الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

بكار السباعي: حرية الصحافة عنوان كل الحريات

بكار السباعي: حرية الصحافة عنوان كل الحريات بكار السباعي
في اليوم العالمي للصحافة، لابد أن نقف تحية إجلال وتقدير، لكل نساء ورجال الصحافة والإعلام، الجهوي منه كما الوطني والدولي.
لكل اللذين قدموا ولا زالوا يقدمون كل التضحيات في سبيل مهنة المتاعب ومشقة البحث عن الحقيقة في كومة ومفوض زخم المعلومة، لنؤكد لهم أنه مهما ما حل بها من ترامي من لا مهنة له، فإنها ستبقى دائما وأبدا منبرا لحناجر المقهورين، وللأصوات المختلفة، ومرآة لعكس خيباتنا وآمالنا .
 
ستبقى صاحبة الجلالة، شاهدة على كل الذين فقدوا أرواحهم تحت بطش السلطة في كل مكان في العالم، لكل الذين سقطوا برصاص المواجهات في ميادين الحروب والتوثرات، لكل الاعلاميين الذين مازالو يرابطون في مختلف المواقع لكشف الفساد، لا تهمهم كسرة الخبز الحافي ولا ترهبهم أصوات الرصاص، لأنتم بكل فخر منارة الانسانية.
إن حقوق الصحافيات والصحافيين، هي جزء لا يتجزؤ من ثقافة حقوق الانسان، بل أكثرنا حاجة لحمايتهم من الاعتقالات ، ومن المضايقات، ومن حقهم في الوصول والحصول على المعلومة دون قيد أو شرط.
 
ووما لا شك فيه أنه إذا فسدت الصحافة فسد المجتمع، وإذا صحت وإستقلت ، بنت أمما ديمقراطية تعتز بمتانتها ، فالأقلام المأجورة لا تعيش أبدا، فلا تعدو مهما طال الزمن، إلا أن تصير أصواتا خائنة لبلدها في قول الحقيقة ونقل الصورة.
لقد تعاملت الدول الديمقراطية مع الصحافة بكل احترام، حتى أطلق عليها "صاحبة الجلالة" و"السلطة الرابعة"، وكلها دلالات على أهمية وجود صحافيين نزهاء يلتزمون بأخلاقيات المهنة، وميثاقها الأخلاقي، الذي يتمثل في أمانة نقل المعلومة بكل حياد و بلا زيادة أونقصان ، والعمل على التأكد من صحة الأخبار من مصادرها، إنها العين التي لا تنام، وضمير الأمم الذي لا يخاف الاعتقالات ولا السجون.
 
غير أنه، و في ظل تزايد استعمال الانترنت لدى الصحافيين، والجمهور على حد سواء، لابد من التأكيد على أن ربط الصحافة بالقوانين، والمقاربات الزجرية، ليست مدخلا وحيدا لحماية الصحافة والجمهور من الدخلاء ، بل أيضا تماسك الجسم الصحافي ، واعتماد الميثاق الأخلاقي كأساس لممارسة المهنة ، تظل وتبقى معها الصحافة مستقلة ، بأقلام وأصوات عالية في وجه الظلم والقهر والطغيان .
.في كل منبر إعلامي، حماته وجنوده الخفاء كما في العلن، وراء الميكرفون، وراء الصورة، في غرف التحرير، في أجواء الشوراع والفضاءات العامة، اولائك الشرفاء الذين يتكبدون كل ساعة بل كل دقيقة وتانية مختلف أنواع المتاعب، إنهم كالجنود الذين يلبون نداء الوطن والترافع عن قضاياه المختلفة ليرفعوا شعار العمل الصحفي الأبدي ويقولون نحن هنا لحماية المعلومة وايصال الحقيقة، ولوقف الأخبار الزائفة والكادبة، مهما كلف الزمن .
لهاؤلاء الف تحية.
 
ذ/ الحسين بكار السباعي محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان