الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

البدالي صافي الدين: حكومة أخنوش بين غضب أهلها وسخط الشارع

البدالي صافي الدين: حكومة أخنوش بين غضب أهلها وسخط الشارع البدالي صافي الدين
تعيش أحزاب الأغلبية المشكلة للحكومة على صفيح ساخن بظهور حركات تصحيحية داخلها، بعد فشل الحكومة في إنقاذ البلاد من بوادر احتقان اجتماعي قد يؤدي الى أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية، أزمة مجهولة العواقب.
لكن هذه الحركات التي أصبحت تطالب بتصحيح الوضع سواء من داخل حزب الأصالة والمعاصرة أو من داخل حزب الاستقلال ليس لها بديل تطرحه من أجل الخروج من عنق الزجاجة الذي أصبحت توجد فيه البلاد بفعل سياسة الهروب الى الأمام للحكومة ومحاولة تضليل الرأي العام والخوف من الحقيقة.
إن هذه الأصوات إنما تتحرك لأنها أصبحت في موقف جد حرج أمام الشعب خاصة وأن العجز الحكومي أصبح جليا فيما يخص التحكم في الأسعار التي تزداد اشتعالا وتتسبب في تراجع القدرة الشرائية، تراجع غير مسبوق، للمواطنين والمواطنات، وتشعل الغضب الشعبي، لأن هذه حكومة أخنوش، لم تكن لها أية استراتيجية تجعلها تكون في مستوى اللحظة، وهو ما جعل أصواتا من داخل أحزاب الأغلبية تدعو إلى الخروج منها على إثر فشلها الذريع في تدبير الشأن العام وتدبير الإدارة المالية لميزانية الدولة. إنها أصوات أهلها المنددة بفشلها، إنها لم تستطع ان تتجاوز سياسة التدبير للشأن العام المبنية على الأساليب التقليدية والآليات العتيقة في البحث وفي التفكير وفي التعاطي مع الواقع بسياسة الواقع لا بسياسة الهروب إلى الأمام.
فهي لم تتمكن من الحد من ارتفاع الأسعار وعلى رأسها أسعار المحروقات خوفا على مصالح أعضائها وفي مقدمتهم رئيسها، ولم تتمكن من التصدي للفساد لأنها حكومة جاءت لترعى الفساد من خلال حماية المفسدين وقد كشف الوزير وهبي عن كلمة السر في ذلك من خلال تصريحاته ضد المجتمع المدني وجمعيات حماية المال العام.
إن حكومة أخنوش لم يصبح لها وزن سياسي أمام الشعب المغربي الذي كان على موعد يوم الأحد 29 ماي2022 بالدار البيضاء في مسيرة حاشدة دعت إليها الجبهة الاجتماعية، هذه المسيرة التي أزعجت الحكومة فلجأت إلى أسلوب المنع وإلى التهديد والوعيد كعادة الأنظمة المستبدة. بل حتى الوقفة التي التام حولها المحتجون من جميع الأطياف السياسية والجمعوية والنقابية والثقافية؛ بعد منع المسيرة عرفت الحصار والتضييق في مشهد درامي يعكس الصراع الاجتماعي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وضد الغلاء وضد الفقر وضد الفساد ونهب المال العام.
لم تستطع الحكومة محاصرة أصوات الجماهير المدوية من درب عمار بالدار البيضاء، فهي أصوات لا تتحكم فيها الحواجز البوليسية ولا الرقابة فملأت سماء العالم وهو ما كانت تخاف منه الحكومة وقد سقطت فيه.
لقد أصبحت الحكومة تخاف من صوت الشعب المزلزل لبرجها عن بعد أو عن قرب وسيستمر صوته مدويا حتى تتحقق ارادة الجماهير الشعبية.