لم تعد قضية الصحراء المغربية مجرد ملف دبلوماسي أو ورقة تفاوضية على طاولة المنتظم الدولي، بل غدت رمزا للوحدة الوطنية ومرآة تعكس إرادة المغاربة في الدفاع عن أرضهم وصون سيادتهم، وفي الوقت نفسه في بناء وطن يتسع للجميع، من طنجة إلى الكويرة، وطنٍ يسير بخطى ثابتة نحو المستقبل.
مغرب يسير بسرعة واحدة ، لقد أثبت المغرب، عبر التزامه بالحلول السلمية ومبادراته الجريئة ، أن الدفاع عن الوحدة الترابية لا ينفصل عن مشروع وطني شامل يروم بناء مؤسسات قوية، واقتصاد متوازن، ومجتمع متماسك. فالقضية الوطنية الأولى كانت دائمًا مدرسة في الوطنية، ومصدر إلهام للإصلاح والتجديد، ومحركا لكل التحولات الكبرى التي عرفتها البلاد في العقود الأخيرة.
إن المرحلة الراهنة تفرض علينا أن نجعل من الانتصارات الدبلوماسية والسياسية التي حققها المغرب في ملف الصحراء قاعدة صلبة لانطلاقة جديدة، يكون محورها الإنسان المغربي، وتنميته، وتمكينه من مقومات الكرامة والمواطنة الفاعلة. فالمغرب الذي وحّد أرضه بروح المسؤولية والعقلانية، مدعو اليوم إلى أن يوحّد طاقاته وجهوده لبناء دولة المؤسسات، والعدالة الاجتماعية، والحداثة الديمقراطية.
لقد حان الوقت لنعبر من الدفاع إلى البناء، ومن التثبيت إلى الإبداع. مغرب الغد يجب أن يكون مغرب المبادرة والمعرفة والابتكار؛ مغرب يضع الشباب في صدارة التحول، ويجعل من الجهوية المتقدمة أداة لتوزيع الثروة وتكريس العدالة المجالية، ومن الإصلاح السياسي والإداري ركيزة لترسيخ الثقة بين المواطن والدولة.
إن الصحراء المغربية ليست فقط قضية وطنية مقدسة، بل هي عنوان لمغرب جديد يؤمن بأن السيادة لا تحافظ عليها بالشعارات، بل تترجم إلى مؤسسات قوية، وعدالة ناجزة، وتنمية شاملة تلامس حياة الناس في كل ربوع الوطن.
فلنجعل من هذا الملف، الذي جمع المغاربة حول قضية واحدة، نقطة انطلاق لمشروع وطني متجدد، يقوم على قيم المواطنة والمسؤولية والشفافية، ويؤسس لمغربٍ عصري، تقدّمي، مؤسساتي، متجذر في تاريخه، منفتح على مستقبله، واثق في قدراته، ماض بخطى ثابتة نحو الريادة في محيطه الإقليمي.
كل الأمل في طي صفحات الأنين والإحتجاج، أملنا في وطن يتسع لكل المواطنين، وكل الأمل في مسؤولين في مستوى التطلعات..
كل الأمل في طي صفحات الأنين والإحتجاج، أملنا في وطن يتسع لكل المواطنين، وكل الأمل في مسؤولين في مستوى التطلعات..
أعدوا العدة واشحذوا الهمم لم يتبق من أشواط الصحراء إلا الوقت الميت وسيعلن الحكم صافرة النهاية بفوز المغاربة وبالعلامة الكبرى .
لتكن احتفالات حقيقية وليست مبتورة ،
دعونا نتنفس هواء مغرب جديد ، مغرب الحرية والعدالة والكرامة .
لتكن احتفالات حقيقية وليست مبتورة ،
دعونا نتنفس هواء مغرب جديد ، مغرب الحرية والعدالة والكرامة .

