الدكتور أحمد عبادي أمام طلبة كلية الحقوق بقلعة السراغنة تحت عنوان، تفكيك خطاب التطرف والكراهية، ألقى الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب يوم الجمعة 6 ماي 2022 برحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية بقلعة السراغنة محاضرة علمية، أكد فيها على عناصر الموضوع ومكوناته وغاياته، وأن الأمر يتعلق أصلا وأساسا بالمعرفة بالدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال.فما هو الدين الإسلامي؟ وما هي غاياته؟
كي نحكم على الدواء يجب أن نعرف ماهو الداء والأضرار الجانبية لشفائه دون أن تكون لها أعراض جانبية، الأمر ذاته في المجال الديني، الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر. واستدل المحاضر بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بهذا الباب، لأن الدين جاء لتعليم الناس وإسعادهم.
وأشار العبادي الى العدة والجاذبيات الخمس المحددة في خطاب التطرف وهي حلم: الوحدة، الكرامة، الصفاء، السيطرة، مؤكدا أن هذا الدين له هندسة رائعة معلومة وله صورة عامة لخارطة الوجود مبنية في كتاب الله وسنة رسوله، وهذا هو الإسلام الصحيح الذي يجب اعتماده كمرجع. ودعا الى تغليب العقل والمنطق في الأمور الدينية بدل الانسياق وراء الإديولوجيات الهدامة، اديولوجيات الصقور الجيواستراتيجيين الذين يبحثون عن الفرص وسيتغلون الأشخاص ذوي العقول الضعيفة والرويبضات والتافهين، يسمون المعارك بإسمهم ويجعلون منهم علماء في 5 أيام بدون علم ويعينونهم قضاة ويسمحون لهم بتكفير الناس، ومنهم من يتم استغلاله لتهريب السلاح والمخدرات وتهريب الأعضاء البشرية أعضاء الدين يسقطون ضحايا معاركهم.
في الختام نوه الأمين العام بالدور الذي تلعبه المملكة بقيادة الملك محمد السادس، في إحلال السلم والسلام والتسامح داخل وخارج المغرب.
بقيت الإشارة إلى أن أول من حارب التطرف وحارب المذهب الوهابي من علماء المغرب هو الفقيه العلامة سيدي محمد العربي بلبهلول حيث ألف كتابا سنة 1982 في هذا الشأن للرد على الوهابيين سماه : "انتصار المجتهد المجد وانتحار المقلد الملد"، الطبعة الأولى وكانت الأولى والأخيرة نفذت خلال بضعة أشهر. وقد وزع الكثير منها بالمملكة العربية السعودية سرا من طرف علماء المذهب المالكي، وعلى رأسهم العالم الصوفي صاحب المؤلفات العديدة: محمد علوي المالكي، كما كان هذا الكتاب حاضرا في العديد من المناقشات في مدرجات الجامعات المغربية كدليل على تطرق صاحبه للتطرف في وقت لم يكن الناس يهتمون بخطورة الموضوع.
وللإشارة فالعلامة محمد علوي المالكي، من العلماء الكبار بالسعودية كان يحارب المذهب الوهابي وكان يأتي للمغرب لزيارة القفيه بلبهلول الذي كان يزوده بالعديد من الكتابات، ماجعل الوهابيين يتضايقون من مؤلفاته ويضغطون بكل ثقلهم لاستصدار حكم بالإعدام ضده. وقد تم العفو عنه بتدخل من جلالة الملك الراحل الحسن الثاني.
وقد سبق لأحد الأساتذة الجامعيين بكلية الأداب بمراكش، أن فاجأ المشاركين أثناء إلقائه محاضرة ذات صلة بالموضوع، قائلا: هل تعلمون أن أول عالم مغربي حارب التطرف هو: الفقيه بلبهلول؟
الفقيه بلبهلول له الكثير من المؤلفات منها ماهو مطبوع : كتاب منهج الارتحال الى معرفة الشيخ سيدي رحال ، يتعلق بعلم الأنساب ، ومنها كذلك كتاب : قلادة العروس ، في علم الكلام ويشتمل على أكثر من ألف بيت شعري ، بالإضافة الى كتاب : تحفة القراء في بيان رسم القرآن على رواية ورش، ويشتمل كذلك على ألف بيت شعري وزيادة ، ثم كتاب: تحفة المادح للخاتم الفاتح و12 كتاب لازالت مخطوطة لم تطبع بعد.
