الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد صلحيوي: بلاغ رئاسة المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم حاقد وكيدي... 

محمد صلحيوي: بلاغ رئاسة المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم حاقد وكيدي...  محمد صلحيوي
آثرت أن لا أكتب وأن لا أصرح بأي كلمة حول المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم، وانتظرت صدور بلاغ رئاسة المؤتمر، ذلك، لقياس منسوب الوعي الجماعي الذي من المفروض أنه يجمعنا داخل النقابة الوطنية للتعليم.وتحوطاً من أي تسرع في قراءته، أخذت مسافة عن لحظة القراءة الأولى؛ فبالعودة الثانية والثالثة إلى نص البلاغ،  إتضح بصدده مايلي:
1-إنه بلاغ حاقد.
البلاغ مذيل بتاريخ 22-05 -2022،وهذا يعني أن لجنة الرئاسة لم تكن محتاجة لبعض الوقت لترتيب أمر خلاصاتهامن المؤتمر، ولو إنتظاراً لوصول أغلب المؤتمرات والمؤتمرينإلى منازلهم، فالامر كان محسوماً ومقضياًلديها، وهو،.الإنقلاب الكلى على كل ماقيل في وثائق المؤتمر من حداثة و عقلانية وتنوع واختلاف  وكفاحية،ونزعت الرئاسة في بلاغها ، وبسرعة البرق معطف النقابة، ولبست معطف فيدرالية اليسار،وترسل إلى الحزب الإشتراكي ألموحد كلمات مشحونة بحقد غير مسبوق، "فالنجاح الباهر"وتثبيت أن"النقابة تسع للجميع مرتبطة بأسس التأسيس الكونفدرالي"ومعناه الدقيق:إن النقابة إتحادية ماضياً،ولفدرالية اليسار حالياً.فالنجاح الباهر تحقق بانسحاب مؤتمري ومؤتمرات الحزب الإشتراكي ألموحد من المؤتمر،وبهذا قالت لنا لجنة الرئاسة "إذهبوا غير مأسوف عليكم"؛فهل رإيتم في الدنيا تنظيماً يحتفي بخروج فصيل أساسي من المؤتمر مضطراً لا مختاراً؟؟. 
ولأننا كنا على يقين أن الفيدرالية أقرت أمر إقصائنا،بكل الطرق والوسائل،فقد حرصنا بشكل صارم على التحديد الدقيق لكلمات إعلان إنسحابنا،وهي ثلاث جمل قصيرة واضحة وغير قابلة لإي تأويل:
-متشبثون بالنقابة. 
-إنسحابنا من أشغال المؤتمر. 
-لسنامعنيين بالأجهزة الوطنية. 
وجاء بلاغ لجنة الرئاسة،والتي من المفروض أنها تمثل المؤتمر وبكل المؤتمرين وبكل اختلافاتهم واتفاقاتهم،بمن فيهم المنسحبون من المؤتمر؛ جاء البلاغ ليدفع قرار محدود في الزمان والمكان، لفصيل تاريخي داخل النقابة في اتجاه الإحتمالات. 
بكلمة واحدة:بلاغ لجنة الرئاسة لم يصغ في خيمة المؤتمر النقابي، بل صيغ في كابينة الفيدرالية وبحقد واضح. 
2-إنه بلاغ كيدي.
إتضح لمؤتمري ومؤتمرات الحزب الإشتراكي ألموحد،وقبل إنطلاق الأشغال الرسمية للمؤتمر، المنحى الكيدي لعقلية القيادة المتنفذة للأسف، وبدءً من آخر جلسة للمجلس الوطني السابق،ومع ذلك، إرتأت قيادة الحزب،وبحضورها الوازن،تبليغ المؤتمر وفي شخص الكاتب العام السابق،الأخ عبد الغني الراقي رسالة واضحة ودقيقة،هي:إننا في مؤتمر نقابي وطني للنقابة الوطنية للتعليم،ولسنا في مؤتمر حزبي؛وعبرت الدكتورة نبيلة منيب عن هذا الموقف/الرسالة باللغة و بالصورة وبالتواصل مع الجميع،للأسف،كانت قراءة المتنفذين في النقابةللرسالة والموقف قراءة عكسية وكيدية، إذ انطلقوا وباندفاع غريب في الجلسة العامة الثانية المنطلقة وسط الليل،لفرض الإقصاء بالجملة والتفصيل وبأسلوب كيدي؛الإقصاء من اللجان، وأدعاء أننا إنسحبنا من عضوية لجنة الرئاسة؛ونحن قدمنا الرفيق جمال العسري الكدشي حتى النخاع؛ و المسطرة تقول عرض مقترح المكتب الوطني للرئاسة على المؤتمر، فإن رفضها كلياً أوجزئياً بعد نقاشها تسحب اللائحة كاملة ويعد المكتب الوطني مقترحاً ثانياً،وهو الوضع السليم،مع العلم أن رفاقي ألزموني بأن أكون مرناً في آخر اجتماع للمكتب الوطني، الذي أقر تكليف الأخ الكاتب العام بتدبير مسألة مكونات اللجان بالتشاور مع الجميع،القرار الذي تفاعلت معه إيجاباً، لنكتشف في الواقع العملي أن الممارسة كيديةفالنقابة التي نددت بكل السلوكات و الممارسات الكيديةلجهات أخرى،لم تتورع قيادتها في ممارسته مع فصيل مناضل داخلها. 
