الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

الصادق بنعلال: إلى جماهير وداد الأمة!

الصادق بنعلال: إلى جماهير وداد الأمة! الصادق بنعلال
1 - شهدت مقابلة ذهاب ربع نهائي أبطال إفريقيا التي جمعت بين الفريق الجزائري شباب بلوزداد والنادي المغربي الوداد البيضاوي في ملعب 5 جويلية سُلوكاً مُشينا بالِغَ الغوغائية والسقوط الأخلاقي، صدر عن جمهور الفريق "المضيف"، وقد تجلى في سعار من السب والشتم والكلام البذيء، الموجه ليس إلى لاعبي الوداد بل إلى الشعب المغربي قاطبة وفي عز رمضان الشهر الفضيل، ومن المألوف عالميا أن المشجعين الرياضيين ينخرطون بحماس في مساندة لاعبيهم والرفع من معنوياتهم، عبر أهازيج و تيفوات ورسائل تتغنى بتاريخ النوادي العريقة ومنجزاتها الرفيعة، والقيم الداعمة للحرية والتضامن والأخوة، لأن الرياضة في المحصلة الأخيرة نشاط ثقافي يسعى إلى تحقيق المتعة والاستجمام والترويح عن النفس، ويروم تحقيق الوحدة والانفتاح والسعادة الروحية.
2 – وفي هذا السياق نؤمن بأن الجزائريين شعب أخ شقيق نتقاسم معه محددات العروبة والأمازيغية والدين والتاريخ والجوار والتطلعات المشتركة، وأن ما ردده مساندو شباب بلوزداد لا يعكس رأي الجمهور الرياضي الجزائري الذي نكن له كل الاحترام والتقدير، بقدر ما يجسم الإملاءات العسكرية العدائية للمغرب، واختراقها عن سبق إصرار وترصد لصفوف محبي كرة القدم. مما حدا بعناصر من الجماهير الودادية ذات الصيت العالمي، إلى النظر في التعاطي مع مقابلة الإياب في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء؛ هل سيكون القرار هو الرد بالمثل على الشعارات العنصرية المقيتة التي "صدحت" بها حناجر المشجعين بالجزائر، أم يتم تجاهل هذا المسلك "الرياضي" الدنيء وتقديم ما هو نبيل وأبقى؟ ما من شك في أن الجماهير الرياضية المغربية مصنفة عالميا من حيث الفرجة الاستعراضية والإبداع الفني، ومن ضمنها تسونامي القلعة الحمراء الذي يزلزل المدرجات بأرقى التعبيرات الحماسية وأروعها، وبالتالي لا نرى أن عشاق الوداد سيسقطون في كمين الرد على التفاهات والهتافات المرضية.
3 - بل إننا نتطلع إلى حفل استثنائي ودرس بالغ السمو في المساندة الرياضية، بين أحضان جوهرة مركب محمد الخامس الذي سيمتلئ عن آخره، سنستمتع لا محالة بما سيقترحه علينا شباب مدينة الدار البيضاء من لوحات ولافتات وأناشيد من كوكب آخر، سوف لن يتوقف بناتنا وأبناؤنا المتحضرون عن التغني بألقاب نادي وداد الأمة وبطولاته، ووحدة الشعب المغربي وشعاره الخالد الله الوطن الملك، مركزين على ما يجري فوق أرضية الملعب في أفق تجسيد عرض متميز نتيجة وأداء، للمرور إن شاء الله إلى دور نصف نهائي الكأس الأفريقية الغالية. متيقنون من أن مباراة الإياب ستكون طبقا تقنيا وفرجويا مُبهرا إقليميا ودوليا، للبرهنة مرة أخرى للذين في قلوبهم "مرض" أن نجاحات المملكة المغربية لا تقتصر على بلورة حاجيات التنمية البشرية المادية، بل وأيضا على قيم إنسانية سامية ترشح سلما ومحبة وتسامحا!.