الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: عن الشغب النظامي والشغب غيرالنظامي..

صافي الدين البدالي: عن الشغب النظامي والشغب غيرالنظامي.. صافي الدين البدالي
على إثر المباراة التي جمعت الفريقين، الجيش الملكي والمغرب الفاسي، بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط  في إطار منافسات كأس العرش، نهاية الأسبوع  المنصرم، إندلعت أعمال شغب قام بها أنصار نادي الجيش الملكي لما إنهزم هذا الأخيرأمام نظيره المغرب الفاسي. وهي أحداث خلفت إصابات في صفوف رجال الأمن والقوات المساعدة والصحافيين.. بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة  بمنشآت المركب  الرياضي.
وكانت ردود الأفعال متفاوتة وأحيانا متناقضة بخصوص هذه الأحداث.
فهناك من حمل المسؤولية إلى الأندية التي لم تستطع التحكم في مناصريها، وهناك من حمل المسؤولية للأجهزة المكلفة بالمراقبة وحماية المتتبعين للمباراة.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة إذ يجب وضع هذه الظاهرة، ظاهرة الشغب بالملاعب الرياضية، في محيطها العام السياسي والثقافي والإجتماعي. فلا يمكن لأية ظاهرة في أي مجتمع أن تكون دون أسباب ولا يمكن لها أن تكون  دون وجود عطب ما في بيئة  المجتمع أوأجهزة الدولة ، لأن الشغب لم يأت من فراغ. وليس بظاهرة طبيعية..
وفي بلادنا هناك الشغب والشغب:
الشغب النظامي وهو الذي تمارسه قوات الأمن والقوات المساعدة أي الدولة ضد المتظاهرين من أعضاء جمعيات المجتمع المدني، جمعيات حقوقية وجمعية حماية المال العام، ومن نقابيين ومن أساتذة حيث تقوم بالتنكيل بهم وتعنيفهم لأنهم قاموا بوقفة احتجاجية أو بمسيرة  سلمية للتعبير عن رأيهم أو للمطالبة بحقوقهم أو التضامن مع الشعب الفلسطيني. فلا أحد تضامن مع هؤلاء. وغير بعيد عن أحداث مركب مولاي عبد الله، تعرض الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد  للعنف والتنكيل والاعتقالات والمحاكمات  لما خرجوا للتعبيرعن مطالبهم. كيفما كانت تلك المطالب لأن حرية التعبير هي من القيم الإنسانية ويجب احترامها وفتح الحوار الدائم والمستمر مع هذه الفئة وشركائها لأنها  فئة مثقفة وواعية ولا تمارس الشغب كما يمارس عليها من طرف قوات الأمن.
الدولة تمارس الشغب النظامي في الشارع العام في كل يوم ضد المحتجين العزل. تريد فرض إرادتها  بالقوة وتطبيق  قراراتها حتى وإن كانت مجحفة في حق المواطن. فهي تولد العنف وتتسبب في الشغب غير النظامي الذي أصبحت معالمه خطيرة على المجتمع المغربي. إن سياسة قمع النخب التي تقدر المسؤولية وإلغاء دورها في التربية على الأخلاق الإنسانية وعلى المواطنة في المدارس والكليات وفي المعاهد وفي دور الشباب ودور الثقافة وفي الأندية السينمائية والأندية الرياضية ترك الشباب  يعيش الأمية الثقافية والبيئية والتربوية ويبحث عن المناسبة كي يفجر كبته حتى أصبح الشارع والملاعب الرياضية هي المجال المناسب لهؤلاء الشباب لممارسة الشغب غير النظامي.

  
صافي الدين البدالي/ فاعل سياسي وحقوقي