الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

المركز الرابع لتكوين المجندين.. أكبر مركز تجنيد في المغرب يستقبل 4000 مجند

المركز الرابع لتكوين المجندين.. أكبر مركز تجنيد في المغرب يستقبل 4000 مجند المركز الرابع لتكوين المجندين يبعد ب27 كيلومترا جنوب مدينة طانطان
على بعد نحو 27 كيلومترا جنوب مدينة طانطان، يستقبل المركز الرابع لتكوين المجندين بالمنطقة الجنوبية، وهو أكبر مركز للتجنيد في المغرب يسع لأربعة آلاف (4000) مجند، المئات من الشباب يوميا بعد أربعة أيام من عملية انتقاء وإدماج فوج المجندين برسم التجريدة 37 التابعة للقوات المسلحة الملكية، إلى جانب 12 مركزا آخر في مختلف ربوع المملكة، في عملية وطنية توقفت سنتين بسبب جائحة كورونا.
 
أفواج تتدفق على أكبر مركز في المغرب 
وفي زيارة ميدانية للمركز المذكور، تبدأ  العملية الساعات الأولى من صباح كل يوم، حيث تقل الحافلات الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 19 و 25 عاما من الذكور، القادمين من مدن كلميم وطانطان وآسا الزاك وسيدي إفني ونحوهما إلى المركز الرابع لتكوين المجندين منذ السادسة  والنصف صباحا على دفعات ، خلال أربعة أيام، تؤمنها مصالح القوات المسلحة الملكية، ومنهم من تنتظره أسرته لوداعه أمام باب المركز قبل التحاقه الرسمي بسلك التدريب في الجندية.
 
وتجري العملية، كما رصدناها وعايناها أمام المركز المذكور في الساعات الأولي من الصباح، بشكل سلس ومنتظم من قبل هم من قبل أطر القوات المسلحة الملكية. وبعد تسجيلهم والتحقق من هوياتهم، يلجوا فضاءات المركز  المخصصة لهم لاستكمال باقي الإجراءات الإدارية والأمنية المواكبة للعملية في مسار متسلسل، حتى إقرار قبولهم النهائي بالمركز من قبل لجنة البث كي يخضعوا لتكوين مدته أربعة عشر شهرا، منها أربعة أشهر بتكوين مشترك، وثمانية أشهر في تكوين التخصص لمؤهل سوق الشغل.

يشرح الكولونيل ماجور محمد نعمان قائد الحامية العسكرية بطانطان بشكل دقيق هاته العملية، فيقول: إنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، شرع منذ يوم الإثنين 16 ماي الجاري، في استقبال الفوج السابع الثلاثين (37) من المدعوين لأداء الخدمة العسكرية لأجل تنظيم
عملية انتقاء وإدماج فوج المجندين للتدريب، إذ سيتم استقبال 456 مرشحا من عمالات وأقاليم كلميم وطانطان وسيدي إفني، وسيتم عقب الفحوصات الطبية الإحتفاظ بجميع المرشحين المستوفين للشروط المطلوبة".
 
وأوضح الكولونيل ماجور نعمان، أنه "سيتم الاحتفاظ بنحو 160 مجندا للخدمة العسكرية بهذا المركز (مركز الوطية) على أن سيتم توجيه باقي المرشحين لمركزي التدريب في بنسليمان وبنكرير. ومن أجل إنجاح هاته العملية التي تكتسي طابعا وطنيا فقد تمت التعبئة الشاملة للأطر المعنية، وتحسيس جميع المكونين، حتى نبقي أوفياء لشعارنا الخالد: الله، الوطن، الملك".
 
