Sunday 7 September 2025
كتاب الرأي

ابريهوما: ملگى الصالحين.. وحدة وإخلاص

ابريهوما: ملگى الصالحين.. وحدة وإخلاص عبد القادر بريهوما
شهدت مدينة آسا تنظيم فعاليات موسم "ملگى الصالحين" في أجواء روحانية مهيبة، حيث تميز الحدث باستقبال وفود القبائل الصحراوية من مختلف مدن المملكة بحفاوة كبيرة من طرف وجهاء وأعيان قبائل أيتوسى.
وقد ساد اللقاء حرارة السلام بين الحاضرين، مع التهاني والتبريكات، بل وحتى طلب السماح كما هي عادة الصحراويين في الأعياد الدينية، في مشهد يفيض بالأخوة ولمّة الأرحام.
وقد عرف البرنامج حضورا رسميا ووازنا إلى جانب شخصيات دينية وعلمية وقَبلية، لتتوج المراسيم بإقامة شعيرة نحر الناقة بساحة الزاوية، وسط أجواء إيمانية خاشعة اختتمت برفع الدعاء الصالح للملك محمد السادس، وللأسرة الملكية.
وبالموازاة مع هذا الملتقى الديني الكبير، شهدت مدن بوجدور والعيون وباقي مدن المملكة تنظيم ملتقيات مماثلة احتفت بدورها بشعيرة النحر، وهو ما يؤكد أن قيم التضامن والارتباط الروحي بالثوابت الدينية والوطنية تشمل عموم الأقاليم الجنوبية..
قبائل أيتوسى أثبتت من جديد أصالتها ونبلها وكرمها العربي الأصيل، ورسخت مكانتها كحاضنة تاريخية لهذا الحدث الروحي والثقافي الذي يجمع شمل القبائل ويقوي روابطها. لقد ضربت مثلا حيا في الوفاء والتشبث بالثوابت الوطنية والدينية، لتظل علامة مضيئة في سجل المقاومة والوطنية.
ولا ننسى أن عناصر تابعين لقيادة البوليساريو الحركة الفاشلة الجبانة القبلية، قد أقدمت السنة الفارطة على قصف الآمنين في أرض الرباط أرض المحبس، في عمل جبان يؤكد طبيعة هؤلاء وعداءهم المستحكم لقبائل أيتوسى المجاهدة، التي شكلت وستظل شوكة في حلق الانفصال. فهذه القبيلة الوطنية الأصيلة يشهد التاريخ برجالاتها الذين كانوا وما زالوا العمود الفقري للعديد من الوحدات العسكرية المرابطة بالصحراء، يسهرون على حماية الحدود وتحصين السيادة الوطنية بوفاء وإخلاص للعرش العلوي. لقد فشل الأعداء في كسر إرادة أيتوسى، وانهزموا أمام صمودها الذي يزداد رسوخا جيلا بعد جيل.
إن ما تقوم به قبائل أيتوسى في هذه الذكرى المجيدة يوجع أعداء المملكة المغربية، وعلى الخصوص دويلة الجزائر وربيبتها البوليساريو، لأن الترافع الصامت عن القضية الوطنية يتجسد هنا بالعمل الميداني من خلال هذه الفعاليات الوطنية. لقد كان استقبال وفود القبائل الصحراوية من مختلف مدن المملكة تجسيدا عمليا لوحدة المغاربة جميعا خلف الملك محمد السادس، وهو ما جعل من "ملگى الصالحين" احتفالا مميزا شكلا ومضمونا، يعزز قيم التضامن، ويصون الموروث الثقافي والديني، ويعكس تشبث أبناء الصحراء بثوابتهم الوطنية والدينية الراسخة.