الأربعاء 24 إبريل 2024
منبر أنفاس

عودة الدفيء للحياة الروحية و التعبدية بمساجد الرشيدية في الشهر الفضيل

عودة الدفيء للحياة الروحية و التعبدية بمساجد الرشيدية في الشهر الفضيل مسجد الأخوة بمدخل الرشيدية الغربي

ما يميز شهر رمضان في الرشيدية هذا العام ، هو الاقبال الكبير على المساجد، وهو ما  يبرز الأجواء الروحية والتعبدية التي يتميز بها هذا الشهر الفضيل.

مساجد الرشيدية التي تعد من أكبر مساجد الاقليم والجهة والتي يفوق عددها الثلاثين ، والتي يأتي على رأسها مسجد الأخوة بمدخل الرشيدية الغربي والذي تم بناؤه من طرف قطريين ، مسجد بني بمواصفات عالية وحديثة أذ يتسع لأكثر من ألف مصلي و مصلية ، يحج اليه أعداد غفيرة من المصلين و المصليات خاصة في صلاة التراويح ، حيث تغص به جميع جنبات المسجد قبل أذان العشاء للظفر بمكان يليق بالمصلي.

 شهر رمضان هذا العام له خصوصية فريدة ، لأنه يأتي بعد مرور سنتين متتاليتين عن جائحة كورونا التي منعت تأدية الصلوات بالمساجد وصلوات التراويح في رمضان  ، ما زاد شوقا و تلهفا لدى المصلين لارتياد المساجد في جميع الأوقات ، وهو ما نشاهده  في الاكتظاظ الذي تشهده جميع مساجد الرشيدية.

الأجواء الروحية و التعبدبة في شهر رمضان ، تظهر كذلك بعد صلاة العصر حيث تبقى المساجد مفتوحة من أجل قراءة "الحزب" كما يسمى عند أهالي الرشيدية أي تلاوة القرأن الكريم جماعة بقيادة امام المسجد ، الذي يضفي جوا روحانيا عميقا وثقة تعبدية كبيرة لدى القراء. 

مساجد بالرشيدية رغم كبرها و وسعها ، الا أنها مع ذلك تمتلئ عن آخرها بالمصلين، ويضطر عدد كبير منهم للصلاة في محيط المسجد ، كثير منهم يفترشون الأرض أو سجادة وغير مبالين بذلك ، ما يفسر الاقبال الكبير و المتزايد لدى الساكنة على صلاة التراويح ، والذي لا يحتاج الى دعاية أو تنظيم أو توفير الأمن ، الكل منضبط انضباطا روحيا يروم الالتزام والاحترام فيما بين المصلين و المصليات .

ما ميز شهر رمضان هذا العام كذلك هو اقبال النساء و الفتيات و حتى الأطفال دون الستة عشر سنة لتأدية صلاة العشاء و صلاة التراويح ، سواء مصحوبين بأزواجهم أو يقبلن جماعات و فرادي نحو المساجد ، مصحوبين بالسجادات أو الكراسي للذين يصعب عليهم السجود ، يطبع الجميع روح التضامن و التعاون و التسامح ، و العديد منهم يتقاسم سجادته مع غيره للصلاة ، تلفهم عبارات التهنئة بشهر رمضان الدال على الفرح بشهر الغفران.

وفي هذا الشهر الأبرك كذلك ، يزداد التسول و يزداد عدد المتسولين خاصة بجنبات المساجد ، لأن أعمال البر تنتعش في هذا الشهر ، كالصدقات و توزيع "قفة رمضان" ، وهي عادات لا زال المغاربة معتادين عليها  رغم الجائحة، وهو ما يدل على تماسك المغاربة حول الدين الاسلامي الحنيف و مبادئه السمحاء.    

وتعتبر المساجد بالرشيدية والإقليم عامة معلمة وضاءة حيث تعرف بإقبال ساكنتها عليها وإعمارها ومشهود لهم بتشبثهم و تعلقهم بالقيم الدينية واهتمامهم بالمساجد وبنائها والعناية بها.

ويبلغ عدد المساجد التابعة للمجلس العلمي المحلي بالرشيدية نحو 621 مسجدا حيث تلقى فيها الدروس الدينية ، وتحتضن أنشطة عديدة خلال شهر رمضان من أجل توعية المصلين بقضاياهم الدينية والدنيوية.