احتضن مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبية، التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بتعاون مع شعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان، يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 على الساعة 11 صباحا بمقر المركز، محاضرة بعنوان: "تحديد الألفاظ العربية في اللغة الإسبانية والتعابير ذات الأصل العربي"، قدمتها الباحثة روثيو يورينطي، طالبة الدكتوراه بجامعة بابلو دي أولابيدي في إشبيلية
.

حنان المجدوبي، روثيو يورينطي (يسارا)
افتتحت المحاضرة بكلمة ألقتها رئيسة شعبة اللغات والثقافة والتواصل، الدكتورة حنان المجدوبي، بحيث استهلت كلمتها بتقديم الباحثة روثيو يورينطي للحضور، واصفة إياها بأنها باحثة جادة درست في أعرق جامعات إشبيلية، وتعلمت اللغة العربية، وتحفظ بعض الأجزاء من القرآن الكريم، وتبدي اهتماما كبيرا بالإسلام.
وأوضحت الدكتورة المجدوبي أن الباحثة ستناقش أطروحتها حول موضوع ترجمة بعض التعابير في رواية نجيب محفوظ "زقاق المدق"، مشيرة إلى أن وجودها في تطوان يأتي في إطار استفادتها من برنامج إيراسموس، وأن شعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين تحتضنها لمدة شهر كامل.

جانب من الحضور
وفي مداخلتها، تناولت الباحثة روثيو يورينطي، تطور الألفاظ والتعابير ذات الأصل العربي في اللغة الإسبانية، موضحة أن هذا التطور ارتبط ارتباطا وثيقا بالسياقين التاريخي والاجتماعي. كما أوضحت الباحثة أن السياق اللغوي في الأندلس اتسم بتعدد لافت للغات واللهجات.
وأشارت الباحثة إلى أن المعجم الإسباني يضم نحو أربعة آلاف كلمة من أصل عربي، أي ما يعادل 8٪ من مفرداته. بحيث تندرج أغلب هذه الألفاظ ضمن مجالات الزراعة والبستنة والتغذية. كما بينت أن معظم الأسماء الجغرافية ذات الأصل العربي تتركز في جنوب إسبانيا، وهذا راجع – حسب قولها - إلى الوجود العربي وهيمنته على تلك المنطقة لفترة طويلة.
وللإشارة، فالمحاضرة اتسمت بالتفاعل المثمر بين الباحثة والحضور، حيث أتيحت الفرصة للحضور إعمال مهاراتهم في الاستنتاج والتمييز بين الكلمات الإسبانية ذات الأصل العربي في مجالات متعددة، من بينها: الزراعة، والتغذية، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والتجارة، والاقتصاد، والعمل، وصناعة النسيج. فضلا عن الأسماء الجغرافية، وميادين العلوم والطب والأمراض، إلى جانب مجالات الترفيه والجمال والموسيقى والألعاب.
ومما يلفت الانتباه أن المحاضرة عرفت حضورا نوعيا من الأساتذة والباحثين والطلبة، الذين قدموا مداخلات رصينة أسهمت في إغناء النقاش وإثراء الحوار، مما فتح آفاقا جديدة للبحث والتساؤل.
وفي ختام اللقاء، توجهت رئيسة شعبة اللغات والثقافة والتواصل، الدكتورة حنان المجدوبي، والباحثة الإسبانية روثيو يورينطي ، بخالص الشكر والعرفان إلى الحضور على تفاعلهم البناء ومساهماتهم القيّمة، قبل أن تتسلم كل منهما شهادة التقدير.
إلياس التاغي، منسق نادي اللغات والتواصل الحضاري، التابع لشعبة اللغات والثقافة والتواصل بكلية أصول الدين بتطوان.