سبق أن اقترحت داخل المكتب الوطني أن ينتخب المؤتمر 50% من أعضاء المجلس الوطني وبشكل مباشر، لم يأبه أحد بالمقترح، ليتم الإصرار على لائحة إضافية بالمحاصصة والكولسة والتعيين، وإغراقها بإخوان لم يعد لهم ما يقدموا للنقابة؛وفي هذه مارسوا قمة الكيد في قرائتهم لخريطة المؤتمر،وهو ما رفضناه؛وجاءبلاغ لجنة الرئاسة ليرسم العقل الكيدي.. 
3-إنه بلاغ التنافي مع البيان العام.
في هذه الفقرة أترك البيان العام للمؤتمر يتكلم،ومماجاء فيه:
<وإجهاض أشكال الحَراك والممانعة التي شكلت امتدادا للمسار النضالي والكفاحي للشعب المغربي والقوى التواقة للحرية والديموقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة. وفي هذا السياق نستحضر حَراك 20 فبراير  وحراك الريف وجرادة وزاكورة وأوطاط الحاج، وكل أشكال الاحتجاج السلمي، والتي واجهتها الدولة، في إطار الردة الحقوقية، بقمع الاحتجاجات ومنعها، واللجوء إلى الاعتقالات والمحاكمات التي طالت المناضلين والصحفيين والمدونين، والأساتذة...، وهو ما يؤكد استمرار الدولة في نهجها السلطوي، ووأد كل محاولات التغيير بالاعتماد على التدجين، والاحتواء، والرشاوي، والريع، والقمع المادي والرمزي، وضرب الحريات النقابية، واغتيال العقل، وتسويق الرداءة والتفاهة>.أليس هذا ماطرحناه في الفيدرالية، وأكدنا أننا في ظرفية جديدة ونوعية،ظرفية(2041-2021)اليس هذا هو الخلاف الجوهري داخل الفيدرالية والذي أدى إلى انشطارها؟أليس استيعاب دروس الحراك الشعبي ومختلف الديناميات هو أساس يسار التغيير؟. ألم نواجه بعداء للحراك ومعتقليه؟. هاهو مؤتمر النقابة الوطنية للتعليم ينصف الحزب الإشتراكي ألموحد ويتبنى أطروحته التي دأبت الرفيقة الأمينة العامة للحزب الرفيقة نبيلة منيب تدافع عنه وتوضحه؟ 
يؤكد البيان على"نظام أساسي موحد(بفتح الحاء)وموحد(بكسر الحاء)أليس هذا مادأبت والحزب الإشتراكي ألموحد على طرحه عوض اللغة الفضفضة، وقوبل رأينا بالرفض وجاء المؤتمر لينصفنا؟. 
بالإضافة إلى الموقف من الأمازيغية لغة وثقافة،وهي العبارة التي شدد عليها البيان. إضافة لكون البيان العام أبعد لغة ومنطق"الإنحباس و الإحتقان" واقترب كثيراً من تشخيص الوضع الوطني الذي يقدمه الحزب الإشتراكي ألموحد. 
لقد أصبحنا أمام معادلة غريبة وعجيبة:المؤتمر ينصفنا نسبياً، والقيادة المتنفذة تقصينا. 
فماذا ستفعل لجنة الرئاسة والمكتب الوطني القادم: هل تلتزم ببيان المؤتمر وتعمل على تغيير رأي الفيدرالية المعادي للحراك؟ أم تنقلب على بيان المؤتمر وترسم النقابة دكاناً خاصاً بها؟؟