وسار الكومندار محمد الإمام، أحد أطر القوات المسلحة الملكية بالمركز الرابع لتكوين المجندين (المنطقة الجنوبية)، إلى أن هذا المركز المنشأ حديثا يتوفر على الموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة لعملية انتقاء وإدماج المجندين للخدمة العسكرية، إذ سيستقبل المركز 456 مترشحا، سيتم انتقاء 340 منهم، على أن يتم استقبال باقي المنتقين من المراكز الأخرى المتواجدة على ربوع المملكة سيخضعون لتكوين، ويتم توزيع المنتقين داخل المركز على مراكز أخرى بالمملكة".

من الاستقبال إلى لجنة البت.. مسار سلس
وداخل فضاء الاستقبال بالمركز الرابع لتكوين المجندين، وعلى الجهة اليسرى منه، خصصت أطر القوات المسلحة الملكية خمس فضاءات لمرشحي التجنيد العسكري بشكل منظم ومرتب، وعلى مجموعات مكونة من 15 إلى 20 شابا مرشحا، يتم مباشرة عملية التسجيل ومسك البيانات الشخصية للمرشحين في ورشة اطلق عليها إسم "ورشة الإستقبال"، يمر منها جميع الشباب المرشح لعملية انتقاء التجنيد العسكري الإجباري وإدماجهم.
 
 وبعد هاته العملية، يتم استقبال المرشحين للخدمة العسكرية داخل "مقصف" في فضاء جميل وأنيق مجهز، حيث يستأنس الشباب المرشحون بفضاء المركز، ويتم تقاسم لحظات الفرح والدهشة، الممزوجة بطموح الرغبة في الانتقاء والادماج والانخراط في عملية وطنية ببعد اجتماعي ونفس نابض.
 
وبعد عملية التسجيل داخل المركز الرابع لتكوين المجندين في الوطية (طانطان)، يتم توجيه الشباب المرشحين إلى فضاء آخر في مشفى داخل المركز، حتى يتم عرضهم على خلية طبية، مكونة من أطباء وممرضين، يطلق عليها اسم "ورشة الفحوصات الطبية"، حيث يخضع المرشحون للتجنيد عبر دفعات، واحدا واحدا، لفحوصات طبية في خمسة قاعات مخصصة لهذا الغرض بالمشفى للفحص الطبي، يبتدأ  بقياس الطول والوزن، ثم قياس الحدة البصرية، فقياس الضغط الدموي، فيما تتحول خلية ثانية إخضاع المرشحين المتطوعين لفحص مخبري للتأكد من خلوهم من أمراض أو موانع صحية.
 
ويتواصل مسار المرشح للتجنيد بشكل دقيق ومنظم ومنتظم، بعرضه على الطبيب أو الطبيبة من أجل الاستفسار عن وضعه الصحي وحالته  سوابقه الصحية والمرضية من أجل استكمال ملف الطبي والصحي، والتحقق من مدى أهليته الصحية واستيفاءه شروط الصحة والسلامة البدنية، التي تحقق له النجاح ولوج مركز التجنيد.
 
عن هاته العملية تقول سناء بنغموش، وهي طبيبة مدنية تابعة لوزرة الصحة والحماية الاجتماعية وعضو لجنة الانتقاء في الخدمة العسكرية، تشتغل إلى جانب أطباء وممرضين عسكريين بنفس الفضاء، إن الهدف هو انتقاء المترشحين لولوج الخدمة العسكرية، وأن دورنا انتقاء الحالات المرشحة التي تتوفر على حالة صحية مؤهلة لولوج هاته الخدمة".
 
ومن أجل ذلك، تشرح الطبيبة المدنية سناء، هناك ورشتان، الأولى لأخذ بعض الثوابت الطبية، والثانية للفحص السريري لحالات المترشحين الصحية والطبية للقيام بمهمة الخدمة العسكرية".
وفي المرحلة الثالثة من سيرورة عمليات الإستقبال والإنتقاء والإدماج، يعرض المترشح على ورشة يطلق عليها اسم "ورشة لجنة البث"، وهي التي تبث في قرار التحاقه بالمركز المذكور وأهليته لأداء الخدمة العسكرية، حيث يلتحق فورا بالمركز لمباشرة تكوينه في مرحلتين، أما غير المقبولين فيتم منحهم "قسيمات التنقل" لتأمين عودتهن إلى منازلهم.
 
