموعة من مسؤولي المؤسسات الجامعية، وسن سياسة الانفتاح المغلق على الفعاليات في جهاتها، كما تمت الإشارة الى ما تعيشه مجموعة من الجامعات و المؤسسات من اختلالات إما في التدبير وإما في خرق سافر للقوانين المنظمة للتعليم العالي، وإما بإخلال مجموعة من مسؤوليها بالمهام المنوطة بهم في علاقاتهم مع الطلاب والإداريين والأساتذة وبعض المسؤولين في ما بينهم، مما يؤثر سلبًا على المردودية الداخلية والخارجية لهاته المؤسسات، إضافة إلى ما يروج من ملفات -رغم قلتها- في المحاكم.

وسجل اللقاء تطابق الرؤى في مجموعة من القضايا منها العدول عن مشروع نظام الباشلور الذي وإن كان مشروعًا واعداً إلا ان ظروف انطلاقه في شتنبر الماضي لم تكن جيدة في غياب الإمكانات البشرية والمادية والتشريعية، كما أن الكليات المتعددة التخصصات مشروع بلغ مداه وأسباب إنشائه قبل عشر سنوات من اليوم، فكان لا بد من قرار إيقاف إنشائها مع التفكير في مؤسسات تساير منطق الجهوية ويلائم التكوين والبحث بها مقتضيات زمن ما بعد كورونا، وأهمية إيلاء الموارد البشرية عناية خاصة بتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي .

وفي كلمته أكد الوزير على عزمه ورغبته بتعاون مع كل الفاعلين في إرجاع الجامعة المغربية للمكانة التي كانت تحتلها، والأدوار الأساس للجامعة العمومية من حيث التكوين والبحث الرصينين، حتى نتمكن أولاً من جعل التعليم العالي والبحث العلمي قاطرة حقيقية للتنمية، وثانياً لسد الخصاص المهول الذي نسجله اليوم في كل الجامعات المغربية بسبب الأعداد الهائلة من الأساتذة الذين يتقاعدون سنويًا، وسيصل الأمر إلى مغادرة أكثر من ثلثهم؛ مشروع إصلاح شامل وشمولي يهم كل قضايا المنظومة ومكوناتها الثلاث الطالب والأستاذ والإداري...

وفي ختام اللقاء جدد محمد الدرويش التأكيد على ضرورة العمل الجماعي من أجل جعل التعليم العالي والبحث العلمي قاطرة حقيقية وفعلية للتنمية بأبعادها المجالية والمجتمعية، ومدخل ذلك هو الاهتمام بالموارد البشرية مع احترام القوانين المنظمة للتعليم العالي...