الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور أنور الشرقاوي: أمراض سرطان الأطفال قابلة للشفاء مدى الحياة

الدكتور أنور الشرقاوي: أمراض سرطان الأطفال قابلة للشفاء مدى الحياة الدكتور أنور الشرقاوي مع صورة طفل مريض بالسرطان (أرشيف)

أكد الدكتور أنور الشرقاوي أنه إلى حدود 1983، يموت جميع الأطفال المغاربة المصابين بالسرطان بسبب المرض. لكن اليوم، 50 إلى 90٪ منهم يتعافون نهائيًا ويحيون حياة البالغين؛ الشخصية والعائلية والمهنية مثل أي شخص آخر.

 

علاوة على ذلك، يتابع في مقال منشور على موقع "360"، أن المتخصصين المغاربة يرون أن 8 أطفالا من كل 10 في المغرب يعانون من سرطان الأطفال، ويتم الاعتناء بهم بشكل صحيح، يتعافون تمامًا من مرضهم السرطاني.

 

ومن جواهر هذا الإنجاز التاريخي، قسم أمراض الدم والأورام لدى الأطفال التابع للمركز الاستشفائي  الجامعي ابن سينا بالرباط، والذي يستقبل 300 طفل جديد مصاب بالسرطان كل عام.

 

وتابع الدكتور الشرقاوي أن هذه الخدمة الجامعية الطبية الدقيقة التخصص  تنجز 10000 استشارة و10000 إجراء من العلاج الكيميائي وعلاجات العيادات الخارجية و5000 عملية نقل دم و50000 عملية تشخيصية (بيولوجية وإشعاعية وغيرها مثل البزل القطني و medullogramsوهي عينات مأخوذة من نخاع العظم).

 

وأشار إلى أنه من بين 1200 إلى 1300 طفل مغربي يصابون بالسرطان سنويًا، ولا حتى نصفهم، إذ يتم تشخيص وعلاج حوالي 700 طفل في مختلف المراكز المتخصصة في المغرب.

 

وبمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال، الذي يتم الاحتفال به في 15 فبراير من كل عام، قدمت الدكتورة ليلى حسيسن، أستاذة طب الأطفال بكلية الطب والصيدلة بالرباط ورئيسة قسم أورام الأطفال وأمراض الدم بمستشفى الأطفال الجامعي بالرباط، صورة موجزة عن سرطانات الأطفال في العالم وفي المغرب... وقالت إن سرطانات الأطفال تعتبر السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالأمراض لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و15 عامًا. وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يتأثر 300000 طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 1 و19 كل عام بالسرطان في جميع أنحاء العالم؛ موضحة أنه يمكن أن يظهر هذا المرض في أي عمر ويوجد في أي عضو أو جزء من جسم الطفل.

 

وهناك 15000 حالة إصابة جديدة بسرطان الأطفال في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 130 ألف حالة في البلدان النامية، كل عام.

 

أما بالنسبة للمغرب، فهناك ما بين 1200 و1300 حالة جديدة من سرطان الأطفال كل عام، لكن 700 فقط يتم علاجها بشكل صحيح.

 

اليوم، تضيف رئيسة الامراض السرطانية الجامعية بالرباط، بفضل التشخيص المبكر للسرطان عند الأطفال، جنبًا إلى جنب مع الرعاية العلاجية المتوافقة مع المعايير الدولية واستخدام الأدوية المبتكرة، يبلغ معدل الشفاء الإجمالي حوالي 60٪، علما أن الهدف من جميع أقسام أمراض الدم وأورام الأطفال هو تحقيق بقاء 80٪.

 

وتذكرنا الدكتورة ليلى حسيسن حسب ما ورد في مقال الدكتور الشرقاوي، أنه في جميع تخصصات الأورام مجتمعة، لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، لا تتجاوز سرطانات الأطفال 3٪.

 

في جانب آخر، وحسب نفس المصدر، بالنسبة للبروفيسور محمد خطاب، الرئيس السابق لقسم سرطان الأطفال (2005-2019) بالمستشفى الجامعي بالرباط، إلى حدود 1983، يتوفي جميع الأطفال المصابين بالسرطان تقريبًا بسبب السرطان بسبب عدم وجود مستشفى متخصص وأطر طبية مؤهلة.

 

لكن، اليوم، ما بين 50 إلى 90٪ يتعافون بشكل نهائي ويعيشون حياة شخصية ومهنية بالغة مثل أي شخص آخر، كما يوضح الأستاذ خطاب؛ مضيفا أن هذه النتائج الإيجابية تم الحصول عليها بفضل إرادة وتفاني أطباء الأطفال المغاربة الرائدين، الذين ساعدهم لاحقًا خبراء فرنسيون وكنديون وأمريكيون وكذلك جمعيات وطنية ودولية.

 

وأخيرًا، يتمثل بصيص الأمل في علاج سرطانات الأطفال في المغرب في تطوير زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم.

 

وهكذا، بالنسبة لفاطمة الشرايبي، نائبة رئيس جمعية المستقبل التي تعتبر المدعم الأساسي لقسم أورام الأطفال في المستشفى الجامعي بالرباط، في المغرب، كما هو الحال في البلدان النامية الأخرى، قلة الوسائل العلاجية تؤدي إلى فشل الخيارات العلاجية المختلفة، سواء العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. إذ ذاك فإن البديل هو زرع نخاع العظم سليم أو خلايا جذعية محيطية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا الجذعية المعروفة باسم "الخلايا الأم" هي تلك الموجودة في أصل الخلايا النهائية في الدم (خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية).

 

وختم الدكتور أنور الشرقاوي أن الكلفة المالية الباهظة لزراعة النخاع العظمي، والتي يمكن أن تصل إلى ملايين الدراهم خارج البلاد، تفرض أن تكون هذه الممارسة الطبية متاحة ومتطورة في المستشفيات المغربية، وهو ما بدأ في بعض المستشفيات الجامعية في المملكة، لكن ليس بما يكفي لتلبية الاحتياجات الحقيقية.

 

أنور الشرقاوي، طبيب مسؤول عن التواصل الطبي طيلة 30 سنة بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط