الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

من يكون البطل "امحمد" الذي خلدت مجموعة مسناوة إسمه في أغنية "امحمد يَا وْلِيدِي"؟

من يكون البطل "امحمد" الذي خلدت مجموعة مسناوة إسمه في أغنية "امحمد يَا وْلِيدِي"؟ عبد الرحيم شراد وصورة لمجاهد مغربي على صهوة الحصان

آشْ دَارْ امْحَمَّدْ حْتَى يْمُوتْ مَغْدُورْ؟ إنه سؤال الأم الثكلى و هي ترثي إبنها الذي سقط شهيدا دفاعا عن الوطن. لن أتحدث هنا عن الأغنية التي كتبها لمجموعة مسناوة الفنان محمد باطما رحمة الله عليه. و إنما سأتحدث عن أغنية "أمْحَمَّدْ يَا وْلِيدِي" الأصل التي اقتبس منها محمد باطما الكثير من الكلام، و التي كان يرددها الأهالي من قبل .

 إن شخصية "امحمد" الذي تتحدث عنه الأغنية حسب رأيي هو الشهيد محمد بن بوشعيب من قبيلة أَوْلَادْ احْمِيتِي بِأَوْلَادْ سْعِيدْ، حيث كان صديقا حميما للمجاهد محمد بن الطيب البوعزاوي الذي قاد المجاهدين من قبيلة أولاد سعيد في انتفاضة قبائل الشاوية سنة 1907 وفي غيرها من المواجهات ضد جيش المستعمر الفرنسي منذ 1903 حتى 1912.

قبل استشهاد "امحمد" بأيام قليلة، رأت زوجته في منامها حلما فجاءت مسرعة لتخبره به. "جَاتْ لَمْرَا تَجْرِي. ﯕَالَتْ لِيهْ شَفْتْ اَلنَّجْمَةْ طَلْعَاتْ. وُ عَوْدَكْ فِي السْمَا مَرْبُوطْ. رَاهْ مْقَابَلْ لَوْقَاتْ. وُ أنْتَ رَاﯕَدْ فِي مْنَامَكْ. وُ هَلْ اللهْ دَايْرِينْ بِيكْ" .

تحققت الرؤيا وصعدت روح الشهيد "امحمد" إلى السماء و اجتمعت كل قبائل الشاوية لتواري جثمانه الطاهر تراب أرض دافع عنها هو ورفاقه بكل إيمان وشجاعة. عاش شهما كريما و استشهد بطلا مقداما.

كل الكلام الذي ذكرت من الأغنية غير وارد في غناء مجموعة مسناوة، لكن المرحوم السي محمد باطما و الذي تعود أصوله إلى منطقة أولاد سعيد، احتفظ بهذا الكلام الذي سأذكر الآن:

"وَاااهْ وَا امْحَمَّدْ يَا وْلِدِي. آشْ دَارْ امْحَمَّدْ حْتَى يْمُوتْ مَغْدُورْ. تَابْعَاهْ نَوَّحْ وَا اللهْ يَا كَبْدِي. خَيْمْتُو مَهْدُومَةْ وَجْمَالُو تْحَنْحَنْ. خَيْمْتُو قَبْلِيَّةْ وُ فَرَّانُو يْشَالِي . بَلْغْتُو زِيوَانِي تَمْشِي بْلَمْعَانِي. رَزْتُو حَيَاتِي مَنْ عَشْرِينْ قَالَةْ. كَانْ امْحَمَّدْ قَايَدْ لَعْزَارَةْ. كَانْ امْحَمَّدْ مْحَارَبْ اَلنّْصَارْى. كَانْ شَمْعَةْ بِالِّليلْ. و بِالنْهَارْ فِي الرْجَالْ يَخْتَارْ. امْحَمَّدْ ﯕَالُو مَاتْ. لَقْبَايَلْ ﯕَاعْ تْجَمْعَاتْ. عْلَى نْبِينَا صَلَّاتْ وُ لِلنْصَارَى حَرْكَاتْ..." .

رحم الله الشهيد محمد بن بوشعيب ، لم تذكره كتب التاريخ لكن خلدت إسمه أغنية ممزوجة بتراب أولاد سعيد و دمع وعرق أمه الثكلى فردد كلماتها بعده كل الأوفياء المخلصين لهذا الوطن .