وأفاد محمد الإمام، وهو كومندار بالمركز الرابع تكوين المجندين (المنطقة الجنوبية) في الوطية (طانطان)، أن المركز تم تزويده بالموارد البشرية وجميع الوسائل اللوجستية الضرورية لضمان تنظيم عملية انتقاء المتطوعين للخدمة العسكرية في أحسن الظروف، عبر مراحل ثلاث وورشات ثلاث: أولاها ورشة الاستقبال، وثانيها ورشة الفحوصات الطبية، وثالثها ورشة لجنة البث.
 
عن هاته المرحلة الثالثة، يوضح الكومندار الإمام، بأن لجنة البث يعرض فيها المترشح للخدمة العسكرية أمام لجنة مكونة من مصالح القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، وبعد انتقاء المؤهلين للخدمة العسكرية، يتم توفير جميع الإمكانيات لبشرية واللوجيستية لإرسال المؤهلين من بين الفوج إلى مراكز التكوين لتكوينهم بالمراكز المتواجدة بمختلف مناطق المملكة، فيما يتكلف المركز بإجراءات عودة المدعوين الذين لم يتم انتقاؤهم لمدنهم عبر توزيع قسيمات التنقل"، وفق توضيحاته.
 
شهادات شباب متحمس
وأبدى عدد من الشباب المتطوعون للخدمة العسكرية حماسا لأداء هذه المهمة، وهو ما أكده  يونس (23 عاما)، حاصل على دبلوم الدراسات الجامعية في القانون، وينحدر من طانطان، بقوله: أتيت تلبية لنداء جلالة الملك والوطن، وعن قناعة شخصية إيرادية من أجل  المشاركة في عملية التجنيد الإجباري حتى أكتسب تجارب وخبرات وأنمي مهاراتي مستقبلا".
 
وزاد موضحا: لاقينا استقبالا  مميزا بتنظيم محكم، في مسار مضبوط وموجه، وآمل أن يتحقق المراد، وأحظى بالقبول النهائي لإدماجي. وهو ما يدفعني لأن أوجه رسالة لباقي الشباب من أجل الإنخراط في هاته العملية السلسة ذات البعد المستقبلي الشخصي، ومن أجل الوطن".
 
وعلى نفس النهج، سار وليد (19 عاما)، ابن طانطان، حاصل على الباكلوريا، بقوله: إنني أتيت تأدية للواجب الوطني في الخدمة العسكرية عن قناعة واقتناع. وأطلب من أصدقائي أن يباشروا نفس المهمة من أجل الاستفادة من هاته التجربة ومن أجل مستقبلهم، آملا أن يتم قبولي وإدماجي".
 
أما الحسن (21 عاما)، وهو ابن آسا، فاعتبر ما لاقاه من استقبال جيد وترحيب مؤطر وموجه، جعله متلهفا للانخراط في التجنيد الاجباري بغرض اكتساب خبرات  ومراس تجربة في حياتي الشخصية ومستقبلي المهني". 
ومضى قائلا: أنصح الشباب بالانخراط في الخدمة العسكرية بدءا بالترشح لها، لأنها ستنفعهم شخصيا، وسنساهم معا في بناء هذا الوطن. وهي نفس الشهادات التي زكاها عدد ممن التقيناهم بالمركز المذكور.
 
وتستمر عملية الالتحاق بعد انتقاء وإدماج فوج المجندين برسم التجريدة الـ 37 إلى غاية يوم 28 ماي الجاري، في مختلف وحدات ومراكز الإستقبال التابعة للقوات المسلحة الملكية، إذ سيتم من خلالها انتقاء 20 ألف مرشحة ومرشح قادرين على أداء الخدمة العسكرية، من بينهم 1800 أنثى.